أجرت مجلة "جلوبال بوست" الامريكية مقابلة حصرية ونادرة مع الأمير "غازى الحاج" أحد أمراء "جبهة النصرة" الجهادية فى سوريا. وقالت المجلة :" إنه فى الوقت الذى تضع فيه الولاياتالمتحدة جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية، وترفض مساعدة المعارضة السورية بحجة وجود مثل هذه الجماعات الجهادية هناك، ينظر الكثير من السوريين إلى هذه الجبهة ومقاتليها على أنهم أبطال، وأنهم قوة المعارضة الأكثر فاعلية ضد النظام الوحشى. وترى وزارة الخارجية الأمريكية أن هذه المجموعة من المقاتلين المتمردين المنتمين لتنظيم القاعدة تحاول خطف نضالات الشعب السوري لأغراضهم الخبيثة الخاصة". وحتى الآن، ادعى أعضاء جبهة النصرة المسؤولية عن أكثر من 600 من الهجمات، التي أسفرت عن مقتل مئات السوريين، سواء كانوا عسكريين أو مدنيين، وهو ما يجعلهم فى نظر السوريين الموالين للنظام وغيرهم من الطوائف السورية المتنوعة ، قتلة ومجرمين. وقالت المجلة:" إن الأمير "غازى الحاج" لا يعتبر نفسه ارهابيا، كما تنظر إليه أمريكا ولكن يعتبر نفسه مقاتلا من أجل الحرية". قتال فى سبيل الله وخلال حديثه مع المجلة، دافع "غازى" بقوة عن منظمته قائلا:" نحن لا نقبل إلا أفضل العناصر فى الجبهة وأضاف، من منزله الذى يحتوى على قليل من الأثاث في منطقة "جبل الزاوية"، حيث توجد أثار موقد سخان بدائى بالخشب،" لدينا نيات نقية، نحن نقاتل في سبيل الله فقط، نحن لا نقبل الانحرافات الصغيرة وفقًا لشرع الله، مثل: التدخين، نحن نسير على خط مستقيم ويمكنك أن ترى النتائج". وكان أول ظهور لجبهة النصرة أو "جبهة دعم"، في يناير 2012 عندما أعلنت مسؤوليتها - في شريط فيديو على موقع "يوتيوب" تم إزالته فيما بعد _ عن انفجار سيارتين ملغمتين في مدينة حلب في وسط المدينة. قلق الغرب ومنذ ذلك الحين، ذاع صيت الجبهة لتصبح قوة قتالية كبيرة، تضم عناصر مدربة تدريبا عاليا، ومع تحقيق انتصارات كبيرة وعديدة عبر التفجيرات والاغتيالات في عمق الأراضي الحكومية، أصبحت تلك الجبهة مثيرة للقلق على حد سواء للعدو في دمشق وكذلك الغرب. وأشارت المجلة إلى أن المئات من الفصائل المتمردة دخلت ساحة الحرب منذ مارس 2011، عندما تحولت حركة الاحتجاج السلمية إلى أعمال عنف بعد أن اصطدمت بالقوة الساحقة للحكومة. وتتنوع جماعات المعارضة المختلفة من تحالفات علمانية يقاتلون من أجل الديمقراطية، ومتطرفين دينيين محليين وأجانب. وتعتبر "جبهة النصرة" هي من بين أكثر المتشددين. ويقول "غازى الحاج" ورجاله:" إنهم يقاتلون من أجل إقامة دولة إسلامية طبقًا للشريعة الإسلامية." وتتميز عمليات الجبهة بالسرية التامة، وجسب التقارير الصادرة عن منظمات رصد غربية فإن أي خرق للأمن فى الجماعة يعاقب عليه بالإعدام، وفقًا لفتوى الجماعة ومنطقها الدينى الذى يعتبر ذلك خيانة للإسلام والمسلمين جميعا". ورفض "الحاج" التلميح حتى على عدد الكتائب أو الجنود التى تعمل تحت راية الجبهة على أرض الواقع أو نسبة المقاتلين الأجانب في صفوفهم، لكنه ادعى ان الجبهة لها ممثلون في كل قرية في البلاد. 5 آلاف عنصر وتقدر مؤسسة "كويليام" التى تعمل فى لندن عدد مقاتلي الجبهة بحوالي 5 الاف عنصر، وحوالي ألفى متدرب. ويمثل الأجانب النسبة المئوية الأعلى داخل تلك الجماعة الكبيرة ، لكن قادتهم، مثل "الحاج"، هم في الغالب سوريون، و"الحاج كان يعمل كعامل بناء في محافظة ادلب قبل الانتفاضة. وقال "الحاج" إنه انضم للاحتجاجات في الأيام الأولى للثورة، ولا تزال أثار أول اعتداء لقوات النظام على قريته، تغطي جدران منزله، عندما أحرق الجنود منازل الناشطين. وبينما سمع الآذان للصلاة من مسجد قريب أثناء المقابلة ، دعا الحاج جميع الضيوف والزوار الذكور للانضمام إليه فى الصلاة قبل مواصلة المقابلة مع المجلة ويرتدى "الحاج زيا عسكريا، وسترة قديمة مموهه ووشاح حول رأسه ، بينما تتدلى لحيته الطويلة ذات الخطزط الرمادية ، حيث يبلغ من العمر 34 عامًا. وقالت المجلة:" إنه يبدو إنسانا لطيفًا قويًا، وهو أب لستة أطفال". وتستخدم جبهة النصرة تكتيكات إرهابية لمحاربة الحكومة، بما في ذلك السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية والحرق والهجمات على محلات بيع الخمور، والاغتيالات. ووفقا لمؤسسة "كويليام" ، فأن "جبهة النصرة" تنفذ ثلاث أو أربع عمليات اغتيال في الأسبوع. وقال "الحاج" فى حديثه للمجلة:" إن التفجيرات والاغتيالات تلعب دورا رئيسيا في استراتيجية منظمته"، مشيرا إلى أن عمليات الجبهة لا تعرض المدنيين للخطر وادعى أن الأرقام والخسائر التى تدعيها الحكومة بين المدنيين مجرد افتراءات لتشويه سمعة المعارضة". وقال:" نحن نختار الوقت المناسب والمكان المناسب، ويتم مراقبة الهدف 24 ساعة وبدقة ".