5 عوامل تعظم ريادة الشركة فى سوق المال من الأمانى يولد الطموح، ومن العقبات تكون الإرادة، ومن الإصرار يكمن الوصول إلى القمة.. ربما تتعثر لكن أنفض الغبار من على كتفك... عليك أن تتذكر دائمًا أن توقف الطموح يعنى نهاية رحلتك، فاستعد قوتك، واستقم فى طريقك، فلا استسلام ولا انهزام... وكذلك محدثتى إيمانها أن تمتلك القوة التى تجعلك ترفع رأسك أمام نفسك والآخرين. ربما للضربات القوية أن تكسر الزجاج لكنها تصقل الحديد، الذى يثق فى نفسه قادر على تجاوز هذه الضربات، وإنجاز أصعب المهام، وعلى هذا كانت بدايتها منذ صباها، متحملة للمسئولية، وباحثه عن القمة. هاله مسعود مدير عام شركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية، وعضو مجلس إدارة شركة العبوات الطبية... منهجها يبنى على ما تختار القيام به يضعك فى موقف القوة، تسعى دائمًا إلى أن تقدم أعمالًا غير مألوفة، فى مفردات قاموسها أن النجاح ليس محطة الوصول، بل بداية سفر، لا تنكر الجميل لكل من أسهم فى نجاحاتها، وخاصة زوجها، الداعم فى كل خطواتها. «نقاء، ونور، وهدوء» هكذا تم رسم لوحة لمحيط المكان، اللون الأبيض يسود كل الأرجاء، عند المدخل الرئيسى، وعند النظر إليه لا ترى سوى اللون الملائكى على الحوائط، ربما تلك سر بساطة، وأناقة المكان.. تفاصيل دقيقة تحملها الرسومات المصممة على الجدران والزوايا، مجسدات لطيور تحظى بالقوة والجمال، تماثيل لحيوانات، كلها تضفى جمالًا... مراجع ومجلدات متعددة بغرفة مكتبها، بعضها يرتبط بعملها، والآخر بمجالات أخرى.. سطح مكتبها يبدو أكثر تنظيمًا، جدول لأعمالها اليومية، وجزء هامشى تسطر به ملاحظاتها وتقيمًا لأدائها، ذكرياتها جزء من أسلوب حياتها اليومى، مطبات، ومواقف عصيبة فى مسيرتها، محفورة بين السطور.. رسالة شكر وعرفان تسطر بها مشوارها لوالديها، كونهما الأكثر تأثيرًا فى شخصيتها. تحمل المسئولية منذ صباها منحها القدرة على رسم خطواتها، تفاصيل بالجملة، تدون بين صفحات ذكرياتها، ومشوار الوصول إلى العديد من المحطات المهمة، زينت كلماتها بتوصية ونصائح لأولادها بالسعى والاجتهاد. ليس هناك إحساس أكثر إثارة أن تكون متوازنًا، وموضوعيًا فى تحليل المشاهد، وهو ما تلتزم به محدثتى، جدية، وتفسيرات دقيقة، يتكشف، من خلال رؤيتها للاقتصاد.. تقول إن «المشهد الاقتصادى يومًا بعد الآخر يعزز مساره الصحيح، منذ خطوات الإجراءات الإصلاحية، مدعومة بإشادة دولية عبر مؤسسات التصنيف العالمية، ونظرتها المستقبلية، للاقتصاد الوطنى، كونه من أهم الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى الخطوات التى اتخذتها الحكومة، لمواجهة جائحة كورونا، وعودة شبه كامل للاقتصاد، مما أنعكس إيجابيا على معدلات النمو الاقتصادى. لكن رغم كل هذه المؤشرات الإيجابية، والإشادة من مؤسسات التصنيف المالية العالمية، بمسار الاقتصاد، إلا أنه لا تزال المخاوف تسيطر على الاقتصاد.. فلماذا؟ - بثقة وهدوء تجيبنى قائلة إن «المخاوف بسبب زيادة القروض الخارجية، ووصولها إلى نحو 137 مليار دولار، ورغم ذلك فإن الحكومة حريصة على السداد فى الأوقات المحددة، وهو ما يعزز قوة الاقتصاد، خاصة تعد تجربة الاقتصاد مع صندوق النقد، الأفضل بين العديد من الدول التى اتجهت نحو الإصلاح الاقتصادى، وحققت نجاحات كبيرة، بالإضافة إلى المؤشرات الايجابية بما سيكون عليه الاقتصاد مستقبلًا». الجهد المتواصل لديها أمر مهم، لا غنى عنه، ونفس الأمر عندما تتحدث عن موجة التضخم العالمى، وتأثيره على الاقتصاد الوطنى، تجدها أكثر