لنا جميعاً أن نقلق! وليس هذا لاسباب موهومة أو حادث تهريب عارض أو عنف يشتعل ليخمد، ولكنا قلقنا يرتبط بعمليات تهريب السلاح والتي بلغت في تقديرات عشرة ملايين قطعة سلاح تستقر في ربوع مصر! وقد سبق لكاتب هذه السطور أن لفت الانظار وأبدي فزعه من تنامي عمليات تهريب السلاح الي مصر وخاصة ما يتعلق بنوعية السلاح المهرب من المدافع المضادة للطائرات وذخيرة تلزم لصد الدبابات والاسلحة الآلية التي لا تعمد الي قتل الاشخاص بل حصدهم في وقت خاطف! وقد تساءلت من قبل الي من يذهب هذا السلاح المهرب الي مصر ومن الذي يتفق علي صفقات تهريبه ومن الذي ينتظر هذا السلاح متلهفاً علي أن يكون في حوزته الآن، الآن وليس غداً ثم كيف تصب ملايين من أموال لا يعرف مصدرها تمول عمليات التهريب! فالمال له صاحب أكيد داخل مصر وهناك مستفيد من استمرار هذا التهريب ولا أشك في انه «تشوين» عسكري محسوب بأرقامه ومعدلات وروده ليوم موعود يستخدم فيه هذا السلاح! ليس بقتل أفراد فقط بل لإسقاط الدولة ذاتها! ولكن الملاحظة التي استجدت في شأن تهريب السلاح ولزومياته تتابع عملية تهريب متفجرات الي داخل سيناء التي هي المخبأ المثالي لتخزين السلاح وما يلزمه! فمنذ أيام ضبطت قوات الامن ثلاث سيارات تحمل متفجرات عبارة عن مواد كيميائية من النوع المستخدم في تفتيت الصخور بالمحاجر متوجهة من القاهرة لتسليمها الي من ينتظرونها في سيناء! وقد أصر الذين قادوا السيارات بحمولتها علي الانكار عند استجوابهم بأنهم يعرفون الذين كانت المتفجرات ستسلم اليهم في سيناء!. ولم تمض أيام علي ضبط مديرية أمن السويس لهذه الشحنة حتي ورد خبر جديد بأن مباحث السويس قد أحبطت محاولة تهريب طن كامل من المتفجرات الي جنوبسيناء في سيارة نقل عبر نفق الشهيد أحمد حمدي وقد أكد سائق سيارة النقل أن دوره يقتصر علي تهريب المتفجرات لحساب بعض كبار المهربين من القاهرة الي جنوبسيناء كما نفي السائق علمه بدواعي استخدامها وتم التحفظ علي الشحنة لتبدأ التحقيقات! وليثبت ان المضبوطات هي من نوع شحنة المتفجرات التي سبق ضبطها في الاسبوع الماضي!. فهل يمكن لنا ونحن نعاني قلقاً دائماً من موجات تهريب السلاح- خاصة نوعياته- ألا يزداد قلقنا وشحنات تضبط في طريقها الي سيناء وتحوي متفجرات فقط؟! ان معني ذلك أن سيناء سوف تكون مسرحاً لعمليات عسكرية- أو شبه عسكرية- وجيشنا مازالت عمليته «نسر» لتطهير سيناء تتواصل! فهل تكون سيناء هي نقطة اشتباك عناصر ارهابية تخريبية مع قواتنا المسلحة؟! وهل يمكن للمتشائمين من أمثالي اذا ما كان تصاعد التسليح وتوالي تهريب المتفجرات الي أرض سيناء مجرد مرحلة «تشوين» كما ذهبت الي ذلك وهو تشوين ثقيل ليست مصادفة أن تعتمد علي المواد المهربة التي تلزم لقوات تستعد لمعركة- أو معارك- طويلة! وهذه تخاض بخطة تعتمد علي معلومات ليست خافية علي قيادات ورؤوس تضع هذه الخطة وتعتمد علي عمليات تهريب للسلاح ولزومياته بعيداً عن شبهات قد تلحق بدول أو كيانات أكبر مهما تبتعد تماماً عن الصورة وشبهاتها. فمن الواضح أن عمليات التهريب محكمة وضبط بعضها- ولا تهوين في ذلك- لن يعني توقف هذا التهريب بالذات! بل ضبط بعض العمليات يدفع الذين ينتظرون نجاحها في سيناء لمسارعة وتيرتها حتي يتم تشوين ما يلزم! ولا حيلة لي سوي التساؤل.. ماذا يخبئ لنا القدر في سيناء؟ حيث لا إجابة من أحد حتي الآن.