محمد على سليمان.. سلطان الشجن الذى غزا الوطن العربى بصوت عماد وأنغام حكايات بطلها «حليم» وشادية وموسيقار الأجيال الموسيقار محمد على سليمان هو الابن البار للموسيقار على سليمان شيخ ملحنى الاسكندرية فى عصره، من وجهة نظرى ان محمد على سليمان رغم المكانة التى وصل اليها كملحن قدم لنا اجمل الالحان باصوات مختلفة، الا انه كان يستحق الافضل، لأنه أُبعد عن الساحة، وهو فى قمة العطاء، وحتى الان مازال قادرا على منح الوسط الموسيقى اعمالًا تثريه فى وقت انعدم فيه تقديم الجملة الموسيقية الصحيحة، زمن انصاف المواهب، احيانا اشفق على هؤلاء الكبار الذين يجلسون فى منازلهم بلا عمل فى الوقت الذى يحتل فيه عديمو الموهبة مكانة بارزة، نعم محمد على سليمان لم تنصفه الساحة الفنية رغم ما قدمه لها.. محمد على سليمان مبدع من طراز فريد منح الحياة الفنية الكثير والكثير، منحها أهم صوت نسائى فى مصر والعالم العربى منذ سنوات هى أنغام، من وجهة نظرى لو قدم لنا انغام فقط فهذا يكفى، لكنه قبل انغام قدم عماد عبد الحليم رحمه الله، وكان يمكنه تقديم المزيد من الاصوات المصرية والعربية لانه مؤسسة فى حد ذاته، لكن على ما يبدو ان البعض فى عصور مضت قالوا «كفاية عليه كده».محمد على سليمان هو حفيد الاجداد قدماء المصريين الذين سطروا تاريخًا فنيًّا سابقًا للعصور.. طبيعى ان يكون محمد على سليمان امتدادًا لأجيال عظيمة سبقته لأن مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طربًا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو أستاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة. مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت لتذكرنا بماضينا الجميل.. والى حكاية محمد على سليمان مع الفن: الوالد على سليمان شيخ ملحنى اذاعة الاسكندرية، فهو صاحب اول لحن لهذا المولود الجديد فى ذلك الوقت. اذاعة الإسكندرية بدأ بثها فى 26 يوليو 1954 وتعتبر أول إذاعة إقليمية فى مصر وفى المنطقة العربية. ويعود الفضل فى نشأة هذه الإذاعة العريقة إلى مؤسسها ومديرها الأول الإذاعى حافظ عبد الوهاب. ومن هنا كانت انطلاقة جديدة لعائلة الملحن الكبير على سليمان. وكانت أول نبة فى تلك الأسرة هو الموسيقار الكبير محمد على سليمان، وهو مثل كثير من المصريين «شال الهم بدرى» كما تقول العامية المصرية، حيث على أخذ وهو فى مرحلة الصبى والشباب ان يحمل على كتفه أحلام تلك الأسرة من الاسكندرية الى فضاء اكثر اتساعا يليق بتلك المواهب. محمد على سليمان هو الملحن الوحيد فى عالمنا العربى الذى قدم للساحة الغنائية صوتين من اسرته اصبحا من أهم مطربى عالمنا العربى على مر العصور هما الراحل عماد عبدالحليم 15 سبتمبر 1960 - 20 أغسطس 1995، رحمه الله الذى بنى مجده خلال 35 عاما هى مشواره مع الحياة قبل أن ينتقل الى رحاب ربه وهو فى سن الشباب. الصوت الثانى هو المطربة الكبيرة انغام هذا الصوت الذى حمل على عاتقه ان يستكمل مشوار العائلة الى الآن. محمد على سليمان صاحب بصمة واضحة فى تاريخ التلحين العربى والمصرى الاغانى والدراما والسينما، ففى الدراما قدم اول تتر ناحج فى تاريخ الدراما مع صوت عماد من خلال تتر مسلسل الضباب 1978 هل ننسى له أغنية الجنة تحت أقدامك لأنغام 1986 وكانت بدايتها الحقيقية شنطة سفر وياطيب وببساطة كده والا انا وحسك فى الدنيا يابا ويا عينى ع الصدف وفى الركن البعيد الهادى ويعلم الله، ويا غايب عننا لأنغام وحظى معاكى يا دنيا كده ويريد الله لعماد وأصالحك بايه لشادية الى جانب مئات الالحان لمحرم فؤاد وماهر العطار ومحمد الحلو وعلى الحجار وصباح ونوال الزغبى وغادة رجب وريهام عبد الحكيم وغيرهم. وهل ننسى أعماله فى السينما والمسرح. رحلة نغم من الإسكندرية إلى القاهرة تعلم محمد على سليمان العزف على آلة العود منذ الطفولة على يد والده، المعلم الاول الذى ورث عنه حب الموسيقى وحب السليمانية. تخرج فى معهد كونسرفتوار الاسكندرية تخصص كمان دفعة 64-65. تتلمذ على يد اثنين الايطاليين ماكس نيكوليتى، والثانى هو ريناتو بورجيزى، الذى اعتبره والده الثانى لانه كان يقف بجواره بشراسة، وهنا يجب أن نتوقف حيث ضمه الى أوركسترا الحجرة السكندرى، كان يتبع وزارة الثقافة وكان جميع اعضائه من الاجانب وهو المصرى الوحيد. وكانوا يقدم حفلات فى اذاعة الاسكندرية. عن استفادته من الدراسة الغربي؟ قال: هذا ما فعله عمك على سليمان رحمة الله عليه، حيث علمنى العود وسماعى لوالدى ومحمد عبدالوهاب ولرياض السنباطى شكل وجدانى الشرقى، وصنع لدىّ ذخيرة استفدت منها مع الدراسة الغربى اصبح لدىّ كوكتيل مختلف أصبح لدىّ شكل اخر، جملة شرقية اصيلة مع مسحة غربية الى جانب التوزيع والهارمونى مع استخدام الالات الشرقية بتكنيك غربى، نتج عن هذا جيل من الموسيقيين الشباب ممن عملوا معى فى ألحانى يجمع بين الجملة الشرقية والتكنيك الغربى. أول لحن عن أول لحن وأول حلم يقول محمد على سليمان: اخترت الكلمات من ديوان«الشمس طالعة» للشاعر محمد مكيوى، وهو صديق الوالد رحمها الله، جاء الى منزلنا فى محرم بك كعادته لكى يتبادل الحديث والافكار مع والدى وأهداه نسخة من ديوانه الجديد، والدى وجدنى أتطلع الى الكتاب من بعيد، فهمس الى صديقه: إهدِ الى محمد ابنى ديوانك، وحدث بالفعل، وكتب: أهدى كتابى الى الشاب محمد على سليمان، بعد أسبوع كرر الزيارة ليتعرف على رأى والدى فى العمل، وسألنى بالطبع عن وجهة نظرى، قلت له لقد لحنته كاملا، صدم من ردى، وأمسك رأسه غير مصدق، بعد عدة أيام عاد من جديد ليؤكد أن هناك ندوة عن الديوان فى قصر ثقافة الانفوشى، ودعانى لكى اغنى الديوان، ذهبت فى اليوم المحدد انا والاسرة، وكان عمرى 14 سنة، هناك وفى الموعد المحدد، وجدته ينتظرنا ومعه شاب يافع، عرفنا عليه بقوله مدير قصر ثقافة الانفوشى، واصطحبنى هذا الشخص الى الكواليس لعمل ترتيبات ما قبل الحفل، هذا الشاب الجميل مدير القصر هو الوزير الفنان فاروق حسنى. لم يتوقف امر الديوان عند تلك الندوة وكان من ضمن اغانى الديوان عمل اسمه «شهرزاد»، وحانت لحظة اعتمادى بالاذاعة، كان المعتاد ان تحصل على نص من مجاز من لجنة النصوص، لكى تلحنه، اللجنة كان رئيسها حافظ عبدالوهاب وعضوية نائبه الاعلامى عبد الحميد حمدى وهو مطرب لحن له عبد الوهاب أغنية والله ما أنا سالى، لكنها لم تعجبه، وقرر عبد الوهاب وقتها عدم التعامل معه مرة أخرى، المهم قدمت نفسى للجنة وكان عمرى 16 سنة أصغر ملحن فى تاريخ الاذاعات العربية وليس المصرية فقط، بأغنية «شهرزاد» بناء على طلبى ووافقت اللجنة رغم أنه ليس من نصوص الاذاعة، الأغنية تقول: آه يا خلى يا داخللى ببسمة حب تملأ القلب وتقوللى عن المواويل ده موالك يا بويا زمان فتح فتوحات حفر قنوات بنا عمارات ده موالك بقى اسطورة فيها فارس الاحلام بقى غنيوة للأطفال عليها تنام، بقى صياد وجنية بقى بحر ومراكبية بقى شهبندر التجار وست الحسن والسحار ولسه شهرزاد بتقول موال الأمل بيطول يا بوى آه يا خللى . طلب استاذ حافظ وأستاذ عبدالحميد اضافة كوبليه يحمل معنى النصر جاى جاى، عدت لعم محمد مكيوى، وقتها كانت مصر تعيش محنة هزيمة 67، نقلت له وجهة نظر الأساتذة، رحب بما قالوا وكتب شاعرنا الكبير يقول: يا بوى النصر موالنا وراس مالنا وان صادف وغاب عنا بحبات العرق هيعود فى يوم موعود ويرجع سيف صلاح الدين بنصر مبين يا بوى آه يا خلى آه». تمت اجازة الاغنية نصا ولحنا وسجلت الاغنية بصوت بدرية السيد التى غنت من قبل «طلعت فوق السطوح انده على طيرى لقيت طيرى بيشرب من قنا غيرى» وهى صوت شعبى جميل وكانت بمثابة صرخة وقتها. أخدت أغنية أخرى فورا بعد هذا العمل اسمها «يا حمامنا يا أبيض والجناح متحنى يرفرف علينا يا أبوالعيون البنى وأحمل بشاير أمل لأحباب صورتهم ساكنه جوه الننى» اخترت البنت التى أحببتها وهى كانت معتمدة قبل منى رغم أنها أصغر منى سنتين هى أم انغام وخالد السيدة امل، وتوالت أعمالى فى اذاعة الاسكندرية. لحنت لكل مطربى الاسكندرية أبرزهم اسامة رؤوف القيدة فى مكتبة اذاعة الاسكندرية اسمها«أين كان الحب» تأليف عبدالمنعم كاسب. رحلة الأخوين سليمان بعد ذلك كبر الحلم بين أفراد العائلة، كان وقتها عماد صغير السن لكن صوته ساحر، ومطرب صغير السن كبير الامكانيات، لأنه كان ينهل من بحر فن والدنا على سليمان الذى دربه على أداء الأعمال القديمة من موشحات وأدوار، كما أن عماد، والكلام لمحمد على سليمان، كان يعشق سمع اذاعة القرآن الكريم، وبالتالى تعلم منها مخارج الألفاظ من خلال أداء كبار المشايخ لأحكام التلاوة. عمل معى فى مسرح تربكو فى محطة الرمل، كان اسمه الطفل المعجزة عماد الدين، ووقتها كان يغنى معنا مع بدرية وأمل زوجتى ووالدة أنغام وخالد أبنائى، واسامة رؤوف لكن عماد رحمه الله كان يحصل على تشجيع كبير، كان يغنى اعمالًا قديمة مثل يا صلاة الزين وموشحات. النقلة الكبرى فجأة وجد محمد على سليمان متعهد الحفلات بالاسكندرية يطلب منه التواجد مع عماد فى حفل بمفرده مع الموسيقين فى بوكلى، فوجئ الاخوان سليمان بوجود المطرب الكبير عبدالحليم حافظ بين الناس. بعد أن استمع «حليم» الى عماد، فوجئ محمد به يقترب منه قائلا «اخوك؟»، رد: أيوة يا أفندم، ثم طلب منه مقابلة عماد، فوجئ ب«حليم» يطلب منهم المشاركة فى حفل الربيع 1973. «حليم» وشارع عماد الدين وصل الاخوان الى القاهرة، اصطحبهما «حليم» الى مسرح جامعة القاهرة للتعرف عليه حيث يقام الحفل، اثناء العودة وجه «حليم» كلامه الى الأخ الأكبر محمد باعتباره ولى امره، متسائلا اسم عماد ايه يا محمد؟ اندهش محمد قائلا له عماد الدين..قال ده اسم شارع، اندهش محمد من الرد، هنا ايقن «حليم» ان هناك سوء فهم حدث، عندما لمح فى ملامح محمد الاندهاش، هنا رد: لدينا فى القاهرة شارع اسمه عماد الدين ووقتها لاول مرة اعرف أن هناك شارعًا بهذا الاسم. بعد مداولات فى وجود المتعهد المعروف عرابى وشحاته ابن خالة «حليم»، اقترح محمد ان يكون اسمه عماد عبد الحليم مقترنا باسم «حليم»، قائلا له: يشرفنا كأسرة، ان ينتمى عماد لاسمك، رد «حليم»: يا شحاته بلغ الاعلام باسم عماد عبدالحليم. تذكرة ذهاب بلا عودة تذكرة ذهاب الى القاهرة بلا عودة، هكذا فكر الشقيق الأكبر محمد فى مستقبل اسرته الفنية، استغل حضوره الى القاهرة من أجل حفل الربيع الذى شارك فيه عماد، وقرر عدم العودة واستمرار رحلة النغم فى القاهرة. عن تلك الفترة قال محمد على سليمان: شفت المر ومر المر، وبعد فترة طلبت من «حليم» العمل فى الفرقة الماسية وبالفعل حدث، عملت مع الفرقة من نهاية 73 حتى رحيل «حليم». وقتها كنت لحنت للإذاعة أغنية لأمل ايضا اسمها «زى مين الحلو الاسمر زى مين يا قلبى قولى زى مين زى ابويا وزى اخويا وزى أهلى الطيبين». ثم شارك عماد فى حفل آخر ل«حليم» بعد الأول مباشرة. يقول محمد على سليمان: موت «حليم» خبر وقع علينا كالصاعقة، ذهبت الى المطار لاستقباله مع عماد، ولما لا وهو صاحب فضل كبير علينا، أثناء الانتظار بالمطار لاستقبال الجثمان فوجئت بالسيده نهلة القدسى رحمها الله زوجة الموسيقار عبد الوهاب، تشير لعماد للذهاب اليها وطلبت منه ان يبلغنى بضرورة الذهاب اليها.اعطتنى شنطة لا اعلم ماذا بها، وخلال مراسم استقبال الجثمان والجنازة، انشغل الجميع فعدت بالشنطة الى منزلى، ومن باب الحفاظ على الامانة قلت انظر ماذا بها حتى اعرف كيف اتصرف فوجئت بكل سلاسل «حليم» الذهبية وساعات اليد وذهبت بها ثانى يوم الى شحاته ابن خال العندليب وسلمته الأمانة. مشوار عماد كبر عماد واصبح شابًا واجتاز لجنة الاستماع التى كانت تضم الموجى والطويل وبدأ عماد يغنى فى الاذاعة والحفلات حيث قدم ما يقرب من 14 ألبومًا غنائيًّا و150 اغنية بين العاطفى والدينى والوطنى كان لمحمد على سليمان نصيب الأسد، الى جانب ملحنين كبار مثل محمد الموجى وحلمى بكر وجمال سلامة. فى السينما قدم افلام كرامتى مع نجوى ابراهيم وعذاب الحب مع مديحة كامل والاخوة الغرباء مع فريد شوقى وشويكار واثار الحكيم وضيف شرف فى فيلم مذبحة الشرفاء مع يحيى شاهين. وقدم فى الدراما مسلسل الضباب، وفى الاذاعة العندليب الأسمر. قام المطرب عماد عبدالحليم بتمثيل عدة أفلام منها كرامتى مع سعيد صالح ونجوى إبراهيم وفيلم عذاب الحب مع مديحة كامل وصلاح نظمى وفاروق الفيشاوى وفيلم الأخوة الغرباء مع فريد شوقى وشويكار وآثار الحكيم وزهرة العلا ووحيد سيف ووجدى العربى وضيف شرف فى فيلم مذبحة الشرفاء بطولة يحيى شاهين فكان نجمه ساطعاً مع امتلاكه صوتاً جميلاً. صوت مصر لم يتوقف محمد على سليمان عند صوت شقيقه الأصغر عماد، لكنه قرر ان يقدم لمصر موهبة اخرى كبيرة، هى ابنته انغام، التى كانت تتذوق الغناء والموسيقى منذ ان كانت جنينًا فى بطن امها حيث كانت تتحرك فى بطنها كلما استمعت الى عود وكمان والدها. وكما كان محمد على سليمان اصغر ملحن معتمد فى تاريخ الاذاعة كانت انغام اصغر مطربة معتمدة فى تاريخ الاذاعة حيث كان عمرها لا يتعدى 15 سنة. و لان الموهبة تحتاج الى العلم قرر الوالد ان ينقل ابنته من الصف الثانى الابتدائى الى معهد الكونسرفتوار، تخصص بيانو، وبعد الاعدادية نقلها الى معهد الموسيقى العربية تخصص عود واضافى بيانو. وهذا يعنى ان تأسيس انغام اعتمد على خطين متوازيين: الاول والدها الذى علمها تقاليد الغناء والثانى العلم من خلال الكونسرفتوار ثم الموسيقى العربية. موسيقار الأجيال وأنغام فى احد ايام الصيف، كان يجلس الموسيقار محمد على سليمان فى منزله بمدينة نصر مع الشاعر الغنائى عزت الجندى رفيق رحلة الغناء والذى كتب لأنغام عددًا هائلًا من الاغانى، فوجئ الموسيقار محمد على سليمان باتصال من موسيقار الاجيال عبد الوهاب، يشيد بأداء أنغام أغنية بسبوسة، طلب ان يتحدث الى انغام واصبح هناك تقليد يقوم به هو الاتصال بنا كل يوم جمعة ليطلب من انغام اداء اغنيتين من اعماله، ويكلفها بحفظ عملين اخرين وظلا على هذا الأمر حتى رحل. تواصل عبد الوهاب، شجع محمد على سليمان أن يطلب منه لحنًا لانغام. له ايضا قصة. جمع محمد على سليمان 20 الف جنيه ورفع سماعة التليفون متحدثا الى موسيقار الاجيال. قائلا: لقد جمعت مبلغًا لا يليق بقيمتك لكنه كل ما املك واريد لحنًا من حضرتك لابنتك أنغام.. ضحك عبدالوهاب قائلا: عاوز تدينى فلوس يا محمد على لحن لابنتى أنغام.. رد محمد: أنا شخصيا احصل على اجر كبير من شركات الانتاج..ضحك عبد الوهاب كثيرا ورد قائلا: سوف اذهب فى رحلتى الصيفية الى سوريا وعند العودة سوف يكون اللحن جاهزًا.. لكن الأجل لم يمنح عبد الوهاب تنفيذ وعده. مات بعد العودة مباشرة، والجميل ان انغام كانت تسير فى مقدمة المشيعين وهى مازالت صغيرة. ألبومات أنغام قدمت أنغام ما يقرب من 25 ألبومًا غنائيا أولها فى الركن البعيد الهادى وكان عمرها لا يتعدى 15 عامًا، الركن البعيد الهادى، أول جواب، لا ليلى لالى، لايق، اتفقنا، ببساطة كده، أنت العالم، إلا أنا، باقولك ايه، شىء ضاع، بتحب مين، وحدانى، ليه سبتها، عمرى معاك، بحبك وحشتينى، أحلام بريئة، نفسى احبك، وآخرها العام الماضى مزح. محمود آخر عنقود المطربين فى العائلة السليمانية هل توقف محمد على سليمان عند عماد وانغام فى دعم اصوات العائلة بالقطع لا.. هناك صوت له شخصية استمدها من شخصية العائلة، لكنه كان اقل حظا من سابقيه هو محمود على سليمان الشقيق الأصغر لمحمد، قدمه محمد فى مناسبة وطنية حضرها الرئيس الأسبق حسنى مبارك ووقتها اشاد به، ثم قدم محمود ألبومًا غنائيًّا مع صوت القاهرة ضم اربعة الحان لمحمد على سليمان، كما غنى مع عمار الشريعى فى مسلسل هارون الرشيد، وقدم دور ذرياب، كما غنى ايضا من ألحان ياسر عبدالرحمن. خالد وغنوة خالد هو الشقيق الأصغر لأنغام وهو موزع موسيقى شارك فى توزيع بعض اعمال والده، وهو يعتمد عليه الان فى تنفيذ اعماله الجديدة. أما غنوة فهى كانت فى بداية طريقها نحو عالم التمثيل لكن القدر لم يمهلها ورحلت وهى فى عمر الزهور. وتركت موهبة كبيرة هو الطفل ياسين الذى ظهر فى العديد من المسلسلات ابرزها زى الشمس كما انه يتمتع بحس موسيقى كبير. شادية وصبحى قدم مع الفنان الكبير محمد صبحى، عدة أعمال أبرزها «رحلة المليون» و«عائلة ونيس» بكافة أجزائها، كما انه يعتز كثيراً بتتر مسلسل «سر الأرض»، الذى قدمه مع ابنته أنغام بصوتها، وحتى الآن يعرض ويذاع ويحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة وقت عرضه، إضافة إلى عملين مسرحيين مهمين مع صبحى، هما «وجهة نظر» و«ماما أمريكا» والأخيرة قدمتها أيضاً «أنغام» بصوتها. ومن المحطات المهمة فى حياته، لقائه مع الفنانة الراحلة شادية، فيتذكر أن أول عمل جمعه بها كان بعنوان «أصالحك بإيه»، وفى ذلك الوقت كان عمره تقريباً 23 سنة، وقتها وضع الحان وموسيقى مسلسل «الضباب» لشقيقه عماد، وحقق المسلسل نجاحاً مبهراً، فوجد صديقًا مشتركًا بينهما يحمل اليه رسالة منها، قائلا الفنانة شادية تريد مقابلته، توقع أن شادية تريد لحناً، فذهب إلى صديقه الشاعر محمد زكى الملاح وجلسا معاً لمدة يوم على الأغنية، وكانت أيضاً هى المرة الأولى التى يكتب فيها «الملاح» لشادية، ثم قام بتسجيلها على شريط كاسيت، وذهب إلى منزل شادية الشهير بالجيزة وسلم الشريط، ثم طلبت شادية مقابلته، ذهب اليها، عندما شاهدته قالت له:«إيه ده انت عيل، أنا كنت فاكرة أن عندك 55 سنة وشعرك أبيض». وتوالت الاعمال بينهما. المطرب محمد على سليمان يتمتع محمد على سليمان بصوت غنائى فريد، فهو مطرب من الدرجة الأولى، دفء صوته يشبعك طربا، وسلطنة، هو فعلا يستحق أن يكون الملحن المطرب أو المطرب الملحن لا تفصل هذا عن ذاك. خاض محمد على سليمان تجربة الغناء فى ثلاثة ألبومات أبرزها ألبوم ولدى التى غناها فيما بعد الشيخ محمد عبدالهادى، كما ظهر فى عدد من الحفلات منها حفل حصول المقاولون العرب على بطولة افريقيا وقدم أغنية سنة حلوة، كما ظهر مع أنغام فى عدد من الحفلات أبرزها أداء أغنية يا طيب، كما غنى فى حفل تأبين شادية فى دار الأوبرا المصرية. الرحبانية والسليمانية تجربة محمد على سليمان مع عماد عبدالحليم ثم أنغام.. فى رأيي تتشابه الى حد ما مع تجربة الرحبانية مع اختلاف الزمان والمكان والامكانيات الفنية التى توافرت للرحبانية،« أوركسترا ودعم من الاعلام والدولة اللبنانية فى ذلك الوقت»، الرحبانية عاصى ومنصور كان صوتهم فيروز، والسليمانية كان صوتها عماد وأنغام. محمد على سليمان يرى أن هناك تطابقًا فى التكوين الفنى للعمل لكن الرحبانية كان عندهم ميزة أحدهم شاعر والآخر ملحن عملا كوحدة واحده، تطابقت الموهبة، كان لديهما صوت ساحر هو فيروز، صوت يمتلك الشجاعة، واثق من نفسه، الترانيم الكنائسية جعلت لديها أرضية وخلفية مع أحساسها الشرقى بالغ الجمال، فقدموا نوعًا من الغناء الشرقى المتفرد، لا يشبههم أحد. السليمانية ما وفر لنا من امكانيات جعلتنا نتصدر فى مصر، والآن أنغام تتصدر الغناء فى عالمنا العربى بدون مجاملة، حاولت أن أصنع تلك التجربة كاملة لكن هناك بعض الزوابع زرعها البعض فى طريقنا لعدم اكتمال التجربة، التى كنت أتمنى استمرارها بنفس الفكر الذى رسمته لها منذ البداية، لكننى أرى أن اعتلاء أنغام لقمة الغناء فى عالمنا العربى منذ سنوات طويلة وحتى الآن هو تتويج لرحلة السليمانية.