«قاهرة المستحيل» حرصت على تقديم الكثير من المشروعات الخيرية والإنسانية فى إطار المسئولية الاجتماعية الراحلة سعاد كفافى تميزت بسمات ثقافية غير مسبوقة خالد الطوخى يواصل المسيرة الإنسانية لوالدته من خلال العديد من الإنجازات 17 عاماً تمر اليوم على رحيل «قاهرة المستحيل» ورائدة التعليم الخاص الدكتورة سعاد كفافى، مؤسسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وبهذه المناسبة وفى جو عائلى سيقوم خالد الطوخى رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بإحياء ذكرى والدته الراحلة تقديراً لمسيرتها ومشوارها المشرف فى المجال التربوى وعرفاناً بدورها فى دعم العملية التعليمية، فقد حفرت الراحلة فى الصخر وتحدت الصعاب من أجل أن تحقق حلمها بإنشاء جامعة، فحولت الحلم إلى حقيقة فى الوقت الذى لم يكن الطريق مفروشاً أمامها بالورد بل كان مليئاً بالعراقيل والمعوقات التى تفوق كثيراً قدرة أى شخص على التحمل.. ولكنها استطاعت وعن جدارة أن تقهر المستحيل، حيث كانت دائماً تفعل ما تؤمن به وتنفذ ما تراه صحيحاً وتجده يصب فى مصلحة المجتمع دون أى تردد، لذا فقد كانت نموجاً يحتذى به فى الإصرار وقوة العزيمة. والحق يقال، لقد كانت الدكتورة سعاد كفافى نموذجاً للسيدة المصرية الطموحة التى اكتسبت سمعة طيبة على مدى سنوات حياتها الناجحة، وهو ما كان له دور كبير وأساسى فى احترام المجتمع لها بمنحها العديد من الصفات والألقاب المشرفة ومنها (السيدة الحديدية) و(رائدة التعليم الخاص فى مصر)، كما تميزت الدكتورة الراحلة سعاد كفافى بسمات ثقافية غير مسبوقة، ويرجع الفضل فى ذلك إلى مؤهلاتها المتميزة علاوة على الدقة المتناهية فيما يتعلق بأعمالها الأكاديمية والإدارية وغيرها. ومن يدقق فى مسيرة الدكتورة سعاد كفافى يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها اكتسبت سمعة عظيمة على امتداد سنوات حياتها الناجحة، فقد ولدت الدكتورة سعاد كفافى عام 1928 وتوفيت عام 2004، تاركة خلفها تاريخاً مشرفاً من العمل الدءوب فى المجال التربوى فهى تعد واحدة من الرائدات فى تاريخ التعليم الخاص فى مصر، كما أنها حققت شهرة كبيرة باعتبارها خبيرة متميزة يشار إليها بالبنان. واللافت للنظر أنها طوال مشوارها التربوى حرصت على تطوير جميع المهارات والقدرات المطلوبة لتقديم نوعية من التعليم للطلاب ولراغبى العلم على أعلى مستوى من الجودة. حلم الجامعة.. قصة كفاح أنشأت الدكتورة سعاد كفافى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا عام 1996 بمدينة 6 أكتوبر، ومنذ ذلك الوقت وتشهد الجامعة حالة دائمة من التطوير المستمر والتحديث الدائم حتى أصبحت بكل تأكيد واحدة من كبرى الجامعات الخاصة ليس فى مصر وحسب بل فى المنطقة العربية بالكامل، حيث تضم عدداً من الكليات مثل كلية الطب التى يتبعها المستشفى التعليمى الذى يحمل اسم الدكتورة سعاد كفافى، وكلية الصيدلة والتصنيع الدوائى، وكلية طب جراحة الفم والأسنان، وكلية العلاج الطبيعى، وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية التكنولوجيا الحيوية، وكلية الهندسة والتكنولوجيا، وكلية تكنولوجيا المعلومات، وكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال، وكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، وكلية اللغات والترجمة، وكلية الآثار والإرشاد السياحى.. وكانت رحمها الله قد أسست إلى جانب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا معهدين للتعليم العالى فى مدينة السادس من أكتوبر أيضاً، هما المعهد العالى للسياحة والفنادق الذى تأسس عام 1990، والمعهد العالى للهندسة المعمارية وإدارة الأعمال الذى تأسس عام 1993، وحينذاك تغلبت الدكتورة سعاد كفافى على سلسلة من الصعوبات الحادة التى صاحبت البدايات الأولى لتحقيق الأهداف والأحلام. أفكار رائدة وخارج الصندوق لقد كانت الراحلة د.