انتهي المولد، توقف الطبل والزمر في الخارج،في الشوارع والميادين. ليبدأ الرقص والغناء في الداخل. تحت قبة مولانا الشيخ أبو حصيرة صاحب المولد. ستشتعل المغارة بالأنوار وتنصب الزينات. يعلو الغناء.وتلهج الألسن بأشعار المديح والنفاق. ينفر الإعلام عضلاته المقروءة والمرئية من صحف وتلفزيون ملاكي لعرض مسرحيات من الفن العبثي. أكثر من أربعمائة حلالي جديد ينضمون إلي عضوية تكية العارف بالله الشيخ أبو حصيرة. بعضهم جديد يدخل المغارة لأول مرة، وأغلبهم قديم لا يتغير. فمولانا الشيخ، رجل أصيل يحافظ علي مريديه وحوارييه.ما دامت الخدمة والغناء به وله. يقدر العيش والملح. غدا مولانا الشيخ يأمر سمسم بفتح أبواب قبته الجليلة. لاستقبال الحلالية، أهله وعشيرته من المريدين والطبالين والطالبين للعطايا الطامعين في كرمه وتقديره.وتبدأ الأفراح ويقوم الولي الجليل بتوزيع العطايا والأنصبة من الذبيحة. والعزب والأبعديات. ومنحهم أعلي الأوسمة, خاصة وسام المهرة ( المهرة هي أنثي الحصان). فهو حصن الحماية والدفاع، ضد مجتمع علي بابا وأمثاله. بينهم الحاسد، الحاقد، الغبي، لا يعجبهم العجب ولا صيام رجب. هؤلاء يحقدون علي مريديه. لمجرد بعض نعم بسيطة يغدقها عليهم. ورغم أنهم حلالية لا يعملون إلا الحلال ولا يفعلون إلا الحلال. فهم حقا اسم علي مسمي. وليس كما يظن شعب علي بابا ويتصور أن تلك التسمية ترجع إلي أن المغارة والقبة حلال لهم كجارية ملكتها أيمانهم. فهو شعب جاحد ينسي نعم السلطان عليهم هم أيضا. بعد أن هيأ السكن لهم في فيلات في المقابر مع موتاهم وفرش لهم تراسات الأرصفة وتحت الكباري،ليناموا هنيئا في الهواء الطلق النقي. جعل الفول برخص التراب،ثمنه لا يزيد علي ثمن اللحمة التي تباهي العالم برخصها. رغيف العيش أصبح صغيرا أنيقا بحجم الشلن والبسكوت. تقليدا لماري أنطوانيت، فليس لويس السادس عشر خيراً من مولانا سيدي أبو حصيرة. داخل المغارة تبدأ احتفالات الأفراح، تحت القبة حلقات الذكر وأناشيد الغناء تتصاعد في حب ولي الله .انه العيد الصغير. يوم نجاح الحلالية في دخول جنته. واعتبارها حلالاً لهم، يفعلون بها ما تشاء وما تشتهيه نفوسهم. هي حلالهم وهم حلالوها. تستمر الزيطة والزمبليطة وولائم اللئام الزاخرة بفاخر الشراب والطعام من السبوبات المستوية والقروض الدسمة والمخصصات الفاخرة الشهية.وهكذا، حتي يوم العيد الكبير. يوم مولد سيدنا الولي العارف بالله. تستمر الزفات وحلقات الذكر طوال أكثر من سنة وأشهر تطول حتي ذلك اليوم، الذي يقول الحلالية عنه إن الله يهب الكنانة فيه مولانا الشيخ أبو حصيرة. ملكية خاصة له، عزبة يتملكها بما فيها وما عليها. يورثها لذريته. يبيع ويشتري فيها ما شاء، وكما شاء. لا رقيب ولا حسيب. تحقيقا لرغبة الشعب الكنانة. الذي يصر علي ذلك بنسبة 99.999999٪. علي بابا يجد نفسه غريبا في وطنه. أخوه قاسم يخونه،أبو حصيره وموالوه يبخرون البيت بالسموم والفساد. الحلالية يحتلون البيت. حتي مرجانه قد تكون نجحت في القضاء علي الأربعين »حرامي«. ولكن ليس علي سلالتهم. علي بابا يلقي بنفسه علي السرير ويقول كما قال سعد زغلولاً، غطيني يا مرجانه ما فيش فايده. يغط في النوم، وأيضاً يحلم بمولد سيدي أبو حصيره.