أكد عدد من المزارعين بمحافظة الشرقية، أن موسم حصاد البنجر بمثابة عودة الروح إليهم ولأسرهم، لأن ثمار عملهم يأتي بعد جهد ومشقة، فضلا عن أنهم طوال أشهر زراعته ينفقون علي زراعته من مالهم الخاص وقوت أولادهم، وأنهم فور بيع المحصول يشعرون بسعادة غامرة كالتي يشعر بها الموظفون عند استلام رواتبهم الشهرية. وقد بدأ مزارعو بنجر السكر في محافظة الشرقية، موسم الحصاد منذ قرابة الأسبوع، وبدأ الشركات المتعاقدة معهم على شراءه في عملية التحميل على سيارتها الخاصة، معلنا إنتهاء موسم العروة الأولى، وبداية لموسم العروة الثانية. يقول سعيد صبيح، أحد المزارعين بقرية الاخيوة بمركز الحسينية ل "الوفد" : أنا من المزارعين المحبين لبنجر السحر منذ سنوات طويلة، فاغلبية أسرتي دائمون على زراعته سنويا، لما فيه صالح للتربة وعائدة المادي المقبول، فالبنجر من المحاصيل الهامة والاستراتيجية، والتي انتشرت زراعته في مختلف مراكز ومدن المحافظة، وخاصة المنطقة الشمالية نظرا لتحمله للظروف المناخية المختلفة، وإمكانية زراعته في الأراضي الضعيفة والملحية والجيرية، لافتا إلى أنه قام بزراعة 20 فدان تقرببا ببنجر السكر هذا العام في عروته الأولى والتي بدأت في شهر أغسطس الماضي وبدأوا عملية الحصاد في 20 من فبراير الجاري، أي أن المحصول مكث في الأرض قرابة 6 أشهر، والعروة الثانية تبدأ من شهر نوفمبر حتى شهر أبريل. وأشار أحمد عباس، إلى أن هناك تنسيق كامل بينهم وبين الشركات المتعاقدين معها من قبل عملية الزراعة، وإن هذه الشركات تتابع معهم كل خطوات الزراعة حتى نصل لعملية الحصاد، وأن العلاوات المالية التي تمنح تساعدهم بشكل كبير في انتاجية مرتفعة وجودة عالية، مؤكدا أنهم يتحصلون على 20 جنيه علاوة عن زيادة كل طن، ومثليها عند التبكير في موسم الحصاد، و50 جنيه لنسبة السكرية 22٪ لكل طن. وأوضح خالد إسماعيل، أن زراعة البنجر من المحاصيل التعاقدية التي تضمن لهم عملية التسويق بشكل مقبول، خاصة وأن الشركات تعمل على تتبع الزراعة منذ البداية وحتى نضجه ودخوله المصانع، ما رفع إنتاجية الفدان الواحد إلى 25 طن وفي بعض الأحيان يصل إلى 30 طن للفدان، بسعر 875 جنيه للفدان، ما أهله أن يكون محصول مربح لهم ولكل المزارعين. إلا أن ماجد محمود، أشار إلى بعض التحديات التي تواجههم عند زراعته، خاصة بند المبيدات فكثير منها تكون غير فاعلة وسعرها المرتفع، فضلًا على ارتفاع أجر العامل الواحد الذي يصل ل 100 جنيه في اليوم خلال مرحلة الخلع والتحميل، وارتفاع مصاريف التقاوي والكيماوي، الأمر الذي يتسبب في ارتفاع تكلفة زراعة البنجر بنسبة عالية وأشار وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الشرقية المهندس علي لاشين، إلى بدأ التوريد لمحصول بنجر السكر فى مصنع الشرقيه السكر ( النوران ) بحضور المهندس أشرف صلاح الدمرداش مدير عام الإرشاد، والمهندس محسن عبدالله سويلم اخصائى البنجر بالمحافظة، وذلك بمشاركة اللجنة العلمية وأخصائي العينات وعدد من المرشدين الزراعيين، وذلك بالتعاون مع مجلس المحاصيل السكرية. وذكر أن المساحة المنزرعة هذا العام في ربوع محافظة الشرقية بلغت 83 ألفا و640 فدان، وتقوم المديرية بتقديم الخدمات المتكاملة للمزارعين فضلاً عن دور الشركات ومجلس المحاصيل السكرية والإرشاد الزراعي في تقديم الدعم الفنى للمزارع، كما يتم تحفيز المزارعين بعلاوات خاصة تبدأ من 120 جنيها للطن والتى تسمى بعلاوة تبكير في العروة الأولي، بالإضافة إلى 25 جنيه للطن في حال الحصول على بنط زيادة في جودة السكر بالمحصول، وتعد محافظة الشرقية ثالث محافظات مصر من حيث زراعة محصول البنجروتقوم الشركات المنتجة للسكر بالتعاقد مع المزارعين لتوريد المحصول.