إن كان لديك حلم، فلا تجلس دون حول ولا قوة.. أجمع شجاعتك وصدق بأنك قادر على تحقيق ذاتك، لا تبخل بأى مجهود لتحويل حلمك لواقع.. اعلم أن الشدائد والعقبات تزيد من عزيمتك، التى تبقيك على الطريق حتى النهاية، فكل المطبات التى تواجهها تمنحك الإصرار والقوة.. وكذلك محدثى فلسفته كلما عظمت الأهداف طال الطريق. ستواجه الصعوبات مرات عديدة، وأحيانًا ستحزن، لكن لا تستسلم ولا تفقد الأمل أبدًا، وعلى نفس الطريق كان شجاعًا لتحقيق ما يؤمن به، طموحًا، لا شىء يستطيع إيقافه. الدكتور معتصم الشهيدى عضو مجلس إدارة شركة هوريزون لتداول الأوراق المالية.. يحرص على أن يكون لكل يوم فى مسيرته قيمة وإضافة، قوته فى تميزه واختلافه، لا يستسلم، الاعتماد على النفس دستور رافقه منذ صباه، لذلك كان الالتزام، والانضباط. مساحات خضراء أشجار جميلة تملأ محيط المكان، النباتات المختلفة والزهور والورود ذات الألوان الجميلة والروائح الطيبة، معها يكتمل لوحة طبيعة ساحرة..3 لوحات فى استقبالك عند المدخل الرئيسى، بعضها خطت بكلمات دينية، وأخرى ترسم سحر الأرض والزراعة، ربما يرجع ذلك لمحبة الرجل للأرض وزراعتها، الأبيض اللون السائد على الحوائط، لما يحمله من علامات العظماء والنور، والأمل المتجدد... الأباجورات الثابتة فى الزوايا، والفازات التى تضفى جمالًا كديكور بكل شبر فى المكان. الهدوء السمة المميزة فى غرفة مكتبه، والطاقة الإيجابية، الأكثر تأثيرًا، حينما يتجه للعمل والتفكير... سطح مكتبه أكثر ترتيبًا، كل ملف من الأوراق منسق بصورة تعكس نظام صاحبها، مجموعة كبيرة من الكتب المتنوعة تتصدر مكتبته.. ذكريات الماضى واعتماده على نفسه منذ صباه، شكلت منه قدرة على اتخاذ القرار الصحيح... سطر صفحات ذكرياته بمحطات مهمة، لكل منها تفاصيلها... دون مقدمة صفحاته بكلمات كان لها الأثر الأكبر فى رحلته أن «الأمانة مع الآخرين مفتاح النجاح» وبهذا سطر مسيرته الناجحة. بقوة الفكر لديه القدرة على تقييم المشاهد بموضوعية، هدوؤه يمنحه ثقة كبيرة فيما يحلل، الشجاعة سلاحه عندما يبدى تحفظات، حاسم فى رؤيته، لا يخضعها لأهواء.. يتكشف ذلك حينما يحلل الاقتصاد الوطنى... متفاءل بحذر فى رؤية المشهد.. يقول «فى عامى 2020 و2021 كان التحدى الأكبر يتمثل فى جائحة كورونا، والتى أثرت على اقتصاديات دول العالم، وتقييم المشهد على كافة القطاعات، الرابحة والخاسرة من الجائحة، وبنهاية العام الماضى 2021 بدأت الاقتصاديات تتعافى تدريجيا، مع عودة حركة الاقتصاد العالمى إلى النشاط، ولكن قبل أن يكتمل هذا التعافى كانت الأزمة الروسية الأوكرانية التى راحت تربك المشهد الاقتصادى من جديد». التفاصيل جزء مهم فى مفردات الرجل، لذلك يحرص عليها، يتبين ذلك فى حديثه عن الاقتصاد الوطنى، يعتبر أن مسار الإصلاح الاقتصادى يسير فى اتجاهاته الصحيحة الهيكلية، لكن التحدى الذى يواجه استكمال المسيرة، الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وغير المباشرة، التى لم تكن بالقدر المرضى، مقارنة بالإصلاحات الواسعة التى شهدها الاقتصاد الوطنى، التى كانت ستسهم بصورة كبيرة فى رفع معدلات النمو الاقتصادى والتنمية المستدامة، من الاستثمارات الوطنية والأجنبية». بدأت الحكومة منذ فترة المرحلة الثانية من الإصلاح الاقتصادى والمعتمد بصورة رئيسية على تعظيم الصادرات وتعميق المنتج المحلى والاعتماد على التكنولوجيا الرقمية.. فما رؤيتكم لذلك؟ - بهدوء وثقة يجيبنى قائلًا إن « نسب الصادرات بدأت تشهد تحسنًا ملموسًا، فى ظل خطة متكاملة لوصول هذه الصادرات إلى 100 مليار دولار سنويًا، لكن فى المقابل لا تزال الواردات تشهد ارتفاعًا فى أرقامها، وهو ما يؤثر على الطفرة التى تحققت للصادرات خلال الفترة الماضية، ولكن الحكومة تدعم بصورة كبيرة الصادرات، ودعم المصدرين بشكل مباشر، مما أسهم فى عودة العديد من القطاعات للتصدير، ومنها الحديد والصلب، والأسمدة، مع العمل على ترشيد للواردات، وهو ما يعنى أن هناك تركيزًا على القطاعات التى تحظى بميزة تنافسية، مما يعمل على رسم خريطة جديدة وقوية للاقتصاد». يبنى رؤيته على أساس موضوعى رقمى يتحدث عن رؤيته للاقتصاد أنه يحدد التحديات التى تعوق مسيرة الاقتصاد خلال الفترة القادمة، تتمثل فى ارتفاع أسعار الخامات الأساسية سوف يخلق نوعًا من الضغط على الموازنة سواء بالنسبة للقمح أو البترول، ولذلك يجب التعامل فى باحترافية فى ظل سياسة إدارة التضخم، كونه مستوردًا، وكذلك إدارة عجز الموازنة، بحيث يمكن السيطرة على هذه التحديات، ورغم ذلك فإن هناك فرصًا بسبب الأزمات العالمية الحالية، والقدرة على غزو الأسواق العالمية المختلفة فى ظل الحاجة للمنتجات والسلع الوطنية». حكمة الرجل فى تحليله للمشهد تمنحه الكثير من القرارات الصائبة، خاصة عندما يتكلم عن التضخم، واستمراره، إلا أن الحكومة تسعى إلى العمل على امتصاص تأثيره، من خلال تأمين مصادر السلع الأساسية، والحفاظ على المخزون الاستراتيجى، من خلال تحول الموازنة العامة جزءا، من تكاليف السلع الرئيسية، على اعتبار أن الأزمة مؤقتة، يمكن امتصاصها فى الأجل المتوسط. كفاح الرجل منذ صباه، يجعله أكثر اهتمامًا برجل الشارع ودوره فى نجاح سياسة الإصلاح الاقتصادى وترقبه لجنى ثمار الإصلاح بصورة كاملة، حيث شهد المواطن تحسنا فى مستوى المعيشة سواء فى الأمن أو الطرق، أو الصحة، وكذلك تراجع فى البطالة، بالإضافة إلى تحسن ملموس فى الدخول للطبقات الأكثر فقرًا، ومتوقع اكتمال هذا الإحساس بالتحسن خلال الفترة القادمة. الصبر والكفاح من السمات التى تحظى بها شخصية الرجل، من هنا يكون تقييمه للمشهد دقيق، لذلك كان أكثر رضا على أداء السياسة النقدية متمثله فى البنك المركزى، فقد نجح فى تحقيق الاستقرار على معدل الفائدة، وكذلك التضخم الذى يعد أقل من سعر الفائدة، وبالتالى فإنه يمثل معدل فائدة حقيقيًا ومرتفعًا مقارنة بالاقتصاديات الأخرى، رغم الاضطرابات التى تشهدها اقتصاديات العالم، وهو ما يؤكد أن استقرار سياسة البنك المركزى كان فى صالح الاقتصاد، مع ارتفاع احتياط النقد الأجنبى. إذن ما رؤيتك لأسعار الفائدة خلال الفترة القادمة؟ - بوضوح وصراحة يرد قائلًا إن «ارتفاع معدلات التضخم العالمية، وتوقعات ارتفاع أسعار الفائدة فى الاقتصاديات العالمية، قد تكون مبررًا لاستمرار سياسة تثبيت سعر الفائدة، خاصة أن التضخم مستورد، وذلك نتيجة زيادة أسعار السلع، وليس زيادة المعروض النقدى، ولو قام البنك المركزى برفع سعر الفائدة سيكون بعد دراسة تأثير رفع أسعار الفائدة خارجيا، ومدى تداعياتها على حركة الاستثمارات الأجنبية». يظل الشغل الشاغل بين الخبراء والمراقبين هو الاستمرار فى الاقتراض الخارجى، وأثره على الاقتصاد، لكن محدثى له رؤية خاصة تقوم على أن المخاوف دائمًا مثارة بشأن الاقتراض الخارجى، ولكن رغم ذلك فإن للاقتراض الخارجى عديدًا من المزايا تتمثل فى توفير العملة الأجنبية، بالإضافة إلى معدل الفائدة للاقتراض الخارجى «تكلفة التمويل» فهى منخفضة، وكذلك قيام الحكومة بانتهاج سياسة جديدة فى القروض من قصيرة الأجل إلى متوسطة وطويلة الأجل والقدرة على استبدال الديون