إنّ من معجزات القرآن الكريم أنّه أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأمورٍ غيبيةً ستحدث في المستقبل، وهذا لأنّ القرآن سيبقى يعاصر الإنسان حتى قيام الساعة، وهذه الغيبيات تندرج تحت ثلاثة بنود: أمورٌ تحدّث عنها القرآن الكريم ووقعت في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانتصارات المسلمين في معاركهم، أو موت بعض الكفار وهم على كفرهم، قال -تعالى- {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}. أمورٌ تحدّث عنها القرآن الكريم لكنّها حدثت بعد وفاة النبيّ-عليه الصلاة والسلام- كانّ أخبر المسلمين أنّهم سيقاتلون قومًا أشداء فإما أن يقاتلونهم أو أن يُسلموا، قال -عزّ وجلّ- {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}. وأمورٌ تحدّث عنها القرآن الكريم لكنها لم تحدث بعد وستحدث بالتأكيد، كذكر الأحداث التي ستقع قبل يوم القيامة، وخروج يأجوج ومأجوج، وما سيحدث للأرض بعد ذلك، قال -تعالى- {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ}.