«الداخلية» تسمح ل21 مواطنًا بالتجنس بجنسيات أجنبية    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    الرئيس السيسي يشهد افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية    جولة تفقدية لمسؤولي المدن الجديدة لمتابعة مشروعات رفع الكفاءة والتطوير    المشاط تُغادر إلى السعودية للمشاركة في اجتماع منتدى الاقتصادي العالمي    ما آخر موعد لمبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب    اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين بجامعة واشنطن    إسرائيل تقصف أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان    روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني    اليوم.. الزمالك في مهمة محفوفة بالمخاطر أمام دريمز في غانا    عاجل.. سر إنقلاب محمد صلاح على يورجن كلوب أمام الملايين (القصة الكاملة)    مصرع شخص وإصابة 23 آخرين في حادث تصادم بصحراوي أسوان    مطروح تستعد لامتحانات الترم الثاني.. غرف عمليات ومراعاة مواصفات الأسئلة    دور الصناعات الثقافية والإبداعية في دعم الاقتصاد.. أولى جلسات مؤتمر النشر بأبوظبي    الجزار: مسئولو المدن الجديدة في جولات موسعة لمتابعة مشروعات رفع الكفاءة والتطوير والنظافة    روسيا تعلن تدمير 17 مسيرة أوكرانية    صباحك أوروبي.. دعم صلاح.. معجزة ليفركوزن.. وميلان يتفق مع لوبيتيجي    العودة في نفس اليوم.. تفاصيل قيام رحلة اليوم الواحد للاحتفال بشم النسيم    حصول 4 برامج ب«آداب القاهرة» على الاعتماد من هيئة الجودة    42 عاما على تحريرها تنمية سيناء رد الجميل لشهداء الوطن    كولر يجهز حسين الشحات لنهائي أفريقيا فى مباريات الأهلي بالدوري    انطلاق دورة دراسات الجدوى وخطط الصيانة ضمن البرنامج التدريبي للقيادات المحلية    أغصان على شكل صلبان وورود.. الآلاف من الأقباط يحتفلون ب«أحد الشعانين» في كنائس المنيا (صور)    غدا.. «بلينكن» يزور السعودية لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن    بعد اتهامها بالزنا.. عبير الشرقاوى تدافع عن ميار الببلاوى وتهاجم محمد أبو بكر    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : شكرا سيدى على الدعوة00!؟    النسوية الإسلامية (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ): فى القرآن.. الناس يسألون النبى! "91"    نصائح هامة لتنظيم ساعات النوم مع التوقيت الصيفي    تحرير 7 محاضر مخالفة ضد أصحاب مخابز بالأقصر    خلال شهر مايو .. الأوبرا تحتفل بالربيع وعيد العمال على مختلف المسارح    تزامنًا مع قضية طفل شبرا.. الأزهر يحذر من مخاطر Dark Web    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    انتوا بتكسبوا بالحكام .. حسام غالي يوجّه رسالة ل كوبر    عاجل.. مدحت شلبي يفجر مفاجأة عن انتقال صلاح لهذا الفريق    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    لا بديل آخر.. الصحة تبرر إنفاق 35 مليار جنيه على مشروع التأمين الصحي بالمرحلة الأولى    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    مصرع 5 أشخاص وإصابة 33 آخرين في إعصار بالصين    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    آمال ماهر ل فيتو: مدرسة السهل الممتنع موهبة ربانية ومتمرسة عليها منذ الطفولة    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    تملي معاك.. أفضل أغنية في القرن ال21 بشمال أفريقيا والوطن العربي    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار استقالة بابا الفاتيكان

