أكد الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، على عُمق العلاقات بين مصر الأزهر وجمهورية الصين الشعبية، مُشيدًا بالتعاون المثمر والبنَّاء الذي يصب في مصلحة البلدين من خلال قسم اللغة الصينية بكلية اللغات والترجمة، والذي ينقسم إلى قسمين: الأدب، والدراسات الإسلامية باللغة الصينية. وأوضح خِلال افتتاح معمل الصوتيات الذي قامت بإهدائه السفارة الصينية إلى كلية اللغات والترجمة، وبحضور السفير الصيني بالقاهرة والمستشار الثقافي، أن خريجي اللغات والترجمة في جامعة الأزهر أصحاب رسالة عظيمة لكل أرجاء الدنيا، مشيرًا إلى أنهم من خلال ما تعلَّموه كل في قسمه، سواء اللغة الصينية او الألمانية، أو الإسبانية فهو معني بالدرجة الأولى بتعريف الآخَر بالإسلام وسماحته، إضافة إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام لدى الغرب، والتي تراكَمتْ نتيجة سُلوكيات سلبية لبعض المنتسبين للإسلام، لافتًا إلى أن الغرب في أمس الحاجة لمعرفة سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله. كما أوضح أن المناهج الدراسية في الأزهر الشريف تُؤكد وتُعمق لنشر السلام والمودة بين بني البشر جميعًا، كما تُؤكد أنه لا فرق بين إنسان وآخَر، مشيرًا إلى أن الأخوة في الإنسانية هي القاسم المشترك بين أصحاب الديانات جميعًا، كما أنه لا فضلَ لعجمي على عربي إلا بالتقوى والعمل الصالح. وتمنى رئيس الجامعة مزيدًا من التعاون من أجل صالح الإنسانية، وأن يعم الرخاء والأمن والأمان ربوع الأرض. وتابع: لجامعة الأزهر سُفَراء في شتى بقاع الأرض؛ سواء من المصريين أو من خريجيه الوافدين، والذين يُقدر عددهم بالملايين، إضافة إلى أنه يوجد بالأزهر سُفراء في العاصمة الصينية بكين ينشُرون تعاليم الإسلام الوسطي المعتدل البعيد كل البُعد عن دعاوى التعصب والتطرف. من جانبه أكد الدكتور سعيد عطية، عميد كلية اللغات والترجمة، أن خريجي الكلية يعدوا نماذج مضيئة في شتى بلدان العالم، مشيرًا إلى أن المستشار الثقافي في إسبانيا هو من أبناء الأزهر، إضافة إلى المستشار الثقافي في اليونان وتركيا وغيرها من عواصم العالم، كما أنَّ اغلب المراكز الاسلامية في أمريكا وأوروبا يقوم عليها أبناء كلية اللغات والترجمة من الدعاة المشهود لهم بالوسطية والاعتدال. وأوضح عطية أن الكلية تضم مختلف أقسام اللغات الحية ما عدا اللغة اليابانية والكورية، مُشيرًا إلى أنه جارٍ الإعداد لفتح هذين القسمين؛ حتى تكتمل منظومة اللغات جميعها، ونستطيع نشر رسالة الإسلام في شتى ربوع الأرض، من خلال المنهج الأزهري القائم على الرأي والرأي الأخَر، إضافةً إلى احترام ثقافة الاختلاف. وفي السياق نفسه وجَّه الدكتور عبدالعزيز حمدي، رئيس قسم اللغة الصينية، الشُّكر للسفير الصيني على الدعم الذي قدَّمَه إلى القسم، والذي تمثَّل في أكثر من 35 وحدة صوتيَّة بمعمل الصوتيات، إضافةً إلى مكتبة سمعيَّة تضمُّ تسجيلات اللغة الصينيَّة؛ لكي يستفيد منها الطلاب والباحثين، إضافًة أيضًا إلى فرش القسم وتأسيسه بالكامل. ومن جانبه أكَّد سفير الصين على استمراريَّة التعاون مع جامعة الأزهر، خاصَّة خلال المرحلة القادمة، مُشيرًا إلى أنَّه بصدد مخاطبة الجامعات الصينية بهدف توفير منح دراسية لاستكمال الدراسات العُليا ماجستير ودكتوراه في كُبرى الجامعات الصينيَّة، إضافةً إلى التوسُّع في افتتاح أقسام اللغة الصينية في فُروع الجامعة بالأقاليم. وثمَّن السفير الصيني التعاون مع جامعة الأزهر، واصفًا إيَّاه بالمثمر والبنَّاء، خاصَّة وأنَّ تلك الجامعة هي أقدم جامعة على وجه الأرض، بل وأعرق جامعة أيضًا. وقد حضر الاحتفالية لفيفٌ من أعضاء هيئة التدريس بكليَّة اللغات والترجمة والعديد من الطلاب.