فاكهة الصيف.. أحد من السيف

35% زيادة فى أسعار الخوخ والعنب والمشمش و15% زيادة فى البطيخ والكرز.. وصفحات على الفيس بوك تروج للفاكهة المستوردة!
التجار: حرارة الجو السبب.. ومواطنون: شراء الفاكهة يحتاج إلى ميزانية خاصة
نائب رئيس شعبة الخضر والفاكهة: 30% تراجعًا فى الإنتاج الزراعى بسبب ارتفاع الحرارة
المانجو تصل ل70 جنيهًا واختفاء بعض الأصناف من الأسواق
ذات صباح منذ عامين فوجئ المصريون بالتجار يرفعون أسعار الفاكهة بدون سابق انذار، وكان الرد الشعبى على تلك الزيادة هى حملة مقاطعة شعبية طرحها البعض تحت اسم «خليها تحمض» ووقتها كانت شماعة التجار فى رفع الأسعار هي ارتفاع أسعار النقل وزيادة إيجارات المحلات، إلى جانب زيادة أسعار المستلزمات الزراعية.
ومؤخرا لم ترتفع أسعار النقل، ولم تزد ايجارات المحلات، ولم تتحرك أسعار المستلزمات الزراعية.. ومع ذلك رفع التجار أسعار الفاكهة، وقالوا إن السبب هو موجة الحر!.. ورفعوا أسعار المانجو بنسبة كبيرة تلاها رفع أسعار الخوخ والعنب والمشمش بنسب تتراوح بين 20% إلى 50%، فيما ارتفعت أسعار البطيخ والكرز بنسب تتراوح ما بين 10 -15%.
ولأن هناك من يستغل بحث المواطن عن الجودة دون النظر للسعر انتشرت صفحات على موقع فيسبوك تروج لبيع الفاكهة المحلية والمستوردة وباسعار خيالية منها البطيخ بسعر يتراوح ما بين 50 - 90 جنيهًا للبطيخة الواحدة وهناك أيضا البطيخ الأصفر بسعر 100 جنيه و60 جنيهًا للشمامة الواحدة و80 جنيهًا للكريز.. واشتكى مواطنون من الارتفاع غير المقبول لأسعار الفاكهة وأجمع البائعون على أن السبب الرئيسى فى زيادة الأسعار هو ارتفاع درجات الحرارة التى أدت الى قلة الانتاج.
أما عن المانجو هذا العام فهى للأثرياء فقط حيث تراوحت أسعارها ما بين 50 وحتى 70 جنيهًا للكيلو إلى جانب اختفاء العديد من الأصناف هذا العام كالهندى والفونس وارتفعت أسعار المانجو العويس إلى أكثر من 70 جنيهًا والفص إلى 90 جنيهًا، وأشار العديد من التجار إلى أن السبب هو التغير المفاجئ فى درجات الحرارة الذي أدى إلى ضعف الانتاج.
محمود حسن موظف حكومى ولديه 3 أبناء أكد أن هذا الصيف مختلف فى كل شىء بداية من درجات الحرارة غير العادية وحتى أسعار الفاكهة التى لم نتوقع ارتفاعها بهذا الشكل.. وقال أبسط فاكهة كانت العنب والبطيخ ولما الواحد ميكنش عنده أكل فى البيت كان يشترى بطيخة أو كيلو عنب وحتة جبنة منها توفير وأكلة خفيفة على المعدة لكن دلوقتى الأكلة الخفيفة دى تقيلة أوى على الجيب فسعر أقل بطيخة فى السوق 30 جنيهًا وسعر كيلو العنب من 15 - 20 جنيهًا يعنى يادوب أكل والأولاد يتفرجوا عليه.
أما صفاء عبدالمقصود موظفة بإحدى شركات التسويق العقارى فتعجبت من جشع التجار المستمر واستغلالهم حاجة المواطن الى شراء الفاكهة فتقول «بدخل البيت وأولادى منتظرين الفاكهة كل يوم فلو قررت اشترى كل يوم كيلو عنب وكيلو خوخ او تفاح او كريز فستكون التكلفة على الأقل 50 جنيهًا وبالتالى فانا محتاجة الى 1500 جنيه شهريا للفاكهة لشراء 2 كيلو فاكهة فقط
فى اليوم فخلاف لو قررت اشترى مانجو او تفاح ومعظم البائعين يلقون اللوم على ارتفاع الأسعار فى البلد ونسوا أنهم هم المتحكمون فى موجة الغلاء».
وأشارت صفاء الى أن أختها تسكن بجوار سوق العبور ومن المتوقع أن يكون هناك انخفاض فى أسعار الفاكهة الا أن الأسعار متشابهة مع باقى المناطق وكأن البائعين اتفقوا على توحيد الأسعار.
حسين أبوصدام نقيب عام الفلاحين أكد أن أسعار فاكهة الصيف مرتفعة بالأسواق وذلك يرجع لعدة أسباب من أهمها انخفاض انتاجية فاكهة الصيف هذا العام، إضافة إلى التغيرات المناخية غير الملائمة التى أثرت على إنتاجية معظم المحاصيل فمعظم الفاكهة كالمانجو والعنب والتين انتاجيتها ضعيفة هذا الموسم مما أدى إلى ارتفاع أسعار الفاكهة بسبب قلة المعروض.
وأشار «نقيب الفلاحين» إلى أنه لا يتوقع انخفاض أسعار الفاكهة خلال الفترة القادمة لأننا فى ذروة انتاج معظم أصناف الفاكهة كالمانجو والعنب، موضحا أن هناك بعض الفاكهة التى تعد فى نهاية موسمها مثل البطيخ.
حاتم النجيب نائب رئيس شعبة الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة، اكد ان هذا العام تراجع الإنتاج بنسب تراوحت من 30 - 40% بالمقارنة بالعام الماضى، كما أدت التغيرات المناخية والارتفاع الشديد فى درجات الحرارة والرياح الشديدة تؤثر على إنتاج الخضراوات والفاكهة فى العروة الصيفية، خاصة تلك التى ما زالت فى مرحلة النمو، وهى المرحلة التى تؤثر الأتربة على اكتمال نضجها.
وأكد «النجيب» أن الرياح والحرارة المرتفعة أدت إلى تساقط الزهور الخاصة بالفواكه الصيفية التى تمت زراعتها، ما أدى إلى تقليل الإنتاج بشكل كبير وارتفاع أسعار هذه الفواكه، مشيرًا إلى أن أهم الفواكه المتوقع أن ترتفع أسعارها نتيجة موجة الطقس السيئ هى العنب والمشمش والخوخ.
وأشار «النجيب» إلى أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعات كبيرة فى الأسعار، وأوضح أن استمرار الموجة الحارة يؤدى إلى انخفاض الإنتاجية لعدم تقبُّل المحاصيل هذه الحرارة، وبالتالى يقل المعروض منها لترتفع الأسعار، رغم جهود الدولة لعمل تهجين المحاصيل لإنتاج أنواع مقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة.