وسط دخان القنابل المسيلة للدموع ودماء شهداء الذكرى الثانية للثورة وضحايا حكم محكمة مجزرة بور سعيد خرجت جبهة الإنقاذ ببيان هو الأهم والأقوى منذ تشكيل هذه الجبهة حتى كتابة هذه السطور. . وقبل أن أتطرق لمضمون البيان لابد أن نؤكد أن أحكام الإعدام لواحد وعشرين متهماً وهذا ليس تعليقاً على الحكم ولكن محاولة للتوضيح فقط هذه الأحكام لو أنها فى ظروف أخرى لما صدرت على هذه الصورة .. نحن رأينا فرحة عارمة فى خندق ألتراس أهلاوى U.A وفى المقابل رأينا ردود فعل غاضبة جداً فى خندق جرين إيجلز ألتراس بورسعيد وصل إلى حد سقوط ضحايا جدد ومصابين جدد ليكون قدر مصر فى هذه المرحلة هو دم أكثر يسيل ودموع تنفجر كالطوفان من مآقى الأمهات وأحزان تتراكم وجروح لا تندمل.. الجميع يعرف أن الغضب العام كان مخزوناً فى الصدور وأن الأحكام ليست منبتة الصلة بهذا الغضب ولأنه غضب مرتبط بسياقه العام السياسى والاجتماعى فسوف يذكر التاريخ أن نظام حكم الإخوان لم يستطع إدارة هذا الغضب ولم يوجه ثورة الشباب نحو بناء وطن ينهار ومجتمع يعانى كل يوم أزمات جديدة تهدد وجوده وهويته، غضب المصريين عموماً و الشباب خصوصاً ليس مجرد رد فعل على حدث كارثى فى مباراة كرة قدم وإنما غضب موصول بالبؤس والهوان الذى وصلنا له، والذى أوصلتنا إليه الجماعة التى تحكم مصر من ثقب إبرة الأهل والعشيرة.. من زاوية المصلحة الخاصة للتنظيم وأجندته وأهدافه.. لذلك فالأحكام سياسية بامتياز ، لقد سألت أحد أساتذة القانون الجنائى هل تتوفر هنا شرطية التعمد فى القتل للمتهمين فقال : ذلك يتوقف على الأوراق المقدمة و الأدلة وحوافظ المستندات.. فقلت نحن رأينا مشاهد المجزرة والجميع يشعر أن المتهم الأصلى أو المتهمين الحقيقيين ليسوا ضمن المتهمين، فقال: ربما يكون كلامك صحيحاً لكن يظل الحكم عنوان الحقيقة ولا يقبل التشكيك وإلا تصبح فوضى.. فقلت : نعم لكنها أصبحت فعلاً فوضى ، فقال هناك جلسة متعلقة بنفس القضية فى مارس القادم وربما تقدم النيابة فيها أدلة جديدة لمتهمين هاربين.. والخلاصة أننا أمام طرف استراح للحكم وطرف آخر يشعر بالغبن وهم أهالى المتهمين ببورسعيد، لكن هل أغلقت القضية؟ بالطبع لأ.. بل انفجرت بعد النطق بالحكم وشهدنا ثورة أهالى بورسعيد وسقوط ضحايا والآن نطالب الجميع بالهدوء وتقبل حكم القاضى، لكن الأخطر يا سادة أن أهالى بورسعيد تأكد لديهم إحساس عام بأنهم منبوذون من الدولة ولديهم مرارة وغصة ممتدة من أيام المخلوع.. لديهم شعور عام بأنهم مدينة مغضوب عليها، ووصل الأمر لرفع علم خاص بهم على مقر ميناء بور سعيد وإعلان المدينة دولة مستقلة عن الدولة المصرية.. هناك رأى عام بورسعيدى غاضب وغضبه لا يجب السكوت عليه.. مطلوب الآن من الحكومة والنظام والقوى السياسية علاج هذا الصدع فوراً وعاجلاً.. لماذا لا تشكل الحكومة وفداً من القوى السياسية وجبهة الإنقاذ ورموز المجتمع المدنى والمثقفين والفنانين وقبل كل هؤلاء من الألتراس الأهلاوى والرياضيين وليذهب الجميع للمدينة الباسلة ويمدوا أيديهم بالمصافحة والصفح والحوار .. هذه مدينة مصرية اسمها مدينة البواسل والأبطال.. حمت مصر من بوابتها الشرقية وقدمت دماء أبنائها على مر التاريخ لحماية مصر .. ليس كثيراً عليها أن نذهب لها ونمد لها جسور الثقة ولم الشمل.. البورسعيدية مجروحون وعلى ألتراس أهلاوى أن يمارسوا فروسيتهم ونبلهم واخلاقهم الرياضية الرفيعة ويقولون لإخوانهم هناك .. تعالوا نفتح صفحة جديدة من أجل هذا الوطن كلنا ضحايا .. كلنا مجروحون القاتل والمقتول سواء.. لأن فعلاً الجميع ضحايا للعبة السياسة والأمن.. لعبة السلطة والداخلية والاستقطاب السياسى ، لعبة الدولة العميقة والفلول.. الجميع لا ذنب له لأن القاتل الحقيقى اختفى وانتم جميعاً ضحايا.. صدقونى لا حل الآن إلا بلم الشمل والاستماع لبيان جبهة الإنقاذ من قبل الرئيس والحكومة والاخوان والحوار حوله.. قد يسألنى سائل وهل تتوقع أن يطبق نظام الإخوان وحكومته اقتراحك؟، هل تتوقع أن يلتقى النظام والمعارضة على هذا الهدف إذا كانوا فشلوا سابقاً فى الاجتماع على مائدة الحوار؟، الاجابة فى مرمى الرئيس والحكومة والإخوان افعلوا شيئاً الآن قبل أن تندموا عندما تتحول مصر لبحر من الدم وأنتم المذنبون.. الكرة فى مرمى أهدافكم.. ليست كرة القدم لكن كرة الدم التى تكبر كل يوم، افعلوا شيئاً قبل فوات الأوان.