في يقيني وبكل تقدير لو تم اختيار نواب الشعب في البرلمان القادم إثر انتخابات حرة وعادلة ونزيهة سوف تكتب الأمة صفحة جديدة في حياتنا السياسية، وسوف تنتهي حالة القلق والرعب التي يعيشها الإنسان المصرى في هذه الآونة والتي كنا نصبو من خلالها إلي حياة رغدة سعيدة بعد أن نجح الشعب المصرى في القيام بثورة تاريخية وعنوانها ومكانها «ميدان التحرير» وانتشرت شمسها لتشمل الأمة قاطبة.. نقول إذا لو شاءت إرادة أهل الحل والعقد علي الاتفاق علي كلمة سواء وانتهت الخلافات الظاهرة والباطنة ما بين فصائل الأمة وبدأوا في إعطاء الضمانات اللازمة لانتخابات برلمانية تليق بعظمة تلك الثورة، فإن مجلس النواب الجديد إذا حاول بناء على «إرادة جماعية» ويبرم فيها عقداً اجتماعياً وسياسياً سوف تهدأ بالممارسة تلك العواصف العاتية في اختلاف الآراء التي نراها -الآن- كل له شأنه وله رأيه وله مراميها التي يحس بها كل حركة قلب علي قضايا الوطن، اختلافات -لعمرى- قد أدت إلي ما نراه من انتشار البلطجة وقتل وسحل الأبرياء بظاهرة غير مسبوقة في انتصار الثورات التي من المعلوم أن تبدأ عهداً جديداً وفيه رفاهية الشعوب «سعادتها» أما الذي نراه الآن فهو أمر يدعو للحسرة والأسف، بل الألم الأليم، الذي منعنا من التمتع بثمار الثورة المصرية الكبرى. وحتى نخرج من عنق الزجاجة ونطرح صور الخلافات جانباً وبحسن نية إلي وضع المصلحة الوطنية العليا في الاعتبار ونحاول تقديم الحلول الناجحة والعاقلة لتخرج البلاد من هوة البطش الفكري واللا معقول التي دمرت فينا فرحة الاحتفال بعيد الثورة، ولذلك فإن تقديم حل عاجل ومستعجل لتخفيف هذه الآلام ونصل إلي بر السلامة، فإنه وفي يقيني أن نبدأ في الاتفاق علي فتح صفحة جديدة بدايتها الاحتكام إلي صندوق الانتخابات ويكون التنافس شريفاً وكريماً وكما نكررها دائماً.. وفي حب مصر فليتنافس المتنافسون. تعالوا إذن لإبرام صلح من أجل مناقشة «قانون الانتخابات» فوراً وليس صعباً أن نصل من عرضه إلي تقديم قانون مثالى، وفي مصر -فقهاء عدول» وإذا ما تم ذلك نعرض مواعيد إجراء الانتخابات وتجتمع الأحزاب كافة علي اختيار أحسن ممثليها تحت القبة الشريفة.. وإذا ما تم ذلك بهدوء ورؤية حتي يمكن تلاشي أسباب البطلان الدستورية التي أصابت مجلسنا السابق وقبل السابق في مقتل وانتهى أمره وكان من الإمكان بمكان تلاشى كل صور البطلان هذه بمعالجة صورها وهو أمر سهل ويسير وكما قلنا تجتمع إرادة فقهاء مصر والمشهود لهم بالعلم والفقه وحل صعاب الأمور ويتلاشون ما أصاب المجلس السابق من صور البطلان وإذا ما بلغنا إلى هذه النتيجة، وبدأت أنوار البرلمان تفتح أبوابها إلي استقبال الأعضاء الجدد ويتم تشكيلات في لجان المجلس وهي تسع عشرة لجنة فيها القانون والتشريع والدستور والخارجية والعربية والمالية وكل لجنة قادرة علي إصلاح ذلك الفساد الذي بدأ يتحرك في خلايا جسد الأمة وقطعاً إن كل المشاكل سوف تناقش مع حلولها من خلال اللجان المختصة، وسوف ترون أن الحلول لكل مشاكلنا الحالية سوف تحل بحكم الاختيار الموفق لأعضاء البرلمان في سهولة ويسر، وتنتهي تلك الاختلافات تماماً وتأخذ الأمة مجرى تاريخياً جديداً فيه بناء الأمة علي أساس علمي سليم ومعه سوف تخرب كل صور الدمار الحالى وتحل المشاكل التي نعيشها وتعود مصر في مولد جديد وحياة جديدة عنوانها الحب والسلام والطمأنينة. وهذا ما نتمناه ونرنو إليه للتمتع بثمار الثورة التي دفعنا ثمناً لها دماء أعز الأبناء. وبناء عليه.. حتي نقدم للأمة ما يعيد إليها كرامتها وأن نتفق علي كلمة سواء فقهاء ومفكرين في صنع «قانون مثالى» يمثل أمل الأمة في حياة عنوانها الحق والعدل والأصناف، وحتى نقدم هدية لشهداء هذه الأمة في تشكيل مجلس برلمانى قوامه الحق والعدل والإنصاف. ودائماً وأبداً.. وإلى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان.