منظومة متكاملة للتطوير والتسويق السياحى.. وشراكات جديدة مع الجميع فُرص واعدة للاستثمار فى السياحة بمحافظة «مسندم» لدعم التنويع الاقتصادى تزخر العديد من محافظات سلطنة عُمان وولاياتها بمقومات سياحية متنوعة بتنوع جيولوجية مناطقها، بين الصحارى الشاسعة والسهول المنبسطة والأودية العميقة، إلى جانب الجبال الشاهقة والسواحل والشواطئ الممتدة، وتعدد أعراف أهلها وعاداتهم وتقاليدهم، وانتشار حصونها وقلاعها وأبراجها والتى تسرد قصصها التاريخية عبر العصور والأزمنة. مبادرات ومشروعات متلاحقة وتؤهل هذه المقومات التاريخية والطبيعية عُمان لتُصبح مركزاً سياحياً واعداً فى المنطقة، ومع تولى السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان مسئولية الحكم فى 11 يناير 2020م، تعمل الحكومة العُمانية على مدار الساعة وتواصل تنفيذ العديد من المبادرات والمشروعات لتنشيط قطاع السياحة فى مختلف المناطق العُمانية، حيث يمثل هذا القطاع أحد أهم روافد الدخل فى الرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، التى انطلقت مطلع عام 2021م الجارى وتستمر لمدة عقدين من الزمن، لتُصبح السلطنة فى عام 2040م فى مصاف الدول العالمية المتقدمة. وما زال قطاع السياحة فى السلطنة، حيوياً وقادراً على العطاء ولديه قدرة على الديمومة، لأن السياحة فكرة متطورة ومستمرة لا تنضب وقادرة على التجدد كل يوم وفق متطلبات السائح والزمن، خاصة فى ضوء تمتع عُمان بالكثير من المقومات السياحية التى يمكن الاستثمار فيها لتشكل مصدر الدخل الأول حتى قبل القطاع النفطى، وبالنظر أيضاً إلى الاستقرار السياسى والأمنى الذى تتمتع به مسقط يُمكن أن تكون عُمان فعلياً مركزاً سياحياً واعداً فى المنطقة فى المستقبل القريب، رغم التحديات التى تفرضها جائحة كورونا. شراكة جديدة ومن أبرز المبادرات التى فعَّلتها الحكومة العُمانية خلال الأيام الماضية، تسويق وترويج السلطنة سياحياً من خلال مكاتب التمثيل السياحية الخارجية ضمن منظومة التطوير والتجديد بالخطط والبرامج التسويقية التى تنفذها وزارة التراث والسياحة العُمانية.. وكان باكورة هذه المكاتب فى جمهورية الصين الشعبية، حيث أعلنت وزارة التراث والسياحة الأسبوع الماضى افتتاح مكتب تمثيل سياحى عُمانى فى بكين، والذى بدأ عمله بداية من أول أغسطس الجارى وحتى 31 يوليو من عام 2022م المقبل «مع قابلية التجديد». وارتأت وزارة التراث والسياحة العُمانية ضرورة التوسع فى السوق الصينى بعد تنامى الأعداد السياحية القادمة من الصين إلى السلطنة، حيث بلغت أعداد الزائرين من بكين إلى مسقط خلال الأعوام ال5 الماضية (219717) زائراً، كما شهدت الفترة بين عامى 2018 و2019م ارتفاعاً ملحوظاً فى نسبة الزائرين إلى عُمان بزيادة مقدارها 141%. خيار سياحى ويمثل مكتب التمثيل السياحى العُمانى بالصين، حلقة وصل بين الزوار والمشاركين فى معرض أكسبو دبى 2020، تُسهم فى إيجاد حزم سياحية تشمل زيارة السلطنة خلال فترة المعرض. وبناءً على توصيات الاستراتيجية التسويقية لوزارة التراث والسياحة العُمانية، والتى