أثارت استقالة بابا روما «بنديكتوس السادس عشر» ردود افعال دولية وعالمية هائلة، فالقرار فاجأ الجميع، بما في ذلك مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب «فيديريكو لومباردي»،
وعميد مجمع الكرادلة الكاردينال أنجلو سودانو، وانقسمت الآراء بين مؤيد ومرحب، وبين رافض ومصدوم، واعتقد كثيرون أنها المرة الأولى التى يتنحى فيها «الحبر الأكبر» لكن الحقيقة انه قد سبقه أربع حالات مؤكدة لاتخاذ هذا القرار، أشهرها تخلي البابا سلستينوس الخامس في عام 1294، وهذا التخلي هو الأشهر تاريخيا لأن دانتي يتحدث عنه في «الكوميديا الإلهية». أما الحالات الأخرى المؤكدة تاريخيًا فهي: البابا بنديكتوس التاسع 1045، البابا غريغوريوس السادس عام (1046) والبابا غريغوريوس الثاني عشر عام «1415» إلا إنها المرة الأولى التى يستقيل فيها.. البابا فى التاريخ المعاصر، إلا ان اسئلة عديدة رافقت إعلانه الاستقالة، منها لماذا اعتزل البابا خدمته كأسقف روما وخليفة بطرس؟ هل يحق له كنسيًا القيام بذلك؟ هل هذه سابقة تاريخية أم هناك من سبق بنديكتوس السادس عشر على ذلك؟ أين سيقيم البابا؟
ولعل ما قالته المتخصصة في شئون الفاتيكان فى روما «انجيلا امبورغيتي» جاء تلخيصا للحدث، فقد قالت إن نبأ استقالة البابا فاجأ الجميع حتى وإن ظهرت إشارات خلال الأشهر الماضية تتعلق بتحضيرات للبابا لإنهاء مدته، لكن الكل اعتقد أن الأمر لا يتجاوز تحضيرات ما بعد رحيله الطبيعي، لكنه في النهاية فاجأ بنديكتوس السادس عشر الجميع بهذه الخطوة، رغم أنه سبق ومهد لهذا منذ فترة حين قال « إني لن أتخل عن الكنيسة في لحظة صعبة، لكن إن شعرت بعدم قدرتي على قيادتها فسأستقيل، وعندما شعر فى هذه اللحظة بعدم قدرته على الاستمرار لأسباب جسدية، حيث بات يستخدم منصة خاصة للتنقل داخل كنيسة القديس بطرس وفي أماكن أخرى، وبات من الواضح أن أسبابا روحية وجسدية وراء الاستقالة، فسنه الكبير تسبب له في بعض المشكلات خاصة وأن البابا يجب أن يتمتع بذهن متقد رغم سنوات عمره ال86 .
ومن يرصد إعلان بنديكتوس السادس عشر لقرار تنحيه، يجد أنه أعلن القرار فى جدية واقتضاب، وقال إن القرار لم يأت فجأة، بل نتيجة لفحص ضمير فقال: «لقد فحصت ضميري أمام الله مرارًا وتكرارًا، وتوصلت إلى اليقين بأن قواي، بسبب تقدمي في السن، لم تعد مناسبةً للقيام بشكل مناسب بالخدمة البطرسية».، وإذا ما تمت مقارنة عمر بنديكتوس، بوضع يوحنا بولس الثاني، نجد تشابها، فقد كان يوحنا مريضًا، مرهقًا، لكنه كان مقتنعًا بأنه لا يجب النزول عن الصليب، إلا أن بنديكتوس له رؤية أخرى، فالكنائس فى نظره تشهد تحولات سريعة ومسائل كبيرة وَقعُها كبير على حياة الإيمان، بحاجة لزخم ملموس جسدي ونفسي، وهو ما أصبح لا يتلاءم مع قوته التى تضاءلت في الأشهر الأخيرة، ومن هنا يرحب البعض بقراره ويعتبره قرارا شجاعا حبًا للكنيسة لا خوفًا من المهام المترتبة الملقاة عليه، فقط رأى إن لم يعد مناسبا للقيام بالنشاط الموكول إليه، وهو ما أكده شقيقه، الذى قال انه صحته لم تعد تساعده كثيرا.
كما ان بنديكتوس لم يتنح بسبب المشكلات التى تواجهها الكنيسة من فضائح جنسية أو فضيحة تسرب وثائق الفاتيكان، وهو ما أكدته وترى أنجيلا امبورغيتى وفقا لما قالته من تصريحات، حيث أكدت أن المشكلات الفضائح الجنسية التى لاحقت الكنائس الأوروبية مؤخرا، ليس لها تأثير على قرار الاستقالة، لأن البابا من وجهة نظرها رغب في حل تلك المشكلات، فعلى سبيل المثال في مشكلة التحرش الجنسي بالأطفال تجتمع الآن المجالس الأسقفية حول العالم لوضع ضوابط ومبادئ توجيهية لحل تلك المشكلة والأمر نفسه ينطبق على فضيحة التسريبات المتعلقه بأسرار وثائق الفاتيكان، بل إن البعض ذهب بأن البابا أرجأ قرار استقالته التي كانت مقررة قبل فترة من أجل إنهاء قضية تسريبات وثائق الفاتيكان.
ويتساءل البعض عن مدى أحقية البابا فى التنحى، والإجابة تؤكد أنه من حقه التنحي عن منصبه، وهذا أمر ينص عليه القانون الكنسي فى المواد 331 – 335 التى تتحدث عن الحبر الأعظم، والسلطة العظمى في الكنيسة. وتنص المادة 332 البند الثاني على «إذا حدث أن تخلّى الحبر الروماني عن منصبه، يلزم لصحّة التخلّي أن يتمّ بحرّية ويُعلَن عنه كما يجب، لكن لا يلزم أن يقبله أحد».
لقد شهدت فترة وجود بنديكتوس فى البابوية مواقف تحسب له ولن تنسى، فرغم بلوغة 78 عاما يوم انتخابه فقد خرج للقاء شعبه مع اختلاف إيمانهم في سائر أنحاء العالم، كما زار المهددين دينيا، اليهود، والمسلمين والمسيحيين في الشرق الأوسط الذي تمزقه الحرب. وزار الفقراء في أفريقيا وشارك في لقاء الشبيبه العالمي الذين تجمعوا للالتقاء به في استراليا، ألمانيا، وإسبانيا والبرازيل، وزار واشنطن ونيويورك عام 2008، وكثيرا ما كان يشير في خطاباته الى قيمة «الحقيقة الازلية»، وكثيرا ما تكلم عن المساواة بين الأمم في رسائله عن السلام، ومنشوراته البابوية، ودافع عن فكرة توزيع موارد العالم بشكل أكثر عدلا، ودعا إلى احترام خليقة الله في طبيعتها.
وسيقضى بنديكتوس ما تبقى له فى الحياة فى هدوء، ووفقا لما أوضحه مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، الأب «فيديريكو لومباردي» أن بنديكتوس سينتقل أولاً إلى قصر غاندولفو، ثم إلى دير راهبات «حبيسات» في الفاتيكان، وهو دير يخضع الآن لأعمال الترميم، وفور الانتهاء منه سينتقل إليه بنديكتوس، ويجب ان يتم ملء كرسى البابوية بعد 15 يوما من استقالة البابا أو وفاته، وانتخاب خليفته ويمكن أن تمتد المدة إلى عشرين يومًا، لا أكثر، وفي هذه الأثناء يتوقف عمل الكرسي الرسولي حتى انتخاب البابا الجديد، وعندما يُنتخب البابا الجديد، أمامه ثلاثة أشهر لتثبيت الكرادلة في مناصبهم الإدارية إن أراد، و يتعهّد الكرادلة بتصريف أمور الكنيسة الجارية، ويقوم بانتخاب البابا 120كاردينالا (من هم دون سن الثمانين). حالما يتم استدعاؤهم، عليهم أن يتركوا جميع أعمالهم ويتوجّهوا إلى روما، ويقيموا في روما بنزل القديسة مرتا، وهو نزل حديث أمر البابا يوحنا بولس الثاني ببنائه بين عامي 1993 و 1996.
وحتى يصبح أحد الكرادلة بابا، يجب أن يحصل على ثلثي الأصوات، بالإضافة إلى صوت إن كان عدد الكرادلة المقترعين لا يقبل القسمة على ثلاثة. يستمر التصويت بوتيرة جلستين صباحا وجلستين مساءً، إلى حين الوصول إلى عدد الأصوات المطلوب، وفي نهاية كل جلستين، تقوم لجنة الفرز بحرق الأوراق أمام الجميع، في مدفأة موضوعة في الكنيسة، وبحرق أي ملاحظات كتبها الكرادلة أثناء الجلسة، وإن لم يتم انتخاب البابا، توضع مع الأوراق مادة كيماوية تُخرج دخانًا أسود، ليفهم مَن هم في الخارج أن الانتخاب لم يتم بعد.
وإن مرّت ثلاثة أيام تصويتا (أي بعد 10 جلسات) دون أن يصل الكرادلة إلى نتيجة، يمضون يومًا كاملاً دون تصويت، يصلّون فيه بصمت ويتشاورون ويستمعون من أحدهم إلى عظة صغيرة. ثم يعودون إلى التصويت لسبع جلسات، ثم يتوقفون يومًا كاملاً ثم يعودون وهكذا يتواصل الأمر حتى يتم التوصل إلى اختيار البابا، ومن المرجح أنه سيأتي بابا آخر من أوروبا، وينتظر العالم ماذا سيحدث فى الفترة من 28 الشهر الجارى وحتى 1 مارس المقبل، لاختيار البابا الجديد.
أغضب الأزهر وتسبب في تجميد حوار الأديان
«الإسلام لم يأت إلا بما هو شرير وغير إنساني» ذلك ما ادعاه بابا الفاتيكان بنديكتوس الثاني في محاضرة بألمانيا في سبتمبر من عام 2006، وتطرق بنديكتوس خلال المحاضرة التي كانت بعنوان «العقل والإيمان في التقاليد المسيحية والحاضر المسيحي»، إلى موضوع «آيات القتال» في القرآن، مدعيا أن الإسلام انتشر بحد السيف، وهو الأمر الذي أثار احتجاجات عنيفة في أنحاء العالم، حيث اندلعت مظاهرات في عدد من الدول ذات الغالبية الإسلامية تطالب البابا بالاعتذار. وحاول بنديكتوس احتواء الموقف، حيث التقى بعد أيام من المحاضرة مع 17 سفيرا من سفراء الدول الإسلامية المعتمدين لدى الفاتيكان، وألقى خطابا أبدى فيه أسفه من تداعيات الموقف، وأكد الجوانب المشتركة بين المسيحية والإسلام. ولم تتوقف تصريحات بنديكتوس عند هذا الحد ، ففي عام 2010، طالب البابا الدول الإسلامية بمنح الأقليات غير المسلمة المقيمة بها الحرية الدينية المطلقة، مستنكرا فرض كثير من الدول الإسلامية كثيرا من القيود على ممارسة الأقليات غير المسلمة لشعائر مللهم.
ووصلت علاقات بنديكتوس بالعالم الإسلامي إلى الحد الذي دفع الأزهر في يناير من عام 2011 إلى الإعلان عن قطع علاقاته مع الفاتيكان. وأوضح علي عبد الدايم الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر قرر تجميد الحوار مع الفاتيكان لأجل غير مسمى بسبب تعرض البابا بنديكتوس السادس عشر للإسلام بشكل متكرر. وأشار «عبدالدايم» إلى اتخاذ القرار بعد اجتماع طارئ لمجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، وجاء بعد تكرار تعرض البابا للإسلام بشكل سلبي وادعائه بأن المسلمين يضطهدون الآخرين الذين يعيشون معهم في الشرق الأوسط.
ويفسر خبراء الاستقالة الطوعية لبنديكتوس السادس عشر إلى أمور كثيرة تشمل نمو السكان المسلمين في أوروبا، خاصة أن السكرتير الخاص للبابا بنديكتوس حذر مما وصفه بأسلمة أوروبا، مشددا على ضروروة عدم تجاهل الجذور المسيحية للقارة. واعتبر جيورج جاينزفاين السكرتير الخاص للبابا أنه يتعين على أوروبا ألا تتجاهل المساعي الرامية الى ادخال القيم الاسلامية في الغرب وهو ما يمكن أن يهدد حتى هوية القارة على حد قوله. وقال في مقابلة مع مجلة «زودويتشه تسايتونج» الالمانية «الخطر الذي يهدد هوية اوروبا يجب ألا يتم تجاهله بمبررات مثل الاحترام القائم على مفاهيم خاطئة». ودافع جاينزفاين عن كلمة البابا العام الماضي التي ادعى فيها انتشار الاسلام بالعنف.
كما ادت تصريحات البابا إلى توتر العلاقات مع الطوائف المسيحية ، فقد اعتبر أن الطوائف المسيحية خارج الكاثوليكية ليست كنائس مكتملة الأركان تابعة للمسيح، وهو ما أثار استياء المسيحيين حول العالم. وانتقد البابا الراحل شنودة الثالث، رئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بنديكتوس بسبب وثيقة تؤكد أولية العقيدة الكاثوليكية على عقيدة الطوائف المسيحية الأخرى.
ورغم أن البابا أرجع استقالته إلى تقدمه في العمر وتراجع قواه، إلا أن بعض الخبراء يرون أن الغالبية الايطالية في إدارة الفاتيكان قبلت البابا بنديكتوس السادس عشر بنوع من البرودة، ما كان يجعله يواجه إجهادا نفسيا. ولم يسعد نبأ انتخاب بنديكتوس السادس عشر الرأي العام الدولي. وتذكر الصحفيون فورا بعض المشاهد الحساسة من سيرة حياته والتحاقه عام 1941 بمنظمة الشباب الهتلرية «هتلر يوغند» ، رغم أنه فر من الجيش الالماني عام 1945 وسلم نفسه إلى الحلفاء لدى اقتراب قواتهم من برلين. ويفسر خبراء الاستقالة إلى الانخفاض المطرد لنفوذ الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا الغربية.
ومهدت الاستقالة الدرامية وغير المتوقعة الطريق أمام اختيار خليفة لبابا. وينتظر البابا الجديد الكثير من القضايا المثيرة للجدل داخل الكنيسة التي شهدتها فترة بنديكتوس والتي تشمل الانتهاكات الجنسية التي تورط فيها رجال الدين. ويتهم ضحايا الانتهاكات الجنسية البابا بالتورط في مؤامرة للتغطية على آلاف الحالات التي جرى الكشف عنها خلال السنوات الثلاث الماضية، أو أنه فشل في تغيير المبادئ الرجعية في الكنيسة التي تطالب بإخفاء الفضائح. وتتصاعد المخاوف من أن تؤدي استقالة البابا إلى إثارة الشقاق داخل الكنيسة.

تل أبيب تشن حرباً مبكرة ضد البابا الجديد
إسرائيل مرعوبة من المرشح الهندوراسي وتلوح ب«كندوم» الغاني
اهتمت الصحافة الاسرائيلية بشكل كبير بخبر قرار تنحى بابا الفاتيكان عن كرسيه فنقلت صحيفة هآ ارتس عن كبير حاخامات إسرائيل الحاخام يونا متسجير إشادته بجهود بابا الفاتيكان بخصوص حوار الاديان متمنيا له صحة جيدة.
وأضاف «متسجير» أن العلاقات بين الحاخامية والكنيسة اليهودية والمسيحية أصبحت تحت سلطته أوثق ما أدى الى خفض الأعمال المعادية للسامية في العالم».
وقالت صحيفة معاريف الاسرائيلية اليمينية أنه لاول مرة منذ عام 1415 يعلن البابا عن قراره التنحي عن الكرسي وأن مليار كاثوليكي قد اصيبوا امس بدهشة عقب إعلان قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر البالغ من العمر السادسة والثمانين قراره اعتزال الكرسي الرسولي. وأضافت أن اثنين من الكرادلة الافريقيين مرشحان لخلافة بابا الفاتيكان المستقيل.
وأضافت معاريف أن من ابرز المرشحين لخلافة البابا هو الكاردينال بيتير توركسان من غانا, المعروف بمعارضه في استعمال الكندوم أي العازل الذكري والكاردينال «اوسكار رودريجيز» من هندوراس ، وأكدت الصحيفة أن هناك تخوفات فى اسرائيل من تولى اوسكار رودريجيز الهندوراسى الذي كان قد اتهم اليهود بالوقوف وراء الكشف عما يعرف بفضيحة التحرش الجنسي بالاطفال في الكنيسة الكاثوليكية.
والجدير بالذكر أن بابا الفاتيكان كان يعرف بعلاقته الوثيقة بإسرائيل فقد نالت زيارته لاسرائيل فى مايو 2009 انتقادات كبيرة من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حيث اعتبرتها «مجاملة للاحتلال» وتناسى لجراحات القدس مجددة مطالبتها له بالاعتذار للمسلمين بعد الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأضافت حركة الجهاد الإسلامي أن مجاملة اليهود ونفاق الصهيونية سيؤسس لحالة من انعدام الثقة ولن يسهم على الإطلاق في تعزيز العلاقة بين الإسلام والكنيسة الغربية بل يعيدنا إلى الوراء ويستحضر العداوات والنعرات الصليبية التي يتنادى لها رجال المسيحية الصهيونية والبروتستانتية وهو ما لا ينسجم مع رداء السلام الذي يتقدم البابا لارتدائه اليوم».
وأشارت إلى تصريحات بابا الفاتيكان المسيئة للإسلام ولنبيه محمد صلى الله عليه وسلم والتي شكلت استفزازاً كبيراً لمشاعر العرب والمسلمين ولم يقدم بعدها اعتذاراً صريحا ورسمياً عن تلك التصريحات» الأمر الذي لا يبعث الثقة في نوايا الكنيسة الغربية وعلاقاتها مع المسلمين».
واستهجن الفلسطينيون تصريحات بابا الفاتيكان خلال زيارته للأردن والتي رفعت حدة الغضب عندما تجاهل مشاعر المسلمين وتحدث عن مصالحة تاريخية ودينية بين المسيحيين واليهود مستدلاً بحج المسيحيين إلى البلاد المقدسة التي يتناسى بابا الفاتيكان أنها بلاد محتلة ومغتصبة وأن الوجود الصهيوني عليها هو وجود باطل أشعل حروباً وأوقع آلاف الضحايا وأصبح يشكل تهديداً للأماكن المقدسة بفعل جرائم التطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال وحربه على المقدسات بهدف تهويدها»، حسب البيان.
واتهم الفلسطينيون البابا بتجاهل محاولات اليهود الصهاينة لسرقة الأماكن المسيحية المقدسة والاعتداء عليها، أو أن أذنه لم تسمع بهدير الجرافات وهي تهدم بيوت المقدسيين من المسلمين والمسيحيين الذين يتحدون في مواجهة غول التهويد والاستيطان الصهيوني، أو أن هذا كله لم يعد يهم الكنيسة الغربية في سبيل كسب وُدّ اليهود الصهاينة ومجاملتهم على حساب حقوق الشعب الفلسطيني التي اغتصبت بفعل التواطؤ الأمريكي والغربي؟».
- وطالب الفلسطينيون بابا الفاتيكان «بالاعتذار عما بدر منه من إساءة للإسلام ولرسالته السمحاء ولنبيه العظيم محمد صلوات الله عليه وعلى جميع إخوانه الأنبياء»، كما طالبته بأن «يقول موقفاً ينسجم مع توجهات العالم الحر تجاه ما يحدث من ظلم وحصار واضطهاد للشعب الفلسطيني بفعل سياسات وعدوان الاحتلال العنصري».
وفى تلك الاثناء انتقدت ايضا حركة المقاومة الإسلامية «حماس» زيارة زعيم الفاتيكان «لإسرائيل»، مؤكدةً أنها تجمل صورة الاحتلال.
حيث أعربت الحركة عن استغرابها لتسويق البابا لحل الدولتين مشددةً على أن ذلك يعني تأييد قيام دولة يهودية عنصرية.
ودعا زعيم الفاتيكان، في كلمة له عقب وصوله إلى «إسرائيل»، إلى ما وصفه بمصالحة بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين تسمح لكل منهم بالعيش بسلام.
وقال في خطاب ألقاه في مطار «بن جوريون» قرب تل أبيب: «أدعو مع كل المسئولين إلى دراسة كل طريق ممكن باتجاه تسوية عادلة للصعوبات الكبيرة، ليتمكن شعبان من العيش بسلام كل في بلده، داخل حدود آمنة ومعترف بها دوليًا»، وذلك في إشارة ضمنية إلى حل الدولتين لكنه لم يذكر صراحة «الدولة الفلسطينية» إلى جانب «الدولة العبرية».
واعتبر الفلسطينيون تعاطف زعيم الفاتيكان مع عائلة الجندي الصهيوني المختطف لدى المقاومة جلعاد شاليط «هو تعاطف في غير محله لما فيه من تجاهل لمعاناة 12 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال يمارس بحقهم كافة أشكال الظلم والقهر والتعذيب والحرمان».
وأكدوا أن زيارة بنديكتوس السادس عشر لإسرائيل «تحديدا بعد ارتكابه مجزرة ومحرقة بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة، واستخدامه أسلحة الدمار الشامل والمحرمة دوليا في قتل الأطفال وقصف المساجد والكنائس ودور العبادة ستجمل من صورة الاحتلال وستضعف من فرص ملاحقة قيادته كمجرمي حرب ارتكبوا مجازر ومحارق بحق الشعب الفلسطيني تحت سمع وبصر العالم أجمع».
كما أثارت تصريحات بابا الفاتيكان حول ضرورة الاعتراف بالمحرقة الصهيونية المزعومة مشاعر الفلسطينيين وطالبوه بأن يقوم بزيارة غزة والاطلاع على الهولوكوست الحقيقي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
كما طالبوه بالاعتذار عن تصريحاته المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عام 2006 .
كاردينال نيجيرى مرشح لخلافة بابا الفاتيكان
ذكرت صحيفة «فانجارد» النيجيرية أن الكاردينال النيجيري فرانسيس ارينزي ضمن المرشحين لخلافة بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر الذي قرر أمس الاستقالة من منصبه نهاية هذه الشهر لأسباب وصفت بالصحية.
وأشارت الصحيفة الي أن الكاردينال النيجيري ، في حال فوزه بهذا المنصب الرفيع، سيكون أول أفريقي يترأس الكنيسة الكاثوليكية في 1500 عام.
وكان البابا بنديكتوس، الألمانى الجنسية، قد تولى رئاسة الكنيسة الكاثوليكية في عام 2005 بعد وفاة البابا يوحنا بولس الثاني، وكان اسمه آنذاك الكاردينال جوزيف راتزينجر ويبلغ من العمر 78 سنة .
مسمار « سلستينو» يدق رأس البابوية
أثار إعلان البابا بنديكتوس السادس عشر عن تقديم استقالته ردود أفعال فى كافة الاوساط السياسية والدينية لأنها واقعة لم تحدث سوى مرة واحدة وتعرض البابا عندئذ للقتل بدق مسمار فى رأسه كما جاءت فى تقرير بثه موقع قناة العربية انه قبل 7 قرون حدث زلزال كبير في الفاتيكان، وهو قيام أحد البابوات بتقديم استقالته فجأة، وهو ما لم يفعله سواه، لا قبله ولا بعده، السبب في الزلزال أن البابا، وهي كلمة مستمدة من اليونانية وتعني الأب، هو بالمفهوم الكنسي معصوم عن الخطأ، وهو أيضاً نائب المسيح وخليفة القديس بطرس ورئيس الفاتيكان وخادم سدنة الرب وبطريرك الغرب وأسقف روما، ومنصبه مقرر من المسيح سلفاً.
لكن سلستينو الخامس فعلها بعد انتخابه في يوليو 1284 بحوالي 6 أشهر واستقال «لاكتشافه أمراء وعناصر كنسيين يتآمرون على حياته»، وفق رواية رسمية للفاتيكان، لم تقنع أحداً ولم تشف غضب معاصريه، أو تخفف مما ألم بهم من سخط واستغراب، طبقاً لما راجعته «العربية.نت» عن تاريخ البابا المستقيل.
وبين الساخطين عليه هو معاصره ذلك الزمان، شاعر إيطاليا الأكبر دانتي ألليغيري، والذي وضعه بين سكان الجحيم في ملحمته «جحيم دانتي» لشدة ما اغتاظ من استقالته التي خيبت الآمال وهزت الإيمان، ودفعت به هو نفسه لأن يعيش بعد الاستقالة منعزلاً «حتى وفاته بالتهاب في منتصف 1296 وحيداً»، بحسب ما يكتبون.
لكن باحثيْن لاهوتيين، من مسقط رأسه في مدينة «كيلا» الإيطالية، اكتشفا قبل 15 سنة ما يناقض الرواية الرسمية تماماً، حين أجريا فحصاً بأشعة أكس وغيرها على جمجمة الرجل الذي تم تطويبه قديساً بعد 17 سنة من وفاته.
عثروا في جمجمته على ثقب «اتضح من الاختبارات أنه من مسمار، أو ما شابه، دقه مجهول في رأسه»، وفق ما شرحه الباحثان، الأب دي ماتيس والأب كيرينو سالوموني، رئيس مركز الدراسات اللاهوتية في المدينة.
وقال الباحثان في كتاب ضخم أصدراه بعنوان «الاستقالة المزعومة» إن سلستينو الخامس لم يعش منعزلاً في صومعة بعد استقالته «بل قتل بمسمار دقه أحدهم في جبينه وهو نائم داخل سجن انفرادي زجه فيه بونيفاسيو الثالث عشر، المسؤول الأول عن الاستقالة».
ولم يكن بونيفاسيو الثالث عشر سوى من انتخبوه خليفة للبابا المستقيل، والشهير بنظرية غريبة تقول إن منصب البابوية هو «قوة كونية منذ الأزل»، وإن من يمس أملاك الكنيسة «يجب تدميره على الأرض، كما في السماء» كما قال.
ولأنه كان من أصحاب هذا الاعتقاد اقتحمت بلدة «أنياني» الإيطالية قوة من الجيش الفرنسي حين كان هناك، وزجته في السجن 3 أيام، ومن بعدها نقلوه إلى سجن في روما، ووراء قضبان زنزانة انفرادية مات بعمر 86 سنة منذ 7 قرون، ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم لم يحمل أي بابا اسم سلستينو أبداً، ومن الصعب أن يحمله أي بابا في المستقبل أيضاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.