بأخرى، مع تصور لكيفية السداد، من خلال خطة لزيادة السياحة، والصادرات، وزيادة المصادر من الدخل الأجنبى. فى جعبة الرجل العديد من الحكايات فى ملف السياسة النقدية، خاصة فى أسعار الصرف، ويعتبر أن ثبات سعر الصرف، لكن الخبراء يرغبون فى أن تحرك سعر الصرف مع الأحداث العالمية، صعودًا وهبوطًا، ومعبر عن حركة السوق، ومطلوب أن يشهد سعر الصرف مرونة خلال الفترة القادمة، لكن ذلك مرهون باستقراره. تواجه السياسة المالية العديد من الانتقادات مقارنة بحالة الرضا عن السياسة النقدية.. يقول الرجل إن «إيرادات الدولة قائمة على المنظومة الضريبة، بسبب عدم توافر موارد أخرى غير الموارد السيادية، وهو أمر فى طبيعة هيكلة الاقتصاد الوطنى، وتسعى الدولة لزيادة الإيرادات للتوسع وتعميم الشمول المالى والرقمى، دون زيادة الأعباء على المجتمع، أيضا مع دخول الاقتصاد غير الرسمى إلى منظومة الاقتصاد الرسمى، وتطبيق سياسة الثواب للقطاعات المتعاونة، والعقاب للمتهربين، وكذلك دعم هذا الاقتصاد بمحفزات ضريبية ومتنوعة. إن استطعت أن تحقق أهدافك ستحقق ذلك، ونفس الأمر يعتبره الرجل فى ملف الاستثمار الأجنبى المباشر، حيث يربط بين استقطاب الاستثمارات الأجنبية، ونمو الاستثمارات المحلية، كونها المؤشر الرئيسى فى نشاط حركة الأموال الخارجية وجذبها، كون دخولها كشريك مع المستثمرين المحليين، وبالتالى لا بد من الترويج للنماذج الناجحة فى الاستثمار المحلى، مع تعظيم الترويج للاستثمارات، وفتح أسواق للمنتجات المصرية، مع تعزيز التصدير الذى يكون كلمة السر فى نشاط ملف الاستثمار. إذا كان التركيز على الاستثمارات المحلية كقوة لجذب الأموال الخارجية.. فماذا عن موقف القطاع الخاص؟ - علامات ارتياح ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلًا إن «القطاع الخاص شريك أساسي فى التنمية، كونه مستفيدًا أيضًا من تحقيق هذه التنمية، ولا بد أن يكون للقطاع الخاص القدرة الكبيرة على ترويج وتسويق خدماته، وإذا لم تكن هذه القدرة متوافرة، فإن البيئة الاستثمارية المتواجد بها ضعيفة، ودخول الدولة فى الاستثمارات أمر عادي، لكن بشرط العمل على توفير المنافسة العادلة، بما يحقق خدمة الجميع، مع سعى الحكومة بصورة مستمرة فى دعم القطاع الخاص فى كل المجالات، وهو ما تقوم به بالفعل». لا يخفى الرجل اهتمامه ببرنامج الطروحات الحكومية، يعتبر استكماله مهما، لكن ذلك يتطلب سوقًا قويًا بسيولة عالية وعدد مستثمرين أكبر، مع جاذبية للسوق قوية، لذلك لنجاح الطروحات لا بد أن تتوافق الطروحات عند عملية الاكتتاب مع قوة الشركة، وما قد تحققه من مكاسب للأفراد، مع العمل على الترويج، والتسعير الجيد، مع استهداف شرائح محددة من المستثمرين لخلق شرائح جديدة. لا يمكن أن تتطور فى هدوء بلا تجارب، تعلم من خلال المثابرة والعمل والإصرار على النجاح، وهو سر نجاح الرجل المتتالى مع مجلس الإدارة فى الوصول بالشركة للمقدمة من خلال تعزيز الاستراتيجية المخطط لها، التى بدأت بزيادة رأس المال 25 مليون جنيه، وتعمل على التوسع فى حالة تحسن السوق، مع التركيز على 3 محاور مهمة من خلال التوسع فى البنية التكنولوجية، وإدخال خدمة «موبايل أبلكيشن» بما يسهم فى استقطاب والتوسع فى قاعدة العملاء، مع التركيز على التداول الإلكترونى. هدفه الإفادة، ومسيرته الاتجاه بعزيمة وإرادة نحو رغبته، زين كلمات مذكراته بدعم ونصائح لأولاده بأن الأمانة مع الآخرين مفتاح النجاح.. لكن يظل الرجل شغله الشاغل الوصول مع مجلس الإدارة بالشركة إلى الريادة فى السوق... فهل يستطيع ذلك؟