يصاب أغلب مرضي السكر بالذعر إذا طلب منهم الطبيب المعالج بداية العلاج بالأنسولين، ولا يعرف بعض هؤلاء المرضي أهمية العلاج بالأنسولين سواء بالنسبة لمرضي النوع الأول أو النوع الثاني من مرض السكر، ويلجأ بعضهم إلي التهرب من العلاج بالأنسولين. تقول الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ أمراض الباطنة العامة والسكر بكلية طب قصر العيني ورئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابولزم: يبدأ علاج جميع المرضي من النوع الأول من السكر بالأنسولين فور اكتشافه ويستمر علاجهم بالأنسولين طوال حياتهم حيث لا يفيد علاجهم بالأقراص بأي حال من الأحوال، أما مرضي النوع الثاني فيبدأ علاجهم غالباً بالأقراص، ونلجأ إلي علاجهم بالأنسولين في الحالات التالية إذا فشل البنكرياس تماماً في إفراز الأنسولين، وبالتالي تفشل أقراص علاج السكر في السيطرة علي مستوي السكر في الدم وغالباً ما يحدث ذلك عند مرضي النوع الثاني، بعد سنوات من الإصابة بالسكر، وفي حالات المضاعفات الحادة للسكر مثل الإصابة بالغيبوبة الكيتونية أو أنواع غيبوبة ارتفاع السكر الأخري، وأثناء الحمل حيث من الممنوع تماماً تناول أقراص السكر للسيدة الحامل، وفي حالة حدوث مضاعفات مرض السكر علي العين أو علي الكليتين، وتليف الكبد حيث إن أغلب أقراص علاج السكر لها آثار جانبية ضارة علي الكبد، وقبل وأثناء وبعد إجراء العمليات الجراحية، وأثناء حدوث العدوي وعند حدوث جلطات القلب أو الإصابات أو الحوادث. وتضيف الدكتورة إيناس شلتوت: عندما نتحدث عن أنواع الأنسولين نجد أن هناك النوع المائي أو سريع المفعول الذي يبدأ تأثيره بعد حوالي نصف ساعة من الحقن أو علي تأثيره له بعد حوالي ساعة، إلي ثلاث ساعات، والنوع متوسط المفعول ثم النوع المخلوط وهو من أكثر الأنواع انتشاراً وغالباً ما يتكون من 30٪ من النوع المائي قصير المفعول، و70٪ من النوع المتوسط المفعول ويبدأ تأثيره بعد حوالي نصف ساعة من تناوله وبالتالي ينصح بتناوله قبل الأكل بربع الساعة، أو علي تأثيره له بعد حوالي 2-8 ساعات ويمتد مفعوله لمدة 24 ساعة علي الأكثر، وتحفظ هذه الأنواع من الأنسولين في الثلاجة عند درجة 2-8 درجة مئوية ويجب تجنب تجميده ولا يوضع بالقرب من الفريزر، كما يجد عدم تعريض الأنسولين لأشعة الشمس المباشرة، وهناك العديد من الأنواع التي تعطي عن طريق أقلام الحقن الخاصة التي لا تستلزم الحفظ في الثلاجة ولذلك يسهل حملها مع المريض في أي مكان، وهناك الآن أنواع حديثة من الأنسولين منها الأنسولين الأساسي الذي يعطي للمريض مرة واحدة يومياً عن طريق قلم حقن الأنسولين، ويعمل بمستوي ثابت لمدة 24 ساعة كاملة، ويساهم في ضبط مستوي السكر في الدم والوقاية من مضاعفات مرض السكر ويستخدم هذا النوع في مرضي النوع الأول، بالإضافة إلي الأنسولين قصير المفعول وقد يستخدمه مرضي النوع الثاني إلي جانب أقراص السكر عن طريق الفم، وهناك أيضاً أنواع حديثة من الأنسولين تسمي مشابهات الأنسولين وتعمل بشكل فوري ويتم تناولها قبل الوجبات مباشرة، ومن الممكن أيضاً تناولها بعد الوجبات وبالذات في مرضي السكر من الأطفال الذين لا يمكن التحكم في مواعيد وجباتهم، كما توجد أنواع مخلوطة من مشابهات الأنسولين وبنسب مختلفة لتناسب جميع الاحتياجات. وتؤكد الدكتورة إيناس شلتوت حديثاً أنه تم اكتشاف بخاخة الأنسولين التي تحتوي علي بودرة أنسولين مجففة تستنشق عن طريق الفم لتدخل إلي الرئتين وتمتص عن طريقهما إلي الدم مباشرة، ووافقت أخيراً منظمة الأغذية والعقاقير الأمريكية في بداية عام 2006 علي استعمال بخاخة الأنسولين الأولي للأشخاص المصابين بالسكر بشرط أن يكونوا من غير المدخنين وبشرط عدم وجود أية أمراض للرئتين لديهم ولم يسمح باستعمالها للأطفال بعد، وقد يؤدي استخدام هذه البخاخات إلي حدوث كحة واضطراب وظائف التنفس مؤقتاً مع بداية استعمالها، وتدور بعض التساؤلات عن المشاكل الصحية التي قد تصيب الرئتين كنتيجة لدخول بودرة الأنسولين إليها أو قد تتسبب في إنتاج أجسام مضادة للأنسولين في حالة الاستخدام الطويل، وقد بدأ ظهور البخاخة في بعض الدول الأوروبية ومن المتوقع أن تصل مبيعاتها إلي 2 مليار دولار سنوياً. وتؤكد الدكتورة إيناس شلتوت أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة عند المرضي بأن حقن الأنسولين تتسبب في كسل البنكرياس وعدم رجوعه للعمل بكفاءة مرة أخري، وهذه معلومة خاطئة لأنه عندما يتخد طبيب السكر قرار العلاج بالأنسولين يكون قراره صائباً وفي مصلحة المريض وكلما اتخذ هذا القرار مبكراً كان أفضل لأن حوالي 10٪ سنوياً من المرضي الذين يتم علاجهم بالأقراص يصبح البنكرياس غير قادر علي إفراز الأنسولين ولابد من علاجهم بحقن الأنسولين.