للقيادة تحت المطر أصول.. والهلاك لمن يخالفها طريق السلامة.. أهم مطلب فى أيام الأمطار والرياح.. حيث تكثر الحوادث الناجمة عن سوء الأحوال الجوية وللأسف يكون السبب غالباً الإهمال.. فإذا كانت الحوادث ناجمة عن القيادة تحت المطر.. فإن الخبراء ينصحون بتوخى الحذر.. واتباع إرشادات المرور والقيادة فى هذه الظروف.. أما عن حوادث الصعق التى توقع العديد من الضحايا.. بسبب الرياح والأمطار فالسبب هو أعمدة الإنارة وأكشاك الكهرباء المفتوحة على مصراعيها.. لتصطاد الأبرياء.. رغم أن تجنب مثل هذه الكوارث لا يتطلب سوى «بعض من الضمير اليقظ لكل مسئول فى منطقته. .. وهذه الإجراءات لا يجب أن تنتظر حتى قدوم موسم «الطقس السيئ» فهى مثل الإجراءات الاحترازية لابد من متابعتا باستمرار، ولأن الأشجار التالفة واللافتات المعلقة دون إحكام تظل بمثابة خطر داهم للمارة، فالأمر يتطلب ضرورة التأكد من صمودها أمام الرياح والأمطار التى يتفاجأ بها المسئولون فى كل مرة. فى جولة ميدانية ل«الوفد» اشتكى المواطنون ومنهم عامر حسن فنى كهرباء من أن كابلات الكهرباء مكشوفة فى الشوارع ومن المعروف أن الكهرباء والمياه لا يتفقان أبدًا ويشكلان خطرًا كبيرًا على سلامة المواطنين، مطالبًا بالتعرف على كيفية التعامل مع مهمات الكهرباء فى هذه الظروف المناخية السيئة بسبب سقوط الأمطار الغزيرة بمختلف المحافظات، حتى لا نتعرض لكوارث قد تودى بحياة المواطنين، ومنع العادات الخاطئة التى يجب التوقف عنها تمامًا أثناء سقوط الأمطار والسيول تجنباً من وقوع كوارث وضحايا. وواصل «عامر»: بحكم عملى كفنى كهرباء، أناشد جميع المصريين عدم الاقتراب من مهمات الكهرباء بالشوارع سواء كانت أكشاكًا أو أعمدة إنارة، فلا يجب التسرع فى تغطية أعمدة الإنارة بكراتين ورقية أو بلاستيكية أثناء سقوط أمطار غزيرة، كما يجب عدم لمس مهمات الكهرباء فى حالة ارتفاع منسوب المياه عن سطح الأرض وتحويلها إلى بركة من طين، وعدم المبادرة بحل المشكلة عند ملاحظة وجود أسلاك كهربائية أو أعمدة إنارة مكشوفة، مؤكداً أن وزارة الكهرباء تتلقى شكاوى المواطنين، خاصة أثناء عوامل الجو السيئة سريعاً ومشاكل المهمات الكهربائية على الخط الساخن 121. واشتكى محمد كرم 53 عاماً عامل من سكان بولاق الدكرور، من تدهور حالة شوارع المنطقة بعد سقوط الأمطار وتحولها إلى برك مياه وبحور طين يسقط فيها كبار السن والأطفال بسبب عدم قدرتهم على السير فى الأوحال، إذا تعاون الأهالى وحاولوا تغطية الطين بالرمال تسوء الحالة أكثر بسبب تراكم مياه الامطار فالمتسبب فى تلك الأزمة هم مسئولو الأحياء المتقاعسون عن سحب مياه الأمطار وتابع: «جميع المصريين يشتكون من تراكم مياه الأمطار فى الشوارع التى تحولت إلى بحور من طين، بالإضافة لتلال القمامة التى تواجدت بسبب عدم قدرة المواطنين إلى التوجة إلى صناديق المخصص لجمع قمامة المنطقة». وتابعت مريم محمد 37 عاماً ربة منزل من سكان الوراق، أن تدهور حالة الشوارع من تراكم مياه الأمطار تسببت فى منع ذهاب الطلاب إلى المدارس، فضلًا عن مخاطر أعمدة الكهرباء.. ونسمع كثيرًا عن صعق الأسلاك المكشوفة للمارة. وأضافت «ابنى الصغير سقط فى مياه الامطار الأخيرة بعد سقوط الامطار فأصيب بتمزق أربطة الكتف بعد تشخيص الطبيب المختص الذى منعه من الحركة، وحذره من حمل شنطة المدرسة على الكتف إلا بعد تلقى العلاج المناسب، وبذلك الأمر منعت أطفالى الذهاب إلى المدرسة حتى يعود الشارع كما كان بدون مياه أو بؤر من طين حتى لا يصاب أحد أطفالى من عواقب سقوط الأمطار، مطالبة من رئيس حى الوراق هانى السيسى، التدخل السريع لحل الأزمة التى تواجه أهالى المنطقة والأطفال على وجه التحديد أثناء ذهابهم إلى المداس حفاظاً على أرواحهم ومستقبلهم التعليمى. وحذر الدكتور حمدى عرفة خبير الإدارة المحلية، من تجاهل المحليات لمخاطر أوقات المطر، مشددًا على أهمية الاستعداد التام هذا العام للاستفادة من مياه الأمطار وقال: العام الماضى تجاوزت كمية الأمطار الساقطة فى أقل من ساعتين على ربع مساحة القاهرة وحدها 670 ألف كيلو متر مكعب، وهذه المياه يجب الاستفادة منها، من خلال عمل هرابات ومصايد، خصوصًا على الساحل الشمالى بدءًا من الإسكندرية وصولًا إلى مطروح والسلوم. وأضاف خبير الإدارة المحلية: إهمال توابع الطقس السيئ سيسبب كارثة إدارية ومحلية ويحبس الناس فى البيوت، وتجاوز الأزمة يكون من خلال عمل شبكة للأمطار فى الأماكن الأكثر تعرضًا للسيول والبدء فى تحسين شبكة الصرف الصحى فى شتى المحافظات وهو ما يتم فعلًا فى عدد من المحافظات. وأشار «عرفة» إلى ضرورة مراجعة جميع المصبات الخاصة بتصريف المياه ومناشدة جميع النوادى والفنادق المطلة على الكورنيش فى المحافظات بعدم إغلاق تلك المصبات، استنادًا إلى توقعات هيئة الأرصاد بوقوع الأمطار، ولابد من الإعلان عن الخطة الاستراتيجية القومية من المسئولين للتعامل مع ملف السيول والأمطار، وانتشار البرك فى الشوارع، كما يجب أن يكون هناك تنسيق بين الوزراء والمحافظين بينهم بشكل كاف. وأكد «عرفة»، أنه هناك أيضاً عوامل غير الأمطار والسيول تؤدى إلى الضرر بالشوارع وتهدد سلامة المواطنين، مثل سقوط الأشجار على المارة ولوحات الإعلانات الضخمة التى أصبحت تكتظ بها القاهرة والجيزة وخاصة الطرق السريعة والطريق الدائرى، ولابد من الحذر وعدم خروج المواطنين إلى الشوارع إلا للضرورة القصوى لأن هناك حوادث بسبب الأشجار والإعلانات وسقوطها على بعض المواطنين. الأمطار الكبيرة نظرًا للتغيرات المناخية. وكان النائب إسماعيل قد أكد فى بيان أمام مجلس الشعب على ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المطيرة فى مواجهة كوارث الأمطار والسيول لتقليل الخسائر فى الأرواح وفى المرافق، باتباع إجراءات متطورة، ويمكننا الاستفادة من هذه المياه الخاصة بالأمطار وإعادة استخدامها فى الرى والزراعة مثلما يحدث فى بعض الدول مع تطوير كبير لشبكات الصرف لإستيعاب كمية مياه الأمطار والسيول التى زادت فى السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية. فيما أكد سامى مختار خبير السلامة المهنية، أنه لابد من الابتعاد عن مهمات الكهرباء بالشوارع سواء أعمدة إنارة، أكشاكًا أو كابلات الكهرباء، وفى حالة وجود أسلاك كهربائية مكشوفة يمتنع الاقتراب منها تمامًا، عدم ملامسة الأجهزة الكهربائية وفيش الكهرباء عند دخول المنزل وملابسك مبتلة، يجب توعية الأطفال الصغار بشكل خاص بعدم ملامسة أى من مهمات الكهرباء أثناء سقوط الأمطار، حيث ترتفع مخاطر الحوادث بالطرق فى الأجواء المطرة، خاصة فى ساعات الليل المتأخرة والصباح المبكر، إذ يواجه الكثير من المارة وسائقى السيارات صعوبة فى السير على الطرق ويجب الحذر من السير بجوار الأشجار واللوحات الإعلانية نظرًا لتكرار حوادثها فى السنوات الأخيرة نتيجة شدة سرعة الرياح والأمطار. وينصح خبراء السلامة المرورية باتباع مجموعة من الخطوات المهمة تفاديًا لمخاطر الحوادث ولرؤية الطريق بشكل أفضل ولو نسبيًا هناك بعض النصائح لقائدى السيارات، وعلى رأسها أن يسيروا ببطء عند هطول الأمطار، للحفاظ على ثبات واتزان السيارة، حيث إن الماء على الطريق يجعل الأرض ملساء ويسهل من انزلاق السيارة، وفحص مساحات الزجاج الأمامية، والخلفية إن وجدت، فى بداية فصل الشتاء، للتأكد من سلامتها، واستبدالها فى حال كانت تالفة، وفحص إطارات السيارة قبل فصل الشتاء لأنها وسيلة اتصالك الوحيدة بالطريق. وأضاف «الكاشف»،أنه يجب الحرص على ترك مسافة أمان بينك وبين السيارات الأخرى، لتجنب خطر توقفها المفاجئ وصعوبة سيطرتك على السيارة أثناء المطر، الابتعاد عن أماكن تجمع مياه الأمطار قدر الإمكان، مع ضرورة ارتداء حزام الأمان والإمساك جيداً بعجلة القيادة، وعدم الانشغال بالهاتف أو أى شيء آخر غير الطريق، مع تشغيل مصابيح الضباب إن وجدت، أو الضوء المنخفض إن كانت القيادة أثناء النهار، وعدم تشغيل أضواء الخطر إلا فى حالات الحوادث أو التوقف فى حارة الطوارئ للضرورة القصوى. ورأى محمد إبراهيم أستاذ النقل وهندسة الطرق بجامعة حلوان، أنه لابد أن تكون هناك خطة لمواجهة أزمة غرق الشوارع والطرق نتيجة تساقط الأمطار التى شهدتها البلاد بالأمس من خلال عمل مصارف للمياه على جانبى الطريق لمنع تجمعها ومع بداية فصل الشتاء يجب عمل خطة طوارئ عاجلة بكل محافظة لإدارة أزمات غرق الشوارع، من خلال فتح البالوعات على الفور لمنع تجمع المياه على شبكات الطرق، ووضع خطة لعمل مصارف تكون متماشية مع ميزانية الدولة. على أن يتم عمل الميول اللازمة للطرق وفقًا للتصميم والخطة التى وضعت للطرق، وهناك طرق لمواجهة الأمطار والسيول، أولها التدخلات الخشنة وإعمال وتجهيز البنية الأساسية عن طريق تأهيل مخرات السيول، وهناك مناطق تحتاج لإقامة سدود إعاقة تهدف لتكسير قوة المياه وتقليل مخاطرها على الوادى والمنازل الموجودة، كما توجد سدود تحويلية بهدف تحويل مسار المياه من على الكتل السكنية أو الزراعات أو الأودية والتجمعات البشرية وهنا تحول على مصارف أو ترع أو خزانات كبيرة.