أعلن علماء بريطانيون أنهم توصلوا إلى أول دليل علمي على أن تناول الأسبرين يقلل خطورة الوفاة بسبب الأمراض السرطانية بنسبة تصل إلى 50%. و كشفت صحيفة "ذي أندبندنت" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن دراسة على ثماني عينات تضم 250 ألف مريض يتناولون الأسبرين يومياً لمنع أمراض القلب، قد كشفت أن هذا العلاج المتواضع قلل وفيات السرطان بأكثر من الخمس (21%)، وأنه بعد خمس سنوات من العلاج بالعقار، تقل معدلات الوفيات بسبب السرطان بنسبة أعلى من ذلك، لتصل إلى الثلث، وإلى النصف (54%) للسرطانات التي تصيب القناة الهضمية (المريء والمعدة والأمعاء). وأوضحت الدراسة أن الاستفادة من العلاج لا تعتمد على زيادة الجرعة وإنما على مدة العلاج، وأنها تزيد كذلك لدى كبار السن بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، ففي الشريحة العمرية 20 سنة فأكثر، يتراوح الانخفاض في مخاطر الوفاة بسبب السرطان بين 10% لسرطان البروتستاتا، إلى 60% لسرطان المريء. وقال البروفيسور بيتر روثويل، أستاذ الأمراض العصبية في جامعة أوكسفورد، الذي قاد فريق الباحثين، إن الاستفادة من تعاطي الأسبرين ثابتة في كل التجارب، وهو "ما يشير إلى أنه من المرجح أن النتائج يمكن تعميمها". واستدرك روثويل أنه برغم كونه يتعاطى قرص أسبرين يومياً، إلا أنه لا ينصح الآخرين بذلك، بدون استشارة طبيبهم الخاص. وأوضح: "لا تعني تلك النتائج أن كل البالغين يجب أن يتعاطوا الأسبرين فوراً". منبها إلى أن الأسبرين مهيج لمعدة عدد محدود من الناس ويسبب عسر الهضم والغثيان وأحياناً النزيف. ويموت آلاف البشر سنوياً في المستشفيات بسبب النزيف المعوي والقرحة التي يسببها الأسبرين ومضادات الألم. وعلى الرغم من ضآلة هذه المخاطر، إلا أنها يجب أن تقارن بالفائدة المحتملة. ومن المعروف أن الأسبرين كان يستخدم لعقود في تقليل مخاطر الأزمات القلبية وجلطات المخ، لمن أصيبوا مرة واحدة من قبل بهذه الأمراض حتى لا يصابوا بها مرة أخرى. لكن بسبب الخوف من الإصابة بنزيف معوي، يحظر تناول هذا العقار لمنع الإصابة بالأزمة القلبية الأولى. ومع الفائدة الإضافية من علاج السرطان، ربما يجب إعادة النظر بأمر التوازن بين فائدة الأسبرن وبين مخاطره.