ثبتت مُعجزةُ الإسراءِ في كتابِ الله تعالى، وفي سُنَّةِ نبيهِ، حيثُ قالَ تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. وأمّا المعراجُ فيرى العُلماء أنَّهُ لم يُذكر صراحةً في القرآن الكريمِ، وإنما وردَ بطريقِ الإشارةِ، مستدلينَ بقولِهِ تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى، عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى، ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى، لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى}. ويقولُ ابن كثير في تفسيرِ هذهِ الآيات: "وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام، على صورته التي خلقه الله عليها مرتين: الأولى عقب فترة الوحي، والنبي صلّى الله عليه وسلّم نازل من غار حراء، فرآه على صورته فاقترب منه، وأوحى إليه عن الله تعالى ما أوحى، وإليه أشار الله بقوله: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى، ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى، فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى}". والثانية: ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى، وهي المشار إليها في هذه السورة النجم، بقوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى}.