سعاد كفافى سباقة دائماً فى تقديم كل ما هو جديد، فقد كانت تمتلك القدرة على الخلق والابتكار وتقديم رؤى وأفكار خارج الصندوق حيث وضعت المؤسسة الأولى التى أنشأتها الدكتورة سعاد كفافى فى مجال التعليم العالى (المعهد العالى للسياحة والفنادق) فى إطار صناعة السياحة مستويات جديدة للكشف عن مجالات الإبداع المبتكرة لتعليم إدارة الضيافة والإرشاد السياحى، ومنذ ذلك الحين كانت لديها القدرة على إقامة علاقات وثيقة مع المعاهد العليا الأجنبية المناظرة فى أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية.. وظلت الدكتورة سعاد كفافى دائماً فى المقدمة فيما يتعلق بإدخال التطورات الحديثة فى المناهج وتصميم المقررات الدراسية الرئيسية والنشاطات المنهجية الاختيارية. وكانت الدكتورة سعاد كفافى فخورة على الدوام بما خلفته من بيئة عمل تتسم بالود مع جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين، وقد كرست نفسها لتزويد الطلاب بالنصائح المعرفية والعون المستمر، وكان شغلها الشاغل تعليم أجيال المستقبل من الاختصاصيين والمعلمين والمدربين رفيعى المستوى، فى إطار رؤية على درجة فائقة من الحرص والوعى. وكانت تهدف إلى إثراء المجتمعات المحلية والدولية بالخبراء ورجال الأعمال ذوى الكفاءة فى ميادين عملهم، وكان لها أيضاً نشاطها الملموس باعتبارها عضواً فى المجالس القومية المتخصصة فى مجال التعليم العالى وفى جمعية أصحاب المدارس الخاصة فى مصر. كما كانت حريصة على تقديم بيئات تعليمية جديدة ومناهج تدريسية مبتكرة فى كل أطروحاتها التربوية، وكانت لدى الراحلة رؤى للكشف عن حلول جذرية للمشكلات والصعوبات فى مجال اهتماماتها، هذا فضلاً عن تميزها فى التواصل والاتسام بروح الابتكار والإبداع. الترشيح لجائزة نوبل وتقديراً لإنجازاتها فى مجالات التعليم الخاص وعرفاناً بدورها فى تطوير طرق التدريس، حصلت الدكتورة سعاد كفافى على عدد كبير من الجوائز والمنح وشهادات التقدير الأكاديمية من دول أجنبية مختلفة، منها على سبيل المثال نالت درجة الدكتوراه من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومنحت شهادة الدكتوراه الفخرية من أوروبا، وكانت الدكتورة سعاد كفافى من بين المرشحين لنيل جائزة نوبل فى حقل التعليم تقديراً لها حيث كرست حياتها للتعليم والدور الحيوى الذى قامت به فى التعليم كرسالة مقدسة لا تقل أهمية لديها عن رسالتها كأم وزوجة. خالد الطوخى.. واستكمال المسيرة ما يجرى داخل جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا من أعمال تطوير وتحديث ما كان يمكن أن يتم لو لم يكن يقف وراءه إصرار وحرص دائم من خالد الطوخى، رئيس مجلس أمناء الجامعة، الذى يسير على نفس خطى والدته الراحلة، حيث نجده حريصاً كل الحرص على أن يحافظ على إنجازاتها العظيمة، ليس هذا وحسب بل إنه يبذل قصارى جهده من أجل الارتقاء بها وتطويرها لتصبح كما هى عليه الآن ملء السمع والأبصار.. فاستحق أن يصبح فى نظر الجميع «خير خلف لخير سلف». وإحقاقاً للحق فإن ما يقوم به خالد الطوخى، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، لم يأتِ من فراغ وإنما هو استكمال واستمرار للدور الإنسانى الذى كانت تؤمن به «قاهرة المستحيل» رائدة العمل التربوى والإنسانى الدكتورة الراحلة سعاد كفافى، التى لم تكن بالنسبة له الأم فقط بل كانت القدوة والمثل حيث ورث عنها حب العمل الإنسانى والاجتماعى الذى يتغلغل داخله ويصل إلى درجة العشق وهو ما يفسر لنا السبب الحقيقى الذى يكمن وراء حرصه على فعل كل ما هو خير، فصارت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وفى وقت وجيز واحدة من أهم وأبرز الجامعات المصرية الخاصة، وذلك بفضل التجديد المستمر والتطوير الدائم. الانفتاح على العالم لقد تخطت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا حدود العملية التعليمية من حيث المناهج وطرق التدريس لتصبح واحدة من أهم وأبرز الجامعات ليس فى مصر وحسب، بل فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهذا بالطبع جاء نتيجة الانفتاح على العالم الخارجى من خلال توقيع بروتوكولات تعاون مع كبرى جامعات العالم وخاصة جامعات دول الاتحاد الأوروبى، لتصبح الجامعة هى أول جامعة ترتبط بتلك المنظومة العالمية على هذا النحو الذى يدعو للفخر والإعجاب، خاصة أن بروتوكولات التعاون التى تم توقيعها خلال الفترة الماضية من شأنها خلق قيمة مضافة للطالب الذى يدرس فى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بحيث يصبح قادراً على اقتحام سوق العمل مسلحاً بأحدث ما وصل إليه العلم فى العالم، كما أن تلك البروتوكولات استهدفت فى المقام الأول أيضاً الأخذ بأحدث التقنيات فى مجالات التعليم الذكى وفق خطط ورؤى مدروسة بعناية فائقة تسعى نحو تحول الجامعة إلى جامعة ذكية، وذلك تمشياً مع التوجه العام للدولة.