آه يا ابن البرطوش أول ما استمعت إليها كان فى فيلم إسماعيل يس فى الأسطول البحرى واعتبرتها شتيمة مؤدبة بديلاً لابن الك... وعندما التحقت بالبحرية لقضاء فترة التجنيد الإلزامى ووجدت مصطلحات عجيبة فالمطعم يسمى الوجاق، والمكنسة يطلق عليها الاشتكبة، واللمبة كما يتعارف عليها البعض البرادوس، والشرشوبة فهى -والعياذ بالله- البلباص، وقد أوقعنا هذا المسمى فى مشاكل لا حصر لها ففى اليوم الأول من المكوث على المدمرة رفع الشاويش صوته عالياً بلبص كويس يا عسكرى فرد العسكرى انت صول قليل الأدب وابن... فاندهش الصول من الرد البجح لأن الكلمة لا تعنى له تفسيراً غير معناها فى إجادة التنظيف وأوشك الطرفان على الاشتباك يدويا لكن الصول تراجع قليلاً عندما رأى احمرار الأعين والشرر يتطاير منهما، وفهم أن مدلول اللفظ ربما جانبه الصواب، فقال له اركن على جنب يا بنى وكفاية (بلبصة) وألفاظ أخرى لا يحضرنى اسمها أو معناها الآن وقلت لا بد وأن البرطوش يختبئ وسط هذه الألفاظ خاصة أن المدمرة التى مثل عليها الشاويش عطية وإسماعيل يس لم تكن منى ببعيد، وانتظرت حتى نهاية خدمتى لكى أسمع للكلمة لكنى لم أعثر على البرطوش أو أسمعه وظل اللفظ عالقاً فى ذهنى أنه شتيمة مهذبة إلى أن جاء أمامى مصادفة فى كتاب مصطلحات فى ألفاظ الحضارة الصادر عن مجمع اللغة العربية متخفياً وسط الملابس وفى مكنونات اللغة العربية فهو يعنى النعل القديم أو الحذاء البالى وجمعه براطيش وقد ورد فى أقوال المؤرخ المعروف عبدالرحمن الجبرتى حين قال والطربوش مقلوب على قفاه مثل حزمة البراطيش وهم لابسون زنوط وبشوت محزمين عليها، وبذا فيامن ترتدى البرطوش أو تخلعه لاتتعجل فى الشتائم لمن يعكنن عليك وتكرر ماقاله اسماعيل يس للشاويش عطيه ( آه يابن البرطوش ) فربما كان البرطوش جديداً أو لميعاً.