أكد الدكتور هشام الجيار أستاذ السكر والغدد الصماء بطب عين شمس أن علاج مرض السكر يكلف وزارة الصحة ما يقرب من 8 مليارات جنيه سنويا نصيب الدواء منها لا يزيد على 10 % وباقى التكلفة تنفق على علاج مضاعفات مرض السكر الكثيرة والخطيرة فى كثير من الأحيان . جاء هذا خلال المؤتمر الصحفى للإعلان عن مجموعة من العلاجات الحديثة لمرض السكر من النوع الثانى والمعتمد على الأقراص فى العلاج . وأضاف أن العلاجات الجديدة لمرض السكر تحافظ على مستوى السكر فى الدم على مدار اليوم مما يجعلها تمنع حدوث مضاعفات للمريض وأصبحت متاحة الآن للمريض المصرى بعد وجودها فى البلاد المتقدمة ودول الخليج منذ عامين وحصولها على ترخيص من الهيئات الدوائية العالمية مثل منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية. وأشار إلى أن هذه العلاجات تحمى مريض السكر من التعرض لنوبات الخفض المفاجئ بالإضافة إلى الحفاظ على وزن المريض وعدم إصابته بالسمنة فمنذ اكتشاف الأنسولين كعلاج لمرض السكر فى عام 1922 والذى كان فتح كبير فى هذا الوقت والأبحاث فى مجال اكتشاف علاجات جديدة للمرض لا تتوقف وخلال هذه الفترة حدث العديد من الطفرات فى أساليب العلاج ومنها تقسيم علاجات السكر حسب نوع المرض سكر من النوع الأول والذى يعتمد على الأنسولين فى العلاج أو السكر من النوع الثانى والذى يتم الاعتماد فيه على الأقراص خاصة فى بداية تشخيص المرض . من جانبها، أكدت الدكتورة ابتسام زكريا رئيس قسم السكر والباطنة بطب قصر العينى أن العلاج بالأقراص لمرضى السكر مر بالعديد من المراحل حتى تم الوصول إلى جيل جديد من أقراص علاج السكر من النوع الثانى وتسمى مثبطات (4D.P.P.) . و تتميز هذه العلاجات بأنها تعمل عند تناول المريض للوجبات فقط وبالتالى فهى تحافظ على خلايا البنكرياس التى تفرز الأنسولين فى الجسم حيث إن الخلايا تعمل فقط عند الحاجة إلى ذلك فى حين أن العلاجات السابقة كانت تجعل خلايا البنكرياس تعمل طول الوقت وهذا كان يتسبب فى انخفاض مستوى السكر فى الدم وتعرض المريض للخطر وايضا اجهاد خلايا البنكرياس المسئولة عن افراز الانسولين . من جانبه أكد الدكتور سمير جورج سمنه استاذ امراض الباطنة والسكر بكلية طب قصر العيني ان هذه الجيل من ادوية علاج السكر تعمل علي زيادة تحفيز ورفع كفاءة خلايا البنكرياس لزيادة افراز مادة الانسولين والاهم ان تركيب هذه الادوية يساعد علي خفض سكرالدم إلي المستوي الآمن أو في حدود المعدل الطبيعي حيث تتفادي مضاعفات هبوط السكر, ولاتؤدي إلي زيادة الوزن نظرا لان هبوط السكر يشعر معه المريض بالجوع او قد تنتابه حالة من القلق فيقبل علي التهام الطعام بشراهة مما يسبب مشكلة السمنة وأيضا الأستمرار فى تناول هذه المجموعة العلاجية الحديثة تؤدي إلي زيادة أحد الهرمونات الطبيعية التي تفرزها الأمعاءوهو منشط طبيعي يساعد البنكرياس على إفراز الأنسولين مما يجنب المريض المشاكل التى يتعرض لها مع استعمال اللادوية التقليدية. أما الدكتور محمد فهمى عبد العزيز استاذ ورئيس قسم السكر والباطنه العامة بطب عين شمس فيقول هذه العلاجات ستساعد كثير فى تحسن حالة مريض السكر المصرى لانها تعمل بطريقة مختلفة تركز على افراز الانسولين مع الاكل وليس طول الوقت وتحافظ على خلايا بيتا التى تفرز الانسولين كما انها تمنع الجيليكوجين الموجود فى الكبد والذى يفرز سكر من الكبد بصورة اكبر فى مرضى السكر ويزيد من مستوى السكر فى الدم لديهم وتتدخل هذه العلاجات الحديثة فى وظيفته بتقليل كمية السكر المفرز من الكبد وبالتالى المحافظة على ضبط السكر فى الدم . من جانبها، أكد الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ السكر والغدد الصماء بطب قصر العينى ورئيسة الجمعية العربية لدراسة السكر للميتابولازم ان التزام المريض بالعلاج خاصة مع الجيل الجديد من مثبطات (4D.P.P.) ومنها واتباع النظام الغذائى السليم وممارسة الرياضة بشكل صحيح كفيل بأن يقى مريض السكر من اى مضاعفات ويجعله يعيش بشكل طبيعى مثل الشخص السليم تماما . وأضافت الدكتورة إيناس أن المشكلة الحقيقية فى مصر أن أكثر من 50 % من مرضى السكر لا يعلمون انهم مصابون بالمرض وهذا يتسبب فى اصابتهم بالمضاعفات مبكرا نتيجة عدم التشخيص للمرض وكذا انهم يظلوا لسنوات بدون علاج، أيضا هناك 5 مليون شخص لديهم استعداد للاصابة بالمرض اى مرحلة ما قبل السكر وهم فئات عديدة منها الاشخاص المصابين بالبدانة وهم اكثر عرضة للاصابة بالسكر وكذا الذين لديهم تاريخ وراثى بالاسرة (الوالد او الوالدة او الاخوات ) ومرضى ارتفاع ضغط الدم وأيضا المرضى الذين يعانون من زيادة دهون الدم الكوليستيرول و السيدات اللاتى يصبن بالسكر اثناء الحمل و اللاتى تلدا أطفال وزن الولادة لهم اكثر من 4 كيلو السيدات والفتيات اللاتى يعانين من تكيسات فى المبايض وأيضا الاشخاص الذين يتناولون بعض الادوية التى تساهم فى الاصابة بالسكر مثل الهرمونات ومدرات البول والكورتيزونات بالاضافة الى مرضى فيروس سى حيث ان مصر بها حوالى 9 مليون مريض بفيروس سى 25 % منهم معرضين للاصابة بمرض السكر لأن فيروس سى يصنع نوع من المناعة لعمل الأنسولين الداخلى فى الجسم والفئات السابق ذكرها يمكن أن يتجنبوا الإصابة بالسكر إذا ما عدلوا من أسلوب حياتهم بالنسبة لنوعية وكمية الغذاء الذى يتناولونه تبعا للمجهود الذى يبذلونه .