زعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وضع مصر اليوم لا يختلف عما كان عليه قبيل الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، فخروج المظاهرات في ميدان التحرير وهتافات المتظاهرين "يسقط الرئيس مرسي"، والمطالبة بتقديمه للقضاء تثبت أن الشعب المصري اكتشف أن الثورة لم تحقق أهدافها حتى الآن. وقالت الإذاعة إن رؤية الرئيس الحالى "مرسى" تجاه السلام، لا تختلف عن رؤية سابقه "مبارك". وأوضح "جاكي حوجي" محلل شئون الشرق الأوسط فى إذاعة الجيش الإسرائيلي أن آمال الشعب المصرى بمحاربة الفساد وتقديم كبار المسئولين للمحاكمة بتهم قتل المتظاهرين والتوقعات بمستقبل اقتصادي زاهر تبخرت جميعها. وتطرق "حوجي" إلى متابعة الإسرائيليين للأوضاع السياسية فى الشارع المصرى قائلاً: "أما من ناحية الإسرائيليين الذين يُتابعون بقلق شديد مظاهر التوتر عند الجارة مصر، والذين رأوا فى الرئيس "مبارك" صديقًا كانوا على خطأ، فرؤية "مبارك" الليبرالى للسلام لا تختلف بالمرة عن رؤية الرئيس الحالي، محمد مرسي، الذى ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين. وقال "حوجى" إن المحزن أن "مبارك" لم يُقدم أي شيء للفلسطينيين، الذين استعملهم كوسيلة لانتهاجه سياسة السلام البارد مع إسرائيل، وفي بعض الأحيان، قام نظام "مبارك"، بالتنكيل بالفلسطينيين وكان نظام "مبارك" يستخدم الورقة الفلسطينية للتهرب من واجباته تجاه اسرائيل. فعلى سبيل المثال، في الوقت الذي أعلنت فيه مصر خلال عهد "مبارك" أمام كل العالم عن رفضها للحصار المفروض على غزة، كانت عمليًا تُقدم المساعدة لإسرائيل في زيادة الحصار، أيْ أن السياسة المصرية تجاه الفلسطينيين في عهد "مبارك" كانت انتقائية. وخلص "حوجي" إلى القول إن الرئيس "محمد مرسي" لا يختلف عن "مبارك" في قضية السلام مع إسرائيل، فهما ينظران إليها باعتبارها عبئًا على مصر وليس ذُخرًا لها، فقد ورثا هذه التركة من سابقيهما. ولفت موقع إذاعة الجيش الإسرائيلى إلى أن "مبارك" كان ينظر إلى إسرائيل كعدو، بالضبط كما ينظر الرئيس الحالي، الذي تربى على نفس القيم التي كان يقتنع بها" مبارك". واختتم "حوجى" قائلا: إن "مبارك" و"مرسي" يتحملان المسئولية كاملةً عن الوصول إلى الأوضاع الحالية بين الشعبين المصري والإسرائيلي، والجرم بالنسبة لمبارك أكبر بكثير في هذه القضية من "مرسي"، ذلك أنه حكم مصر لمدة ثلاثين عامًا ولم يفعل شيئًا، في حين أن الرئيس الحالي وصل إلى منصبه في الصيف الماضي".