"عليه العوض ,حسبنا الله ونعم الوكيل ".. كلمة وجهتها والدة محمد جابر صلاح، الشهير ب"جيكا"، الذي توفي إثر إصابته في اشتباكات ذكرى أحداث محمد محمود، فى نوفمبر الماضي، للرئيس محمد مرسى فى عيد الأم . فى البداية استقبلتنا بالدموع والحزن, حاولت أن تحجبها لكنها لم تستطع وبكت وكأن صغيرها مات أمس . نظرت إلى السماء ووجهت دعاء إلى ربها طالبة منه أن يلهمها الصبر ويشفى صدرها بالقصاص. ثم نظرت لى وبدأت فى سرد ذكرياتها مع ابنها فى مثل هذا اليوم قائلة: "إن جيكا لم يترك عيدا إلا وتذكرنى بهدية كنت أختارها بنفسى, وفى العام الماضى طلبت منه جلبابا وأحضره لى على الفور, وكان برغم صغر سنه دائم الاهتمام بى ". ثم تسكت الأم وكأنها تستحضر صورة ابنها لتظهر على وجهها ابتسامة سرعان ما تبللها دموعها . ثم تبدأ فى استجماع شجاعتها وكأنها تدافع عن حق ابنها أو تريد أن ترسل رسالة ليد الغدر التى اغتالته لتقول :"إن حق جيكا والشباب الذى قتل غدرا لن يذهب هباء وأن القصاص العادل قادم لا محالة". تنطق الأم تلك الكلمات بثقة وإيمان وكأنها ترى نهاية الظلم الذى حرمها من زرعتها الطيبة؛ فجيكا كان متفوقا دراسيا وحاصل على عدد من شهادات التقدير من مدرسته فى الإعدادية والصف الأول الثانوى, وكان معروفا بين جيرانه بدماثة الخلق. تضيف الأم داعية على كل من حرمها من فرحتها بهذا اليوم وقتل ابنها الصغير وحرمها من فرحتها وأسكن الجراح قلبها، أن عدالة السماء لا تنام، مضيفة أن حلم ابنها الشخصى كان يتجسد فى التحاقه بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان من ضمن مؤيدى الرئيس الحالى محمد مرسى, شديد الأمل فيه، متوهما أنه سيصلح البلاد، لكن سرعان ما تبدد الأمل بعدم القصاص من القتلة وعدم تطهير جهاز الداخلية من القتلة والمجرمين, فكانت النتيجة هى قتل جيكا ورفاقه، حتى يرغموا الشباب على عدم الخروج والمطالبة بحقوقهم . تسكت أم جيكا وتبتسم مشيرة إلى أن أصدقاء ابنها يخففون عنها الآلام بمواساتها وزيارتها بشكل متكرر، مؤكدة على يقينها من اقتراب نهاية الظلم ونهاية القتلة وأن حق ابنها وجميع شهداء الوطن راجع قريبا. ختمت أم جيكا حديثها ب "حسبنا الله ونعم الوكيل ".