صراع طويل شهدته مصر بين حتشبسوت وتحتمس الثالث، وذلك بعد أن لعبت حتشبسوت دور الوصي على العرش لسنوات عدة، إذ كان تحتمس الثالث يبلغ من العمر الحادي عشر، وأعلنت نفسها ملكًا بشكل رسمي، مما أدى إلى انحسار دور تحتمس الثالث في الحكم. أقرا أيضًا: قصة (حتشبسوت وتحتمس الثالث).. صراع طويل ينتهي عند موكب المومياوات حتشبسوت واحدة من أقوي حكام مصر القديمة، من الفترة (1473 ق م – 1458 ق م)، وهي ابنة الملك تحتمس الأول حكمت مصر بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني، كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث في البداية ثم كملكة وابنة الإله آمون. عرف عهد حتشبسوت بعهد السلام والرفاهية، إذ تميز الجيش في عهدها بالقوة ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار، كما أعادت استخدام قناة تربط بين النيل عند نهاية الدلتا بالبحر الأحمر، واشتهرت بأعمالها المعمارية والهندسية وأشهرها معبد الدير البحري بالأقصر. أما عن تحتمس الثالث، اسمه من خبر رع، تحتمس الثالث (1425 ق.م.) سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، ويعتبر أعظم حكام مصر وأحد أقوى الأباطرة في التاريخ، حيث أسس أول إمبراطورية مصرية في ذلك الوقت، ظلت تلك الأمبراطورية حتى نحو عام 1070 قبل الميلاد حتى عهد رمسيس الحادي عشر. صراع وانتقام على الحكم بدأ الصراع عندما توفي تحتمس الثاني، وتدخلت حتشبسوت في شئون البلاد، ووجدت نفسها أمًا لوريثة الحكم ورئيسة البيت المالك، وعزلت تحتمس عن الحكم تمامًا مما خلق أجواء من الكره. بعد موت حتشبسوت وتولي تحتمس الثالث الحكم، كان يريد أن يثبت أنه تولى عرش مصر من قبل الإله ووالده، وأن ما قدمته حتشبسوت لمصر ما كان إلا اغتصابًا لحقوقه، وأخذ يحطم في كل آثارها وتماثيلها بكل أنحاء البلاد. رغم ما خلفته حتشبسوت من تاريخ عظيم على مدار فترة توليها للحكم، لا سيما المعبد الجنائزي المعروف بالدير بالحري، إلا أن تحتمس الثالث لم يعترف بحكمها قط، حتى أنه كان يدون الآثار الخاصة به بدايةً من تاريخ السنة الأولى التي نُصب فيها ملكًا شرعيًا على البلاد والتي كانت تديرها تلك السيدة التي عملت مصر مطأطئة لحضرتها. قدم تحتمس الثالث سلسلة من الحملات العسكرية التي عززت موقف مصر، كواحدة من القوى العظمى في العالم القديم، وتعتبر معركته الشهيرة في «مجدو» نموذجًا للتخطيط الاستراتيجي العسكري. تم العثور على مومياء الملك تحتمس الثالث في تابوت من خشب الأرز في خبيئة الدير البحري عام 1881. موكب المومياوات يجمع شمل الملكان مرة أخرى يعود الملكان اليوم للتقابل من جديد في موكب نقل المومياوات "the pharaohs golden parade" الذي يترقبه العالم حيث ستنقل 22 مومياء ملكية ترجع إلى عصر الأسر 17، 18، 19، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، وهم "الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى"، إلى متحف الحضارة في عين الصيرة، لتخرج ليلًا من الباب الرئيسي للمتحف المصري بالتحرير.