تنظم مكتبة الإسكندرية في الفترة من 17 فبراير إلى 24 مارس 2013 سلسلة من الندوات التثقيفية باللغة العربية تحت عنوان "الاتجاهات الجديدة في الطاقة النووية والمتجددة، وتطبيقاتها في مصر". تهدف الندوات إلى نشر الوعي الجماهيري لأهمية إيجاد مصادر بديلة للطاقة، ليس فقط بغرض مجابهة فناء مصادر الطاقة الحالية ولكن أيضا بغرض استنباط وسائل حديثة غير ملوثة للبيئة. وتتناول الندوات عدة محاور يحاضر فيها نخبة من خبراء الطاقة الدوليين في مصر، ويعقب كل ندوة جلسة حوارية مع المحاضر للاستفسار عن المزيد في المجال. وتوضح محاضرة يوم الأحد الموافق 17 فبراير الدور التنموي الذي يمكن أن تلعبه الطاقة النووية في بناء مصر. ويحاضر فيها الدكتور محمد حسن أستاذ مساعد الهندسة النووية والإشعاعية بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، والمستشار السابق لمدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة بالمملكة العربية السعودية، ونائب العميد للشئون الأكاديمية السابق بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، والدكتور محمد حسن العديد من المؤلفات والأبحاث والمشاركات الدولية في هذا المجال. وتبين المحاضرة أنه مع وجود 437 مفاعلا نوويا في ثلاثين دولة متقدمة ونامية، وكذلك 67 مفاعلا تحت الإنشاء، صارت الطاقة النووية واقعًا عالميًا يساهم بدرجة واضحة في توفير الطاقة الكهربائية ومستوى مقبول من الحياة الكريمة لملايين من البشر في بدايات القرن الواحد والعشرين. ومع لجوء العالم للاعتماد على مصادر طاقة مختلفة لتوليد الطاقة الكهربائية في مزيج للطاقة يوظف كل طاقة في الإطار المناسب لها، أظهرت الطاقة النووية تكلفة منخفضة للطاقة الكهربائية المتولدة وأعلى اعتمادية لمحطات الطاقة، وتجنبا لكميات كبيرة من الملوثات الناشئة عن محطات الطاقة التقليدية، وذلك في الدول التي اعتمدت بدرجة كبيرة على الطاقة النووية. وتشير المحاضرة إلى أن مصر أدركت منذ الخمسينيات أهمية الطاقة النووية ودورها التنموي، وساهمت قمم مصرية من العلماء والباحثين في المؤتمرات الدولية الأولى للطاقة النووية وتمكنت من إعداد أجيال من المتخصصين الذين أثبتوا قدراتهم في مصر والعالم العربي والغربي على حد سواء. امتد البرنامج النووي على مدى ستين عاما ودعمته قيادات مصرية مختلفة وساهمت في دراساته العديد من الهيئات والجهات الحكومية وأيده العديد من المثقفين والخبراء كما راجعته بيوت خبرة عالمية. وتوضح المحاضرة أن الطاقة النووية تلعب دورًا كبيرًا في دفع مجالات التنمية، حيث تعتبر الطاقة النووية من مصادر الطاقة الكثيفة الاستخدام للأيدي العاملة وبالذات في مرحلة الإنشاء، كما تؤدي إلى إدخال تقنيات متقدمة في مجالات عدة مثل إدارة المشروعات والإنشاءات المدنية وتطبيقات المواد الهندسية والتحكم الآلي وأجهزة القياس. وظهر ذلك جليًا في تجربة كوريا الجنوبية والصين والأرجنتين على سبيل المثال. وتبين المحاضرة أنه لما كان لمصر خبرة قوية وتجربة نجاح تجلت عند إنشاء المفاعل النووي البحثي الثاني في التسعينيات وذلك عندما شاركت الكوادر المصرية في التصميم والإنشاء واضطلعت بالمسئولية الكاملة في عملية التشغيل، فإن إقدام مصر على إحياء برنامجها النووي سوف يكون مثالا آخر لنجاح الكوادر المصرية في توطين التقنية الحديثة لتوفير مستوى حياة أفضل للمصريين. وتتناول الندوة محاور أخرى للطاقة الجديدة والمتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمياه والطاقة الحيوية. هذا ويتخلل الندوات مشاركة مسجلة من العالم المصري الدكتور محمد الشرقاوي؛ أستاذ الهندسة الكهربية بجامعة واشنطن بالولايات المتحدة، يتحدث فيها عن نظم الشبكات الذكية ودورها في الربط بين مصادر الطاقة الكهربية المختلفة. هذا وتتزامن الندوات مع عرض للكتب المتعلقة بموضوع الندوات داخل بهو المكتبة الرئيسية.