قالت صحيفة "ذي ناشيونال" الإمارتية إن العلاقات بين إيران وجماعة الإخوان المسلمين دائمًا ما كانت دافئة ومتجذرة في التاريخ ومتطلعة إلى التعميق في المستقبل. وأوضحت الصحيفة أن من أبرز سمات السياسة الخارجية الإيرانية هي قدرتها على بناء النفوذ، ولكن مع صعود الإسلاميين السنة إلى السلطة في جميع أنحاء المنطقة التي دبت فيها روح الربيع العربي ودعم إيران لأعمال القمع التي يمارسها النظام في سوريا، يقول الكثيرون إن موقف إيران الإقليمي أخذ في الانخفاض. ولكن التقييم المعاكس يجب أن يُأخذ على محمل الجد، فإيران كانت متفائلة للغاية بشأن الثورات الشعبية التي وصفتها بأنها "صحوة إسلامية" ثانية، وواثقة أنها تستطيع بناء علاقات قوية مع سكان المنطقة بعد زوال الحكم الديكتاتوري في الجمهوريات العربية. ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الإدراك ربما يكون صحيحًا بشكل خاص مع جماعة الإخوان المسلمين وفروعها في كافة أنحاء المنطقة، بما في ذلك إخوان سوريا التي تعتبر إيران عدوًا لدودًا لها في القوت الحالي. وأضافت الصحيفة "إذا ما أمعنا النظر في الارتباطات التاريخية والتشابهات الأيديولوجية بين ملالي طهران والإسلاميين العرب، فإن هناك مؤشرات على أن إيران لا يمكنها فقط بناء علاقات قوية مع القوى السياسية الناشئة في المنطقة ولكن يمكنها أيضًا تطوير علاقات مستدامة خاصة". وذكرت الصحيفة أن العلاقات بين إيران والإخوان المسلمين لها تاريخ طويل يعود إلى عام 1954، عندما التقى السيد " نافاب صفوي"، الزعيم الإيراني المناهض للشاه، مع كبار أعضاء الجماعة في العاصمة المصرية (القاهرة) لدعم العلاقات بين البلدين. ولفتت الصحيفة إلى أن جماعة الإخوان رحبت بالثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، رغم خيبة الأمل التي طالت أعضاءها عندما أقام "الخميني" دولة شيعية طائفية بدلًا من أن تكون شمولية إسلامية تحترم حقوق السنة في إيران، مشيرة إلى أن العلاقات تعثرت بعد ذلك خلال الحرب العراقية الإيرانية لكنها لم تنقطع. وختمت الصحيفة مقالها بأن العلاقات بين إيران وجماعة الإخوان المسلمين في المنطقة لن تنتهي مع ظهور أنظمة أو صعود حركات في تلك البلدان.