فواز العجمي مدينة بورسعيد بجمهورية مصر العربية منذ أن سمعنا بها وهي سعيدة ولعل أول سعادة لهذه المدينة سمعنا عنها عام 1956م، عندما شنَّت فرنسا وبريطانيا والعدو الصهيوني حرباً على مصر، وكان هذا العدوان الثلاثي يستهدف مصر القيادة والريادة المتمثلة بشعب مصر العظيم وقائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر، وكانت بورسعيد مثل السعادة الوطنية والقومية ومثل سعادة الشهامة والكرامة والعزة ومثل الإباء والصمود والتحدي ومثل الفداء والتضحية عندما استبسل أهلها دفاعاً عن وطنهم واستطاعت هذه المدينة المصرية أن تضرب أروع الأمثال في الفداء والمقاومة ضد العدوان الثلاثي الذي اندحر مهزوماً أمام مقاومة هذه المدينة الباسلة ومقاومة قيادة وشعب مصر العظيم. ولأن بورسعيد حملت وجه مصر القومي العربي وضربت أروع أمثال البطولة والتضحية ولأنها رمز الانتصار ضد العدوان الثلاثي ورمز التحدي للعدو الصهيوني ولأنها تمثل نهضة وشموخ مصر والأمة العربية ولأنها تحمل اسم المقاومة وتحمل اسم قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر وتحمل في ضميرها ووجدانها ثقافة المقاومة، ولأنها قالت دع سمائي، فسمائي محرقة، ودع مياهي، فمياهي مغرقة، ولأنها قالت هذه أرضي أنا وأبي ضحى هنا، لأنها كذلك حاربها حكامها ولعل أولهم السادات الذي همَّش دورها وحاول طمس كل إنجازاتها الوطنية والقومية وجاء المخلوع حسني وحاول أيضاً تهميش هذه المدينة الباسلة وحرمها من كل محاولة للنهضة الاقتصادية، رغم أنها بوابة لمصر ولاقتصادها، وحاول السادات وحسني تغييب دور هذه المدينة في المقاومة والصمود. الآن وبعد ثورة 25 يناير وبعد أن نهضت هذه المدينة الباسلة من جديد لتأخذ دورها الوطني والقومي نجد محاولات عديدة للتأثير على هذا الدور وكسر إرادة هذا الشعب البورسعيدي، وها هي تدخل اعتصاماً بدأ منذ أسبوعين وقدمت الكثير من الشهداء لتحافظ على مسار هذه الثورة، وهنا لابد من مناشدة كل الثوار ومناشدة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي والذي أعلن منذ توليه الحكم أنه سيكون رئيساً لكل المصريين ألا يخنقوا هذه المدينة الباسلة، وأن يتخذوا منها مثلاً في المقاومة والصمود ضد أعداء الأمة وأن يبادر الجميع إلى تلبية مطالب شعب هذه المدينة الباسلة التي تنسجم مع مطالب جميع الشعب المصري العظيم وأن يستمع هؤلاء إلى صوت هذه المدينة وشعبها وصوت الشعب المصري وأن يراجع الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين حساباتهم ويعودوا إلى مسار الثورة وألا تتحول بورسعيد.. إلى بور حزين!! نقلا عن صحيفة الشرق القطرية