صراحة، تعتبر أن هذه الارتفاعات العالمية، نتيجة زيادة سعر البترول، وأثر هذا الارتفاع على اقتصاديات الدول، إلا أن التأثير يكون أقل على الاقتصاد الوطنى لتنوع مصادره، وكذلك لمرور الاقتصاد بهذه الموجات فيما سبق، بالإضافة إلى أنه على الحكومة العمل على نجاح المرحلة الثانية من الإصلاح القائمة على تعميق المنتج المحلى، ودعم الصادرات والتصنيع، وضرورة علاج أزمات المصانع المتعثرة، والعمل على عودتها فى حركة الاقتصاد وتشغيلها، بما يعزز توفير المنتج المحلى، كبديل عن عمليات الاستيراد للمنتجات التى تسحب من رصيد الاحتياط النقدى. الرؤية القائمة على التحليل، والتفسير الدقيق يمنحها وجهة نظر قوية حينما تتحدث عن عدم شعور رجل الشارع بنتائج الإصلاح على المستوى المادى.. تقول إن «المواطن استطاع أن يلمس نتائج الإصلاح من ناحية الخدمات، ولكن بسبب جائحة كورونا، التى تسببت فى فقد العديد من الوظائف، لم يتمكن المواطن من الشعور بثمار المسار الإصلاحى، التى قد تستغرق وقتًا، ربما تصل إلى نهاية المرحلة الثانية من الإصلاح». الأحلام لا تتحول لحقيقة إلا عن طريق الجهد، وهو ما تحقق فى ملف السياسة النقدية ممثلة فى البنك المركزى، الذى استطاع بحسب تحليل محدثتى أن يحقق مستهدفاته فى استقرار سعر الصرف، ومواجهة التضخم، لذلك تجدها أكثر رضاء عن أداء السياسة النقدية، نتيجة لحزمة المبادرات التى اتخذها لتنشيط الاقتصاد، ودعم حركة النشاط، ونجح فى ذلك، ورغم ذلك لا تغفل ملاحظاتها على بعض الملفات، ومنها معدلات أسعار الفائدة، وتحديد عمليات السحب، التى تسبب مشاكل للمستثمرين. الحماس والإرادة من السمات المكتسبة من والدها، تجدها أكثر حماسًا عندما تتحدث عن معدلات أسعار الفائدة، تعتبر أن عملية خفض أو رفع أسعار الفائدة تخضع للعديد من رؤية البنك المركزى، فيما يتعلق بمعدلات التضخم، ومن هنا كان إبقاء أسعار الفائدة، دون تغيير، توقعًا لموجة التضخم التى تضرب اقتصاديات العالم، والمتوقع بسببها رفع أسعار الفائدة. لكن لماذا تسود حالة من القلق عند بعض الخبراء والمراقبين بسبب الاقتراض الخارجى؟ - بهدوء وموضوعية تجيب قائلة إنه «لا بديل أمام الحكومة فى ظل تداعيات كورونا، وتراجع السياحة سوى الاقتراض، وضخها فى المشروعات القومية، واستكمال التنمية الاقتصادية، وهو أمر غير مقلق، خاصة أن هذه المشروعات تحقق عوائد، والحد من عملية الاقتراض لن يتحقق إلا بالمزيد من طرح الشركات بالبورصة يخفف أعباء الاقتراض الخارجى». قدرتها على التركيز قوية، ويتبين ذلك بحديثها عن أسعار الصرف، واستقرارها فى ظل نجاح البنك المركزى بقدرته على سد الطلبات من الدولار، وقد أسهم فى ذلك ترشيد الاستيراد، وتحويلات العاملين فى الخارج، وبحسب رؤيتها أن تظل حركة الدولار عند مستويات مستقرة تتحرك بنسبة 10% صعودًا وهبوطًا. يظل ملف السياسة المالية الشغل الشاغل للمحللين والمراقبين، بسبب حالة الجدل حول أداء هذا الملف، وفى هذا الصدد تجد محدثتى لديها وجهة نظر بشأن هذا الملف التى تقوم إيراداته على المنظومة الضريبية، التى تمثل آفة للاستثمار، واستقطاب الأموال الخارجية، وتعد من المعوقات التى يواجهها المستثمر المحلى، وتستشهد فى ذلك بضرائب البورصة التى أسهمت فى تطفيش المستثمرين، ولتخفيف الضغط على المواطنين، لا بد من ضم الاقتصاد غير الرسمى، إلى منظومة الدولة، من خلال المزيد من المحفزات، لتشجيع العاملين فى هذا الاقتصاد على الانضمام، مع تثبيت القرارات الخاصة بالإعفاءات الضريبية لسنوات، وكذلك تقديم العديد من الحوافز