يوم 25 يناير عام 2011 كان يوم عيد، بل من أحب الأعياد قاطبة إلي الشعب المصري كافة وبكل أطيافه، حيث مولد فجر جديد بعد ليل أسود طاب سنين وسنين. ونحن الآن في مولد من مواليد عيد تاريخه 25 يناير عام 2013، بعد ظل العيد محتفظا بالفرحة والسعادة تلك التي ملأت البلاد وأشرق نورها في قلوب العباد، بمعني هل استمرت أسباب الفرحة لتلك الثورة التاريخية ودام صوتها المملوء بالأمل في حياة رغدة سعيدة؟ أم أنه البريق بدا يخبو ضوءه ونوره شيئا فشيئا، بعدما مر بالبلاد بتجارب اشتركت فيها فصائل إذ تم اجتياز رئيس للبلاد بانتخابات اشترك فيها من خصوم علي درجة عالية في الامتياز الحضاري، وهذا الرئيس حين خاطب الشعب كانت قبلته صوب الميدان التاريخي وهو ميدان التاريخ، ولا يمكن نسيان المهرجانات والأعياد التي دامت في الميدان ممثلة لكل طوائف الشعب وبكل شوارعه وحاراته وميادينه امتلأت ببهجة لم يلقها الإنسان المصري منذ عهد بعيد، إذ فيها عادة إليه، الكرامة متوضئة بنور الحرية والديمقراطية وأعلت شأن الإنسان كإنسان علوا عظيما. تم اختيار مجلس الشعب بطريقة جادة وفي ظل دستور قائم وقانون معمول به واتفقا الجميع أطلقوا عليه بحق «انه مجلس شعب الثورة» إلا أن الضربة الأولي مع الأحزان كانت حينما تم.. اغتيال هذا المجلس باسم القانون والدستور وتشعبت في ظله الآراء اختلفت الرؤي الفقهية بين فقهاء الأمة - ليس هذا بحسب - وإنما كل من يعلم ومن لا يعلم بدأ يبدي رأيه، عن علم أو عن جهل واختلفت الآراء بعدما كان وكل يغني علي ليلاه، ومن يومها بدأت أشعة الأسي والحزن تتسرب إلي القلوب والعقول، وجاءت البادرة الثانية في «سوق الاختلافات الفكرية مواطن هيبية في صناعة وتأليف دستور جديد للأمة وكانت الرؤي أيضا بعيدة كل البعد عن.. دائرة التحالف والاتفاق رضي من رضي، وانسحب من انسحب، وخالف من خالف، ومازال الخلاف أشده»..وذلك كله يأتي مخالفا لقانون الثورة ومنطق الثوار.. ومن هنا تشعبت الآراء وما كان لها أن تتفق كما كان هو الأمل المنشود، وهو ما كانت ترمي إليه آلام الثورة وصحبة الثوار وأيضا وحيث تجعل كل شيء.. دعاء الشهداء الذين روت دماؤهم أرض التحرير فأزهرت زهور الحب والجمال والسعادة. في هذا اليوم الموعود صاح في قلب الميدان صوت مبلل بالدموع، أين القصاص يا أهل الأمة وكان صوت الشهيد آت من وراء الغيب يخاطب الجموع الهادرة في ميدان التحرير يوم الاحتفال بعيد الثورة المجيد، ودموع الحاضرين مبللة بالدموع بديلا عن الفرحة التي هي من ضرورات الأعياد ولكن قال قائل منهم: وقبل شهيدا علي أرضها دعا باسمها الله واستشهدا صوت الشهيد ينادي فيم احتشادكم هذا لتأبيني؟ أنتم أحق بتأبين الوري دوني إني نزلت بدار الخلد في رغد فيها ما فيها من الفل والياسمين «دار ما بها هم ولا حزن» لولا رثاء لحال الشعب يبكيني وهم في عليين في جنة عرضها السماوات والأرض «عند ربهم يرزقون». والرجاء والأمل الآن هل ستعود البلاد إلي حياة الطمأنينة والهدوء وتعود الثورة للثوار، حتي تهدأ النفوس، ويكف الطائر الحزين عن أغانيه الحزينة، وتفتح من جديد دور القضاء ويعم العدل ربوع البلاد؟ ويحاول أولو الأمر علاج المآسي والوقوف علي أسبابها بحزم وعزم وهمة ثورة الثوار حيث يعود الطالب إلي جامعته وحتي يدق ناقوس الأمل إلي كل دور التعليم وأيضا ولا ننسي أن يمشي السائر في شوارع الحياة بنفس مطمئنة، والذي يسافر في «قطار الحياة» يصل إلي أهله سليما وسالما، وتعود مصر إلي موكب الحضارة ويأتي عيد بعد عيد ومعه تعود الفرحة الكبري وتنهزم أسباب الشقاء، ودائما وأبدا إلي لقاء تحت ظل «عدالة قدسية الأحكام والميزان» وبروحي مصر أفديكي علي مر الزمان وإن دهاكي فأنت النور به اهتدينا ونحني الأسد إن خطب دهاكي».