على الرغم من الأهمية الكبيرة للتلفاز ومقدار الفائدة والتسلية التي يمكن الحصول عليها من خلاله، إلا أنّ مخاطره أصبحت واقعًا لابد من إدراكه وتدارُكه، إذ تتنوع مخاطر التلفاز لتشمل جوانبَ عديدةٍ تتعلق بالفرد والعائلة والمجتمع. اقرأ أيضا.. النوم أثناء مشاهدة التلفزيون يؤدي إلى زيادة الوزن فعلى سبيل المثال، فإن الجلوس لفترات طويلة لمشاهدة التلفاز دون حراك ينعكس بشكل مباشر على الصحة النفسية والجسدية للفرد، فيصبح ميالًا للكسل والخمول، ما يسبب زيادة الوزن والإصابة بأمراض القلب، كما أن التركيز في الشاشة لفترات طويلة يزيد من إجهاد العين وتشتيت الذاكرة وإضعافها مما يتدفق إليها من مؤثرات بصريةٍ ومعلوماتٍ كثيرةٍ لا فائدة منها. وفي هذا الصدد، كشفت دراسة حديثة أجراها عدة باحثون في كلية الطب في جامعة هارفارد، أن قضاء أكثر من 4 ساعات يوميًا في الجلوس أمام التلفزيون يزيد من خطر الإصابة بالشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم بنسبة 78%. وحسبما أفاد صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، توصل الباحثون إلى تلك النتائج بعد مراقبة النشاط البدني لنحو 138 ألف شخص لمدة تتراوح بين 10 و 18 عامًا، فضلاً عن أن المستويات المتزايدة من الأنشطة التي تتطلب ثبات الحركة مثل مشاهدة التلفاز لفترات طويلة، تتسبب في زيادة خطر الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA). وأوضح مؤلف البحث وعالم الأوبئة، تيان يي هوانغ، أنهم لاحظو علاقة واضحة بين مستويات النشاط البدني والسلوك المستقر وخطر انقطاع النفس الانسدادي النومي. وكشف "هوانغ" أن مواجهة مشكلة انقطاع التنفس أثناء النوم تكون باتباع إرشادات النشاط البدني الحالية لمنظمة الصحة العالمية المتمثلة في الحصول على 150 دقيقة على الأقل من النشاط المعتدل أسبوعيًا وقضاء أقل من أربع ساعات يوميًا جالسين في مشاهدة التلفاز، كان لديهم خطر أقل بشكل كبير من انقطاع النفس الانسدادي النومي. ونصح الباحثون من يقضون اليوم جالسين طوال الوقت، خلال ممارسة الوظائف المكتبية، بتعويض فترة الجلوس بممارسة المزيد من التمارين خلال أوقات فراغهم. يُشار إلى أن انقطاع النفس النومي هو حالة تنسد فيها الممرات الهوائية تمامًا في الليل، مما يؤدي إلى الشخير واضطراب النوم، إذا لم يتم علاجه فقد يؤدي إلى مضاعفات مثل السرطان والنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية والسكري. وبلغ عدد من يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم حول العالم نحو مليار بالغ تتراوح أعمارهم بين 30 و 69 يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي الخفيف إلى الشديد.