التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين، وجاءت سورة الصف بأحب الأعمال إلى الله تعالى، وهي الجهاد في سبيل الله تعالى، وإخلاص ذلك لوجه الله تعالى، وصفته كما ورد في الكتاب العزيز التراص والتماسك بين جنود المسلمين، فجاءت السورة لتذم الذين يقولون ما لا يفعلون. فيما يخص فضل سورة الصف، فلم يرد في فضلها أحاديث نبوية صحيحة، وما ورد فيها لا تتعد عن كونها أحاديث منكرة، أورده الإمام الفيروزآبادي في كتابه بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، ونبه على أنه منكرة، وهو حديث وارد عن الصحابي أبي بن كعب رضي الله عنه، "مَنْ قرأَ سورة عيسى كان عيسى مصلِّياً مستغفراً له ما دام فى الدّنيا، وهو يوم القيامة رفيقه". لسورة الصف العديد من الآثار الإيجابية، التي يمكن للمسلم أن يطبقها على حياته، ومنها: الإدراك بأن وحدة المجتمع الإسلامي وتماسك الأمة سبب قوته، وسبيل ذلك بالتناصح فيما بين المسلمين وعدم هجران الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الإدراك بأن التجارة الرابحة في الدنيا متمثلة في الجهاد في سبيل الله تعالى، فيحرص المسلم على عدم التقاعس عن الجهاد في سبيل الله تعالى إن أتيحت الفرصة لذلك. الإدراك بأن ثبات العقيدة الإسلامية في نفوس جنود الجيش الإسلامي هو المحور الأساس لترابط الصفوف وتماسكها، مما لذلك من أثر في قوة الجيش الإسلامي. الإدراك بأن العقيدة الإسلامية الصحيحة الثابتة تستدع امتحان المؤمنين بالدعوة إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، فيميز الله تعالى بذلك القوي من الجبان.