وصف كمال شاتيلا، رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني، كارثة انفجار عكار بأنها جريمة كبرى بحق الشعب اللبناني، وقال إنها طبيعية للاحتكار المتوحش والغياب المتعمد لوزارات الطاقة والاقتصاد، مطالبا قيادة الجيش بمصادرة مخازن الشركات النفطية الخاصة، داعيًا الدول العربية إلى الإسراع في إنقاذ وإغاثة اللبنانيين بتأمين المستلزمات الطبية وإمداد مستشفيات عكار والشمال بالتجهيزات والأدوية والمواد الغذائية. وأضاف شاتيلا: سبق أن حذرنا الحكومة والرئيس والجيش اللبناني، وقلنا إنه إضافة إلى الحصار الأميركي على لبنان، فإن أموال الشعب مغتصبة من شركات النفط الخاصة وكبرى الشركات العقارية ومغتصبي الأملاك البحرية، وخصوصًا المواد الغذائية والأدوية والمحروقات. وتابع: لقد طالبنا بأن يبدأ الجيش اللبناني بمصادرة مخازن الوقود، فتحرك الجيش للسيطرة على المخازن في المحطات وهي خطوة جيدة، لكن الأهم منها هو السيطرة على مخازن شركات النفط الخاصة، مصاصة دماء المواطنين والمملوكة من معظم أقطاب الطبقة السياسية الحاكمة. ومضى "شاتيلا" كاشفًا المستور بأن عكار مازالت محرومة من الخدمات منذ الاحتلال الفرنسي للبنان، وقد تولاها بالتزوير والتضليل والأموال الحرام نواب وبلديات ووزراء وبقيت خاضعة للاقطاع مع تغيير الشخصيات منذ العام 1992، وكل الأموال التي جاءت بعد الحرب إلى لبنان لم تحصل عكار على أي شيء منها. ودعا "شاتيلا" القضاة الشرفاء إلى التحرك الفوري لمعاقبة الفاعلين والمتواطئين والمهملين وليس فقط المجرمين أصحاب مخازن الوقود، متسائلًا: هل كانت عكار وبلداتها بحاجة لهكذا انفجار مروع حتى تبدأ المعالجة والصراخ؟ وجدد رئيس المؤتمر الشعبى اللبناني مطلبه الجماهيرى من قيادة الجيش بأن تتحرك لمصادرة مخازن الشركات النفطية الخاصة إضافة إلى مخزون المحطات، وهي مدعوة إلى استلام ملف النفط ومشتقاته بالكامل وتمكينها من استيراد النفط وتسلم المساعدات والتوزيع العادل للطاقة. وناشد "شاتيلا" الرؤساء والقادة العرب الإسراع بتأمين مستشفيات عكار والشمال اللبناني بالتجهيزات والأدوية والمواد الغذائية والتعويض المالي على أهالي الضحايا الشهداء والجرحى، مؤكدا أن حجم النكبة التي أصيبت بها عكار أقوى من أن يتحملها لبنان وظروفه المنهارة، قائلا: إن لبنان بلد عربي الهوى والانتماء مثل بقية الدول العربية، والدول العربية لم تقصر في مساعدة لبنان خاصة في النكبات التي تعرض لها، وأحرار لبنان أوفياء لكل من وقف وتضامن معهم في المحن، والمسلمون عموماً يتمنون الخير للدول العربية ولا يقبلون الإساءة إليها، وإذا كانت مساعداتهم اكلتها الطبقة السياسية وحرمت منها مناطق الحرمان في لبنان فلا ذنب للناس، فلا تقدموا مساعدات لأي جهة رسمية بل قدموها للجيش اللبناني فقط الموثوق من الشعب. وأضاف: ونقول لاهلنا في عكار (وقد كان موقع الانفجار في التليل بالقرب من اكبر مركز لنا للاسعاف الشعبي في عكار) ولكل المسلمين إن القاعدة الدينية تلزمنا بتطبيق مبدأ: "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، فإذا كان المجرمون من طائفة معينة فالطائفة ليست مسؤولة ولا العائلة ولا المنطقة عن أفعال مجرمين وحوش، فالمجرم وحده يتحمل مسؤولية إجرامه، ولنستمر في المحافظة على العيش المشترك في عكار وهي كانت دائما مرتكزا للوحدة الوطنية الشعبية بعيدا عن الطبقة السياسية وعصبياتها الفئوية. وأوضح شاتيلا في بيان له تلقت "الوفد" نسخة منه أن الجيش هو جيش الشعب حسب نص الدستور، والشعب يريد من الجيش كسر الاحتكارات ومنع التهريب والتخزين والاستغلال وملاحقة سياسات الاجرام والتطرف، وعلى الجيش أن يصارح كل الرئاسات والسياسيين بأنه سيرفع الحماية عنهم إذا دافعوا عن الاحتكارات وحموا المجرمين. فليتحرك الجيش بضمير ومسؤولية وطنية ولا يكترث لأحد.