تعامدت الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني، بمعبده الكبير بقدس الأقداس بمدينة أبوسمبل السياحية، صباح اليوم الثلاثاء. وشهد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، واللواء أشرف عطية محافظ أسوان، التعامد وسط حضور الآلاف من الوفود الأجنبية و المصريين. وقدم 18 فرقة للفنون الشعبية دولية ومحلية، فقرات استعراضية داخل ساحة معبد أبى سمبل السياحي، وسط حضور الآلاف من المواطنين. وأوضح الدكتور خالد العناني، أن ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل تعتبر ظاهرة فلكية هندسية فريدة في العالم، موضحًا أن معبد أبو سمبل يستحق أن يكون العجيبة الثامنة من عجائب الدنيا السبع للعالم القديم؛ حيث أن قصة اكتشافه والنقوش على جدرانه وألوانها في حد ذاتها عجيبة، وعليها سُجلت معركة قادش وأول معاهدة سلام في تاريخ البشرية. وأضاف أن تاريخ هذه الظاهرة اليوم هو تاريخ استثنائي لن يتكرر حيث يوافق 20/02/2022 معربا عن سعادته بوجود عدد كبير من الزائرين المصريين و الذين جاءوا خصيصا من جميع المحافظات المصرية لمشاهدة ظاهرة التعامد على معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل. أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، على أن وزارات السياحة والأثار والثقافة ومحافظة أسوان حرصا على متابعة تطبيق كافة الإجراءات الإحترازية والتدابير الوقائية لمواجهة إنتشار فيروس كورونا ، مع التشديد على التباعد من خلال وضع شاشة عرض بلازما عملاقة بصحن المعبد لإتاحة مشاهدة لحظة حدوث الظاهرة لأكبر عدد ممكن. ولفت إلى توفير بوابات ومعدات التعقيم بمسارات الدخول والخروج ، بجانب المستلزمات الطبية والمطهرات ، بالإضافة إلى إلزام المشاركين فى ظاهرة التعامد بإرتداء الكمامات لتلافى حدوث أى أضرار لهم. وأشار المحافظ، إلى أنه كانت هناك إستعدادات مسبقة للإحتفال بظاهرة تعامد الشمس هذا العام حيث تزينت مدينة أبو سمبل السياحة باللوحات الفنية لتصميمات الهوية البصرية بمختلف الميادين والشوارع. وتسطع أشعة الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني داخل معبده في هذين اليومين من العام مخترقة مسافة 60 مترا داخل المعبدلتصل إلى التمثال. واستمر التعامد لمدة 20 دقيقة قطعت خلالها أشعة الشمس مدخل المعبدلتصل إلى حجرة قدس الاقداس لتتعامد على وجه تمثال رمسيس الثاني. يأتى ذلك بالتزامن مع ذكرى مولد الملك رمسيس الثانى، فى ظاهرة لا تحدث سوى مرتين فى العام، مازالت تحير جميع العلماء. المفارقة هنا أن يومى «تعامد الشمس » على وجه الملك رمسيس الثاني هما يوم مولده 22 أكتوبر، ويوم تتويجه ملكا فى 22 فبراير، وبمجرد أن تتسلل أشعة الشمس يضاء هذا المكان العميق داخل المعبد، الذي يبعد عن المدخل بحوالي ستين مترًا. قبل عام 1964، كان «تعامد الشمس» على تمثال رمسيس يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير، إلا أنه بعد نقل معبد أبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينيات من موقعه القديم، الذي تم نحته داخل الجبل، إلى موقعة الحالي، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير. ويستند «تعامد الشمس» إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى أن لشروق الشمس من نقطة الشرق تماما وغروبها من نقطة الغرب تماما في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبًا كل يوم إلى ناحية الشمال، حيث تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق في الثاني والعشرين من شهر يونيو. وتبين أن القدماء المصريين إستندوا في اكتشافهم إلى أن الشمس تمر على كل نقطة في أثناء شروقها وغروبها مرتين في كل عام، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعا لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تمامًا. و«تعامد الشمس» على وجه رمسيس الثاني مرتين في العام، يومي الثاني والعشرين من شهر أكتوبر والثاني والعشرين من شهر فبراير، جاء نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبرو22 فبراير من كل عام، ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار الذي تدخل منه الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة. وجعل القدماء المصريين هذه الفتحة ضيقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس في يوم وسقطت على وجه التمثال فإنها في اليوم التالي، تنحرف انحرافا صغيرًا قدره ربع درجة وبهذا تسقط الأشعة في اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال. يشار إلى أن هذه الظاهرة اكتشفت في عام 1874 حيث قامت المستكشفة «إميليا إدوارذ» والفريق المرافق لها برصد هذه الظاهرة وتسجيلها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل) والذي جاء فيه «تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها». تجدر الإشارة أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني يبلغ عمرها 33 قرنا من الزمان، جسدت التقدم العلمي الذي بلغه القدماء المصريون، خاصة في علوم الفلك والنحت والتحنيط والهندسة والتصوير.