المشجعة. التفاصيل مهمة عندها، حينما تتحدث عن الاستثمار الأجنبى، وعدم رضا السواد الأعظم عن هذا الملف صاحب الأرقام متدنية للغاية ولا تتناسب مع البنية التحتية، وشبكة الطرق.. تقول إن «الأزمة التى يحياها الاستثمار، تقتصر على عدم وجود رغبة حقيقة فى تقديم محفزات، وتسهيلات للراغبين فى الاستثمار، وضخ أموالهم فى شريان الاقتصاد الوطنى، بما يسهم فى توفير فرص العمل، وزيادة الحركة، حيث لا يزال المستثمرون يواجهون معوقات بالجملة، سواء للمستثمرين الأجانب أو المحليين، مع الدخول فى شراكة بين الدولة، والمستثمرين، وكذلك ضرورة العمل على تبنى برامج ترويجية بصورة أكثر احترافية، تعزز الاستثمارات الأجنبية». تجاربها، خبرتها الطويلة، منحتها قدرة على تحليل المشهد بدقة، ويتبين لك بحديثها عن القطاع الخاص، تعتبر أن القطاع الخاص لا يزال يعانى فى ظل مزاحمة الدولة له، وهو ما يسهم فى هروب الاستثمارات، وبذلك على الدولة إتاحة الفرصة أمام هذا القطاع وتشجيعه على النمو، بما يحقق أهداف الدولة فى التنمية الاقتصادية، والاستدامة. ظل ملف برنامج الطروحات الحكومية على مدار السنوات الطويلة الماضية يمثل جدلًا إلى أن تم تنفيذ أول اكتتاب لشركة حكومية مؤخرًا، حققت نجاحًا قياسيًا.. فهل يكون ذلك الطرح بداية لاكتتابات أخرى؟ - لحظات هدوء تسود المكان قبل أن تجيبنى قائلة إنه «لابد من إجراء بعض التعديلات فى المنظومة، مع عدم اتخاذ أى قرارات مفاجئة وغير مدروسة تضر بالتعاملات».. مستشهدًا بذلك بما تم إقراره فيما يتعلق بزيادة الحدود السعرية للأسهم، والقرار الخاص بجلسة المزاد، وهو ما أثر سلبًا على السوق، وعلى الدولة إذا أرادت استكمال طروحاتها، ونجاحها ضرورة إعادة النظر فى هذه القرارات». تظل البورصة الشغل الشاغل كونها مجال عملها، لذلك تجدها أكثر حرصًا على مصلحة السوق والمستثمرين، حيث تشدد على 5 عوامل مهمة تتمثل فى إلغاء جلسة المزاد، التى تراها غير مجدية، وإيقاف العمل بزيادة الحدود السعرية عند 20% ارتفاعًا، وانخفاضًا، إلغاء أيضًا ضريبة الأرباح الرأسمالية، والإيقافات المستمرة لأكواد العملاء، والإلغاء المتتالى للتنفيذات، حيث تسببت هذه العوامل فى انهيار السوق». فى جعبتها المزيد من المطالب لعودة البورصة لريادتها، ومنها قيام الدولة بتعميق دور البورصة لدى جميع الشركات ودورها المهم فى تمويل الخاص بالشركات وتشجيع الشركات لإدراجها بسوق الأسهم بمنحها العديد من المحفزات , الطموح اللامحدود وقودا يسهم فى الوصول إلى طريق النجاح، وهو ما سلكته فى مشوارها خلال عملها، ونجحت مع مجلس إدارة الشركة فى تحقيق استراتيجية طموحة تبنى على 5 محاور مهمة تتصدرها زيادة رأس مال الشركة، وكذلك العمل على استقطاب عملاء جدد، وتوسيع قاعدة المستثمرين، مما انعكس إيجابيًا على القفزات التى حققتها الشركة فى ترتيبها، بالإضافة إلى العمل الدائم على تقديم خدمات متميزة للعملاء، تحقق لهم الرضاء الكامل، والاتجاه إلى التوسع فى فروع الشركة، وذلك حال تحسن السوق، وأيضا التخطيط إلى طرح حصة من الشركة القابضة فى البورصة خلال السنوات القليلة القادمة. لا تضع حدودًا لقدراتك، فما تؤمن به، فقد تحققه، هكذا قناعتها فى رحلتها، حاولت وصبرت وتحملت إلى كانت شخصيتها الناجحة، عاشقة للرياضة، ومغرمة بالاطلاع، والقراءة فى العديد من المجالات المختلفة، محبة للألوان التى ترتبط بالنماء والحياة، وأهمها اللون الأخضر.. لكن يظل حلمها وشغلها الشاغل الوصول مع مجلس الإدارة بالشركة إلى الريادة فى سوق المال... فهل تستطيع ذلك؟