الإخوان عجزوا عن الانتقال من فقه الجماعة لفقه الدولة بكل أسف لم أدرس فى الأزهر «القيمة والقامة» كنت ناصحاً للإخوان.. والجماعة أخطأت الفكر التكفيرى لا علاقة له أبداً بمنهج السلف الصالح.. وأتمنى عودة ملف المراجعات شنّ الشيخ محمد حسان هجوماً لاذعاً على جماعة الإخوان المسلمين، ووصفها بأنها بدأت كجماعة دعوية ثم تحولت فى السنوات الأخيرة، إلى حزب وفصيل سياسى بهدف الوصول للحكم. وتابع قائلاً: «تولت رئاسة الوزراء والشعب والشورى، ومع ذلك لم توفق فى حكم مصر لأنها لم تستطع أن تنتقل من مرحلة فقه الجماعة لمرحلة فقه الدولة، ولم تستطع أن تنتقل من مرحلة سياسة الجماعة ذات الطيف الواحد إلى مرحلة سياسة الدولة ذات الطيف المتعدد». وأضاف: «لما حدث الصدام الحقيقى بين الدولة بكل مؤسساتها رفعت الجماعة شعار الشرعية أو الدماء، وكنت أود أن تتخلى الجماعة عن الحكم»، مؤكداً أن مؤتمر دعم سوريا كان للمسئولين وليس للشباب. ووجه «حسان»، خلال إدلائه بشهادته فى قضية «داعش إمبابة»، انتقاداً حاداً لمن يُسمون أنفسهم ب«تنظيم داعش»، مؤكداً أن فكرهم هو امتداد لفكر الخوارج الذين ظهروا قديماً فى بداية الدعوة الإسلامية، موضحاً أن «داعش» تنظيم جديد منبثق من تنظيم القاعدة فى العراق الذى أسسه أبومصعب الزرقاوى، وتابع قائلاً: إن تنظيم داعش استقل فى 2014، حين سمى التنظيم أبوبكر البغدادى خليفة للمسلمين. وعدد «حسان» جرائم «داعش» ومنها حرق الأحياء ليُعقب قائلاً: «بأى دين ودليل من كتاب الله وسنة رسوله قاموا بذلك؟ّ»، وتابع: «قُلت بأن أصول هذا التنظيم هو امتداد علمى وعملى لفكر الخوارج الذين كفروا سيدنا على بن أبى طالب، واستحلوا دمه وقتلوه رغم علمهم بأن الرسول بشره بالجنة». وتابع: «هم يستحلون دم من خالفهم فى المعتقد والمنهج والمشروع وهو أمر فى غاية الخطورة، ومُعالجة هذه الأفكار تحتاج لجهود». وهاجم محمد حسان، تنظيم ما يُسمى ب«أنصار بيت المقدس»، مؤكداً أنهم ليسوا على الطريق الصحيح، موضحاً فى شهادته أمام المحكمة أن أنصار بيت المقدس الذين غيروا اسمهم إلى «ولاية سيناء» خرج زعيم تنظيمهم بشريط صوتى به مُخالفات خطيرة، حيث قال حسان: «لقد خرج بعد قتل أولادنا من أفراد الجيش ليقول إنهم قتلوهم لأن الله أمرهم، كيف لهؤلاء وغيرهم أن يكونوا على الطريق الصحيح وهم يستحلون الدماء المحرمة والمعصومة؟». وشدد «حسان» على أن الإسلام لم يأمر بالقتل، ومن يقُل بغير ذلك فقد خالف القرآن والسنة وخرج عن جادة الصواب، مؤكداً رغبته فى أن تُعيد الدولة ملف المُراجعات، فالفكر يُواجه بالفكر على حد قوله. وأكد «حسان» على أن من حمل السلاح واستحل الدماء يجب أن يُواجه أمنياً ولا خلاف على ذلك، لافتاً إلى أن الصغار المُتأثرىن بأفكارهم علينا أن نناقشهم فكرياً ونبين الحق بالدليل. وشدد على أن المُواجهة الفكرية يجب أن تكون مع المُواجهة الأمنية وإلا سنخسر المعركة، وأضاف: «أقول ذلك بصفتى مسلماً أغار على أمته ودينه، الفكر المُنحرف يجب أن يتوقف». ونفى محمد حسان أن تكون أفكاره وخطبه سبباً فى تطرف الشباب، مؤكداً وجود سوء فهم، وأجاب الشاهد عن السؤال بأن بعض الشباب استندوا فى إباحة أفعالهم على ما كانوا يسمعونه من شيوخ ومنهم هو نفسه، وشدد على أن العيب فى إساءة الفهم من السامعين. حيث قال: «يُساء فهم الشيخ والداعية، فكم من آباء أفاضل فى كثير من البيوت يُوجهون توجيهاً صحيحاً مُنضبطاً، وينحرف ابن هنا أو هُناك، ليس معنى ذلك أن الوالد قد قصر»، وضرب مثالاً بعلاقة نوح بابنه وسيدنا محمد مع عمه أبى طالب. ودافع الشيخ «حسان» عن مكانة الأزهر الشريف ممن يُحاول النيل منه، مؤكداً على أنه صمام أمان للأمة الإسلامية. وقال حسان فى شهادته أمام المحكمة: «الأزهر قامة وقيمة بل يجب على الأمة أن ترفع شأن الأزهر، لأنه صمام أمان لكثير من الشباب، والطعن لإسقاط مكانته وهيبته العلمية والتاريخية يأتى حتى يبرز أولئك الذين يبثون الأفكار المنحرفة». وتابع حسان: «بكل أسف لم أدرس فيه بل درست فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، وانتفعت بذلك فى الدعوة، وحصلت على الدكتوراه بإشراف كوكبة من علماء الأزهر». ودافع حسان عن المنهج السلفى، مؤكداً أن مُحاولات ربطه بالفكر التكفيرى أمر غير صائب، وواصل: «الفكر التكفيرى لا علاقة له إطلاقاً بمنهج السلف الصالح، هم أول من عالجوا هذا الفكر التكفيرى». وأشار حسان إلى أن السلفية الجهادية كانت مُصطلحاً أطلقه عبدالله عزام، وأطلق المُسمى ليضم كل من ينتسب للسلفية للجهاد فى أفغانستان ضد السوفيت. وفى رسالته للتكفيريين ومن يستحلون دماء المُسملين: «لو علمتم وعيد الله ورسوله لفكرتم ألف مرة قبل أن تُقدموا على قتل امرئ مسلم بغير حق». وقال محمد حسان: إن علاقته مع جماعة الإخوان كانت علاقة نصح، متابعاً: «كُنت أنصح لله عز وجل حباً لدينى ولوطنى.. كُنت مؤيداً للإخوان، وكُنت مرشحاً لهم بعد أحداث يناير، لظنى بأنهم أكفأ الموجودين لتاريخهم الماضى، ونضجت على المستويين الخاص والعام». مشيراً للفارق بين أصول المنهج السلفى وأصول جماعة الإخوان، حيث قال إن أصول السلفية تدعو للتوحيد الخالص واتباع الرسول والتزكية وإصلاح الدنيا بالدين، ولكن الإخوان ركزوا على أمور السياسة لا سيما فى السنوات الأخيرة. وعن أخطاء الإخوان، قال حسان: «لهم أخطاء، ما من جماعة وإلا لها أخطاء، كانوا يسعون للوصول للحكم ووصلوا، ولكنهم لم يوفقوا، والخطأ جزء من الحياة». وفى نهاية الشهادة، عرضت المحكمة فى قضية «داعش إمبابة» مقطعاً مصوراً للشيخ محمد حسان فى مؤتمر دعم سوريا فى فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي. وظهر فى الفيديو محمد حسان وهو يخطب فى وجود «مرسى» قائلاً: «الجهاد واجب بالنفس والمال والسلاح، كل على حسب استطاعته». وتابع حسان حديثه فى الفيديو مُخاطباً «مرسى»: «نناشدكم وإخوانكم حكام وملوك ورؤساء الدول الإسلامية أن تتحركوا قبل فوات الأوان، وأن تنصروا هؤلاء المظلومين»، وتابع: «لا تفتحوا أرض مصر الطاهرة للرافضة». وعلق محمد حسان على الفيديو مُجيباً عن أسئلة المحكمة: «جهاد الدفع واجب عينى على كل من يتعرض لسفك الدم، ومن قتل دون ماله ودون عرضه ودون دمه فهو شهيد»، وأجاب: «من أقصد بالرافضة هم الشيعة». وأجاب «حسان» عن سؤال المحكمة حول استغلال بعض الشباب تصريحه للسفر لسوريا للجهاد والانضمام لداعش، وقالوا بأن قاموا بذلك تلبية لدعوة مشايخ وعلماء، قائلاً: «ما قُلته كان حديثاً مُوجهاً للملوك والحكام، سوء القصد عند البعض لا يتحكم فيه القائل أو المُتكلم». واختتم حسان بالقول: «مصر هى من نصر الإسلام من أول يوم دخل إليها نوره، فى هذه الظروف الحرجة يجب أن يقف الجميع مع مصر وأن ينصروا هذا البلد، الذى طالما نصر الإسلام وقضايا الأمة من أول التاريخ». وقررت المحكمة فى نهاية الجلسة إعفاء «حسان» من الغرامة لتخلفه عن الشهادة بجلسات سابقة، مع التأجيل لجلسة 9 أكتوبر لتنفيذ القرارات السابقة. وكانت الدائرة الخامسة إرهاب، المُنعقدة بمجمع محاكم طرة، قد استمعت لشهادة الشيخ محمد حسان، أمس الأحد، وذلك فى القضية المعروفة إعلامياً ب«داعش إمبابة»، الذى حضر للشهادة بعد تخلفه عن الشهادة بجلسات سابقة. عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى، وبعضوية المستشارين عصام أبوالعلا وغريب عزت وسعد الدين سرحان، وأمانة سر أشرف صلاح.