جاءت بعدة مخرجات تسهم فى تطوير الأعمال الترويجية من خلال تحديد المبادئ التوجيهية الرئيسية التى تتبعها الوزارة فى الترويج لعُمان كوجهة سياحية، ومن ضمن هذه المخرجات تحديد الأنماط السياحية والتى سوف يتم توجيه الأعمال الترويجية إلى الفئة ذات الدخل المرتفع فى السوق الصينى، كسياحة المغامرات والسياحة الترفيهية والسياحة التراثية والثقافية. وتتمثل أدوار مكتب التمثيل السياحى العُمانى فى توعية السائح الصينى المُستهدف بالسلطنة كوجهة سياحية من خلال الترويج للهوية التسويقية، وجعل عُمان بارزة فى مختلف الفعاليات السياحية المهمة فى السوق الصينى، ما يساهم على إبقاء زيارة عُمان كخيار سياحى جديد بالنسبة للسائح الصينى ورسوخ السلطنة كوجهة سياحية فى أذهان الفئة المستهدفة. كما تتمثل أدوار المكتب فى توطيد العلاقة بين شركاء القطاع المحلى «الشركات والفنادق» مع نظرائهم من السوق الصينى، والذى يعد واحدة من أهم الركائز التى سوف يعمل عليها المكتب، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة للقطاع السياحى مما سيوجد علاقات عمل طويلة المدى تعود بالنفع على القطاع المحلى من خلال زيادة معدلات الحجوزات ورفد السياحة المحلية بالفئات السياحية المستهدفة من السوق الصينى. وتعد الرحلات التعريفية التى سوف ينظمها مكتب التمثيل السياحى العُمانى، من الإيجابيات التى ستساعد فى التعريف بالمقومات السياحية لشركاء العمل المدعوين، سواء كانوا يمثلون شركات سياحية أو وسائل الإعلام المختلفة وغيرهم ممن هم فى هذا المجال، بحيث تعد جولات تدريبية تثقيفية بالمنتج السياحى العُمانى. وتعد مشاركة مسقط فى المعارض والفعاليات وإقامة ورش العمل وحلقات العمل والتدريب الإلكترونى من العناصر الترويجية المهمة فى مجال الترويج السياحى فى السوق الصينى، والتى ستساعد فى الوصول إلى شريحة أكبر من الشركاء والجمهور. العمل بالتوازى وبالتوازى مع عمل الحكومة العُمانية خارجياً لتنشيط المجال السياحى، تعمل وبشكل مكثف فى الداخل على مدار اللحظة، لتطوير وتنمية المناطق السياحية فى مختلف المحافظات، وقد قامت وزارة التراث والسياحة مؤخراً، بوضع محافظة «مسندم» ضمن أولوياتها فى التطوير والتنمية السياحية المستدامة وفقاً للاستراتيجية العُمانية للسياحة والاستراتيجية الشاملة للتنمية الاقتصادية والمخطط الشامل لمحافظة مسندم، وذلك بالتنسيق والتعاون المباشر مع وحدة متابعة وتنفيذ رؤية 2040. ويهدف ذلك لإنشاء مناطق اقتصادية سياحية خاصة بمحافظة «مسندم» تكون بمثابة المحرك للاستثمارات السياحية للمحافظة ومنشط الحركة اللوجستية المرتبطة بها وإشهار منطقة «محاس» كمنطقة اقتصادية بهدف تنظيم ونمو الصناعات الخفيفة والمتوسطة والتخزين بما يدعم حركة ميناء خصب. وتعد محافظة «مسندم» ذات طبيعة جغرافية متنوعة، تجمع بين الجبال الشاهقة ومياه البحر العميقة وشواطئها الصخرية والتى شكلت على امتداد سواحلها سلسلة من الأخوار المائية الجميلة بمختلف أطوالها وأعراضها وتعرج ممراتها وجزرها البحرية بتنوع أشكالها وأحجامها ومواقعها. وتشهد