«جمصة» تلك المدينة التى تستقر فى أحضان البحر المتوسط والممتدة بطول 7 كيلومترات ونصف، أحد أبرز وأشهر الأماكن السياحية بمحافظة الدقهلية التى تستقبل رواد المحافظة والمحافظات المجاورة والملقبة ب«مصيف الغلابة» نظرًا لاعتدال أسعاره قياسًا بأسعار المناطق القريبة فى رأس البر أو دمياط الجديدة. فرغم كل الجهود المبذولة فى السابق، تعانى جمصة مشكلات وتحديات على مدار سنوات فى مقدمتها نقص الخدمات الأساسية خاصة الطرق الداخلية والمواصلات ومياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء، بخلاف انتشار البعوض نتيجة تجمعات مياه الأمطار وحتى المواشى والأبقار تتجول فى الشوارع. مدينة جمصة تتبع محافظة الدقهلية من الناحية الإدارية، وتعتبر مصيفاً لأكثر من ثلاث محافظات هى الدقهلية والشرقية والغربية وتقع على حدود مركز بلقاس ولعل أكثر ما يميزها هو الجو الخلاب، وهدوء شواطئها العريضة المعروفة بالجودة العالية، ونعومة الرمال، ومياهها الصافية، وانخفاض نسبة الرطوبة فيها، ويبلغ طول شاطئ جمصة 8 كيلومترات تقريبا وهو شاطئ عام مفتوح لكل المواطنين عدا بعض الشواطئ الخاصة القليلة جدا ويتم طرح الشاطئ للإيجار أول كل صيف على طول الشاطئ من أول شجرة الدرالى منطقة 15مايو. وتتميّز هذه المدينة بمبانيها ذات التراث المعمارى المميز كما أنها مزودة بكافة احتياجات المصايف من أدوات بحرية وأثاث، ولعل مناطق المروة وآمون وعثماثون والعاشر والقرية السياحية حتى 15 مايو منطقة الفيلات هى الأبرز بالإضافة إلى منطقه هدير. ويعد أشهر الأسواق فى جمصة هو سوق الكباس أو سوق السمك الذى يقع بين جمصة البلد التابعة لمحافظة دمياط وبين جمصة المصيف التابعة لمحافظة الدقهلية. بينما تتراوح أسعار إيجار الشقق فى المدينة من 250 حتى 450 جنيهاً فى اليوم الواحد لشقة غرفتين وصالة قابلة للزيادة فى حالة ازدياد الإقبال من المصيفين بنسبة 40% وتتباين الأسعار ارتفاعا وانخفاضا حسب طبيعة الموقع وقرب المكان من الشاطئ. ومن الجدير بالذكر أن مدينة جمصة تفتقر للمشروعات السياحية الكبيرة التى من شأنها جذب الزوار وتحتاج لخطط كبرى للنهوض بها لتكون عاصمة السياحة فى الدلتا. ولكن قدر هذه المدينة التى حباها الله بطبيعة عظيمة أن تعانى الإهمال والنسيان من قبل المحافظين المتعاقبين للدقهلية من حيث مستوى الخدمات فهى محرومة من المشروعات التى تخدم المصطافين. وفى سياق متصل شكا عصام الهوارى من ارتفاع إيجار الشماسى والكراسى على الشاطئ وأكد أن إيجار شمسية واحدة وكرسيين يتراوح من خمسين جنيها حتى مائة جنيه، وبسؤال بعض مستأجرى الشاطئ أفادوا بأنهم أخذوا إيجار الشاطئ بمزاد بسعر عال من مجلس مدينة جمصة، فتصل مزادات بعض المناطق إلى سبعمائة ألف جنيه فى الموسم وهذا أدى إلى ارتفاع الأسعار. وأشار «الهوارى» إلى أن إدارة المصيف لا تهتم بتطبيق الإجراءات الاحترازية أو الحفاظ على مساحات التباعد المكانى بين كل شمسية وأخرى مسافة 4 أمتار ولا تقوم بالتعقيم المستمر للممرات والبوابات ودورات المياه ولا انتشار فرق التفتيش والمتابعة على الشواطئ لمراقبة الموقف. مؤكدا أن المنقذين والغطاسين لم ينزلوا إلى الشواطئ سوى من 15 يوماً بعد حوادث غرق 5 شباب فى 10 أيام فقط. ويشكو ناصر الوهيدى، أحد سكان مدينة جمصة، من سوء حالة مستشفى جمصة وسوء تعامل الممرضات والغياب الدائم للأطباء وتفرغهم للعمل فى عياداتهم الخاصة وترك العمل للممرضات فى ظل غياب الرقابة. جيهان مشعل، من سكان مدينة جمصة، تؤكد تراكم القمامة وسوء حالة الحمامات التى تحولت إلى مجموعة من الأمراض فهى تعج بالفضلات والقاذورات والمواسير يكسوها الصدأ، فالمواطنون يعانون من الرائحة الكريهة التى تملأ الحمامات، بالإضافة إلى انتشار جحافل الناموس الذى يسبب لهم إزعاجا كبيرا.