عمل شاق وندرة نسائية

حواء فى عالم دبلجة أفلام الكارتون

دخلت " أسماء سمير" عالم دبلجة أفلام الكرتون العالمية إلى نستختها العربية بعد اكتشاف المخرج الإذاعي الراحل عصام العراقي موهبتها عندما كانت تعمل في برنامج الاطفال الشهير عالم سمسم، فاختارها للعمل كمساعدة له.
ثم توالت بعد ذلك نجاحاتها، فأخرجت عدة مسلسلات كارتون مثل فارس وفادي، ودكتورة ماكستافنز، ونادي ميكي ماوس، وقامت بإخراج أفلام أجنبية مدبلجة مثل بيتى القبيحة Ugly betty و من هى سامنتاSamantha who بالإضافة إلى إخراج أفلام وثائقية مثل You are what you eat وHow to find a husband وبعض البرامج الوثائقية للبي بي سي.
وعن طبيعة عملها، توضح أسماء أن ما تقوم به من دوبلاج لأفلام الكرتون الاجنبية يعتمد على تحويلها إلى اللغة العربية الفصحى، حيث تعتمد مرحلة إخراج الحوار على اختيار الممثلين الذين سيقومون بتجسيد الادوار، وهو ما يحتاج إلى مجهود ضخم وشاق وقد يصل وقت تسجيل الفيلم ما لا يقل عن 100 ساعة، ويجب مراعاة اختيار شخصيات مقاربة للصوت الإنجليزي وهو ما يمثل شرطا للشركة الأم، إلا ان هناك بعض الشركات التى تترك للمخرج حرية الإختيار لأن الصوت مرتبط إرتباط وثيق بالرسم، وتتضمن عملية الإخراج ان يتم التعامل مع كل شخصية على حدة، وأن تفهم جيدا أبعاد الدور الذي تقوم به وتوجيه أداء الممثل ونقل الأداء من الإنجليزي للعربي بكافة المشاعر والأحاسيس.
ندرة العنصر النسائي في دبلجة الأفلام
وأشارت أسماء أن عدد مخرجي أفلام الكرتون الأجنبية في نستختها العربية على المستوى النسائي في مصر هو عدد قليل، لأنه عمل مرهق جدا ويحتاج إلى ساعات طويلة، ومهارات كثيرة، وتعمل النساء عادة بسهولة أكثر في التمثيل والترجمة والإعداد، موضحة أنه من أكفأ العناصر النسائية في هذا المجال الدكتورة جيهان الناصر، وهي المسؤولة عن قسم الأغنية في دبلجة الأفلام وتحويلها من اللغة الإنجليزية للغة العربية .
وعن الإقبال على مشاهدة هذه الأفلام في مصر، أوضحت أن هناك إقبال على مشاهدة هذه الأفلام من جانب الأطفال، ولكنه لا يضاهي ذلك الأقبال الكبير عليها في الدول العربية لأنها تقوم بعمل هذه الافلام على DVD وفي مصر ليس هناك إقبال على شرائها مثل الدول العربية نظرا لإرتفاع أسعارها والتي قد تصل إلى 200 جنيه مما يجعلهم ينتظرون عرض الفيلم على المواقع الإلكترونية لمشاهدته.
وترى أسماء أن إنتاج أفلام كارتون في مصر يواجه العديد من المعوقات لانه بحاجة إلى تكلفة كبيرة جدا، ومجازفة إنتاجية، فبخلاف الميزانية الكبيرة يعد الإقبال على مشاهدة الفيلم غير مضمون، كما ان المنتج المصري في كثير من الاحيان يسعى إلى ربحية أكثر، ولكن في الدول الأجنبية هناك توافر لجميع الإمكانيات لتوافر منظومة متكاملة، وفيلم الكرتون يعد جزءا من مجموعة أفلام كثيرة قد تنتجها شركة واحدة، فالشركات الاجنبية أكبر وأقوى ماليا من الشركات المصرية .
أفلام الكرتون وتدعيم قيم الفضيلة
وتؤكد أسماء أنه من الضرورى ان تقدم أفلام الكرتون ما يدعم إعلاء القيم الخيرة، وان يكون الخير هو المنتصر في النهاية، وأن البطل هو من يستطيع تقديم أفضل ما عنده من أعمال صالحة، والتركيز على قيم الحب والتفاؤل على الرغم من العنف الذي قد تحتويه بعض أفلام الكرتون، مشددة على ان فيلم الكرتون يمكن ان يغير من سلوكيات الطفل عندما يستوعب القصة كاملة، وهو ما يتوقف على طبيعة الافلام، فهناك أفلام ما قبل المدرسة وهى عبارة عن كرتون تعليمي، ولكي يبدأ الفيلم الكرتوني في تغيير السلوك يجب أن يكون الطفل على وعي وهو ما تهدف إليه شركات الإنتاج، موضحة أن عنصر الوقت هو من أكبر الصعوبات التى تواجه جودة الأداء فى هذه المهنة، فالشركة الام قد تواجه خوفا من قرصنة الأفلام فترسل الفيلم غير مكتمل في نسخته غير النهائية، وهو ما يتطلب مزيد من العمل والوقت .
وتختتم أسماء حديثها لبوابة الوفد، معربة عن أملها فى أن يتم الخروج من مرحلة الدبلجة إلى مرحلة الإنتاج على مستوى مصر، وأن يكون هناك شخصيات كرتونية مصرية قادرة على منافسة مثيلاتها الأجنبية مثل بكار وغيرها، لأنها الأقوى تأثيرا على سلوكيات الطفل وأن تتضمن افلام الكرتون العربية أفكارا لتطوير تلك المجتمعات والنهوض بها، تناسب عقلية الأطفال، مثل فكرة العمل التطوعي التى تساهم فى خلق المسئولية الإجتماعية لدى أطفالنا.
يذكر أن أسماء سمير المذيعة بالبرنامج الثقافي ومخرجة أفلام الكارتون والأنيمشن في نستخها العربية أخرجت أكثر من 30 فيلما أهمها فيلم حكاية لعبة 3 ، و جيمس والخوخة العملاقة، ولعبة المدرسة، ومدغشقر 2 و3 و ميجا مايند، و كونغ فو باندا 2 ، و كيف تروض تنينك، و تان تان، كما قامت بتمثيل الكثير من الأدوار الثانوية في هذه الأفلام واهمها دور والدة بونى فى حكاية لعبة 3 .