يخطئ الكثيرون في وصفهم للرئيس المخلوع بأنه فرعون وما كان لهم أن يقعوا في مثل هذا الخطأ لو وقفوا علي سيرة فرعون في القرآن الكريم فأولي صفات فرعون أنه كان يخشي شعبه ولم يتدخل في القضاء وآية ذلك أنه عندما قتل سيدنا موسي عليه السلام أحد الرعية خاف من فرعون وهجر الأرض إلي غيرها رغم أن سيدنا موسي عليه السلام كان ابنه الوحيد بالتبني ورغم ذلك لم يشفع هذا لديه كما لم يشفع عنده تربيته له وحرصه عليه وهذه الواقعة المستقاة من القرآن تدل علي أن فرعون كان يخشي شعبه أما مبارك فقد أهدر آدمية شعب بأكمله من أجل توريث الحكم ولم يتورع في أن يكون ضحاياه من المغمورين فحسب مثل الذي قتله سيدنا موسي بل كانت ضحاياه من علًّية القوم من السياسيين والعلماء فقد نكل بالبرادعي لأنه فكر في الترشح لرئاسة الجمهورية رغم أنه سبق أن منحه قلادة النيل وسمح لنفسه في أن يسلط جهازه الإعلامي للنيل منه والإساءة لسمعته الشخصية والأسرية كما نكل بالدكتور سعد الدين إبراهيم في مطلع الألفية الثالثة رغم أن د. سعد الدين إبراهيم كان أستاذا مشرفا علي رسالة زوجته سوزان وكان سبب هذا التنكيل أن د. سعد الدين بصفته عالم اجتماع هو أول من نبه إلي ظاهرة التوريث في الجمهوريات وحدد دولا خمس هي: سوريا ومصر والعراق واليمن وقد تحققت نبوءته بأن تولي بشار الأسد مكان والده وقد نشرت مقالات د. سعد الدين تحت عنوان (الجموكلكية) وهو اسم مشتق من الجمهورية والملكية في أكثر من صحيفة محلية وإقليمية وعالمية وأودع د. سعد الدين خلف القضبان وثاني هذه الفوارق أن فرعون كان يكره اليهود ويحب المصريين أما مبارك فكان يحب اليهود أكثر من المصريين لأن فرق قيمة الغاز يبلغ ثمانين مليار دولار وهذا الفرق يساوي جملة المبلغ المخصص في الميزانية لدعم المصريين وهو أمر لا يمكن تصوره أن يكون دعمه لإسرائيل البالغ سكانها ستة ملايين نفس قيمة دعمه للمصريين والبالغ سكانها خمسة وثمانين مليونا والفرق الثالث أن فرعون كان يأخذ بالأسباب وقال لقومه ذروني أقتل موسي وقال لهامان ابني لي صرحا لعلي أطلع علي الأسباب. أما مبارك فلا يعرف عن الأسباب شيئا فلا مشيئة إلا مشيئته ولا رؤيا إلا رؤيته ولم نسمع من المحيطين به أن هناك ثمة حوار ونقاش دار بينه وبين أحد فهو الذات العليا حسب وهمه ولا يقبل المناقشة، الفرق الرابع أن فرعون كان يهتم بالرعية ويمد لها أسباب الحياة والرقي أما مبارك فقد فرض حصارا علي شعب غزة بأكمله وقطع معهم جميع أسباب التواصل حتي حرمهم من المأكل والمشرب ونسي أن مصر كانت مسئولة عن قطاع غزه قبل الاحتلال كما كان أول من فرض الحصار علي ليبيا بعد حادثة لوكربي وكان أول من فرض الحصار علي السودان بعد واقعة أديس أبابا بزعم وجود قرارات دولية فإذا أسعفته القرارات الدولية في ذلك فإن فرض الحصار علي قطاع غزة لا يوجد به قرار دولي بل علي العكس من ذلك فإن قرارات الأممالمتحدة والبرلمان الأوربي والعربي أجمعوا علي رفع الحصار وبذلك أصبحت مصر في عهده ليس سببا في مد يد التواصل مع الآخرين بل أصبحت عقبة في سبيل ذلك وأصبح هو تابعا ذليلا لليهود بل بلغ به الجرأة عندما أراد سكان قطاع غزة في التحايل علي هذا الحصار وحفروا الأنفاق فقام بهدمها ثم ضخ فيها الغاز الخانق ثم قام بعمل السد الفولاذي وكان هذا السد الفولاذي هو أول سد واطي من نوعه في التاريخ لأنه خلاف السدود التي روي عنها في القرآن فقد تفرد مبارك في كل ما هو نقيضه وارتضي أن يكون تابعا ذليلا لإسرائيل لذلك ساق الله أثيوبيا لأن تبني بدلا من السد الفولاذي الذي حجب الغذاء عن غزة عشرة سدود من أصل سبعين سدا لمنع المياه عن مصر وقد حطم الله عرشه ليكون عبرة لغيره وليس مستغربا أن تعيد أثيوبيا حساباتها بعد رحيله لذلك قل فرعون أفضل من مبارك ولا تقل مثل مبارك أن مصيبة فرعون كان في ادعائه الإلوهية أما مبارك فإن مصيبته مع ربه وشعبه.