المحافظة الواقعة بأقصى شمال السلطنة، تميزاً سياحياً فريداً حيث إنها تمتلك إمكانيات سياحية فريدة تجعل منها إحدى أهم الوجهات السياحية الواعدة فى المنطقة، والتى تساهم فى تكامل التنوع السياحى للسلطنة حيث تجمع بين الطبيعة الساحرة المتمثلة بجبالها الشاهقة وأخوارها الفاتنة وشواطئها البيضاء الممتدة من بحر عُمان شرقاً إلى الخليج العربى غرباً، مروراً بمضيق هرمز الممر المائى المهم فى خريطة الاقتصاد العالمى، وبين التراث والتاريخ بقلاعها وحصونها وآثارها العريقة المنتشرة فى ولايات المحافظة الأربع وهى «خصب وبخاء ودبا ومدحاء». مقومات صناعية واستثمارية كما تتنوع المقومات التجارية والصناعية والاستثمارية بمحافظة «مسندم»، التى من شأنها أن تُسهم فى جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وإيجاد تنمية اقتصادية مستدامة بالمحافظة، لأنها ذات طبيعة وتركيبة جيولوجية خاصة تؤهلها لتمثل فرصاً واعدة للاستثمار السياحى الداعم للتنويع الاقتصادى بما يتوافق مع رؤية «عُمان 2040». وفى إطار المبادرات العُمانية المتواصلة لتشجيع الاستثمار، قامت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بالسلطنة مؤخراً، بتدشين خدمة التراخيص التلقائية بهدف تهيئة المناخ الاستثمارى فى عُمان وباقى المحافظات ومنها «مسندم»، وذلك تنفيذاً لرؤية 2040. تحديث القوانين وأوضح محمد بن عبدالله الشحى، مدير إدارة بالمحافظة، أن عدد السجلات التجارية التى تم تسجيلها خلال عام 2020م فى مسندم بلغ (154) سجلاً تجارياً، تمثلت فى الشركات بمختلف أنواعها وشركة الشخص الواحد وتاجر فرد، فيما بلغ عدد التراخيص الصناعية 159 ترخيصاً صناعياً فى عام 2020م.. وقال إن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قامت خلال الفترة الماضية بتحديث قانون استثمار رأس المال الأجنبى، حيث وصل عدد شركات الاستثمار الأجنبى القائمة فى مسندم حتى نهاية يونيو الماضى نحو 146 شركة برءوس أموال بلغت 348 مليوناً و962.5 ألف ريال عُمانى.. وأشار إلى أن الوزارة العُمانية، قامت فى شهر أبريل الماضى بطرح 50 فرصة استثمارية فى القطاع الصناعى من بينها عدد من فرص الاستثمار المتاحة فى المحافظة. وكانت الإعفاءات التى أقرتها الحكومة العُمانية للاستثمارات فى «مسندم» قبل عامين تقريباً، مرحلة أولى من أجل فتح باب الاستثمار فى المحافظة بشكل مختلف عن السابق، واليوم تعزز الحكومة تلك المرحلة بحزمة جديدة من أجل صناعة أرضية أكثر صلابة عبر بناء أجيال مزودة بأحدث العلوم والمعارف العلمية من خلال إنشاء فرع لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وبناء منظومة متكاملة للمخزون الاستراتيجى بما يحقق الأمن الغذائى والدوائى بالمحافظة، إضافة إلى تحويل ميناء خصب إلى منطقة لوجستية خاصة تهدف لتوفير الخدمات والمرافق والتسهيلات لتنشيط حركة الاستيراد والتصدير وفتح خطوط مباشرة للتصدير. وكل هذا الحراك والذى يصاحبه تحديث منظومة القوانين، من شأنه أن يحول محافظة «مسندم» إلى محور تنموى وساحة استثمار فى مختلف المجالات.