التدبر فى كتاب الله من صفات المؤمنين وأورد الثعلبي في تفسيره حديثًا عن فضل سورة الجمعة، حيث رواه بسنده عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَنْ قَرَأ سُورَةَ الجُمُعَةِ كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَناتٍ بعددِ مَنْ ذَهبَ إلى الجُمعةِ من مِصْرٍ مِنْ أمْصَارِ المُسْلمينَ ومَنْ لَمْ يَذْهَبْ". ولكنّ هذا الحديث ضعيف وذلك لوجود أبو عصمة نوح بن مريم ضمن رجال السند وهو معروف بالكذب والوضع في الحديث. كما علّق المِناوي على هذا الحديث وقال إنّه موضوع. ومن الأحاديث الواردة في فضل سورة الجمعة ما ذكره الفيروز آبادي في بصائر ذوي التمييز، وهو قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "يا علىّ مَنْ قرأَها فكأَنَّما فُتح له أَلف مدينة، وعُصِم من إِبليس وجنوده، وله بكلّ آية قرأَها ثوابُ المنفِق على عياله". ولكنّ هذا الحديث ضعيف أيضًا حيث لم يرد في فضل سورة الجمعة حديث صحيح مخصوص. وما ورد بشأن هذه السورة هو أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقرؤها في الركعة الأولى من صلاة الجمعة، حيث أخرج مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما: "أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الفَجْرِ، يَومَ الجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَهلْ أَتَى علَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ، وَأنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ". فمداومة رسول الله على قراءة هذه السورة في صلاة الجمعة هو فضيلة من فضائلها، والدليل أنّ بعض أهل العلم ذكروا هذا الحديث ضمن فضائل سورة الجمعة.