احتفلت محافظة الشرقية بالذكري ال27 لاستشهاد البطل «سليمان خاطر» في مسقط رأسه بقرية أكياد مركز فاقوس. بدأ الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم, ثم قصيدة فى وصف الشهيد سليمان خاطر ألقاها الشاعر سامح المصرى, وكان من أبرز الحضور البطل «أيمن حسن» الملقب بالشهيد الحي الذى قتل 20 جندياً اسرائيلياً للحفاظ على كرامة مصر, والإعلامى ثروت شلبى مسئول الملف الإعلامى للشهيد سليمان خاطر على مدار 27 عاماً, والبطل الحاج محمد العباسى الذى رفع أول علم مصرى على سيناء أثناء حرب 73, وأيضاً الدكتور مجدى زعبل أمين عام حزب الكرامة وعضو مجلس أمناء التيار الشعبى, وعاطف مغاورى أمين حزب التجمع وعضو مجلس أمناء التيار الشعبى ,وعدد كبير من الشخصيات العامة بفاقوس وعدد كبير من الإعلاميين وأبناء القرية. وعرض منظمو الحفل بعض الرسائل التى كان يرسلها الشهيد سليمان خاطر وهو فى الخدمة العسكرية وأيضاً من محبسه وأبرز ما عرض رسالة بتاريخ 10 ديسمبر 1985 وصف فيها الشهيد ما يحدث من الصهاينة على أرض مصر والبلاد العربية وكيف كان يقوم العدو الإسرائيلى باستخدام الأراضى المصرية وخرق اتفاقية السلام لضرب لبنان وفلسطين والسودان, ثم وصف الإعلامى ثروت شلبى ما حدث لسلمان خاطر داخل محبسه وكيف تم نحره داخل محبسه بيد صهيونية والتقط منه الكلمة البطل أيمن حسن الذى كان جندياً على الحدود المصرية الصهيونية وبالقرب من نفس النقطة التى كان يحرسها خاطر, وسرد حسن ما حدث فى العملية التى نفذها وحده وهى قتل 20 جندياً صهيونياً وإصابة 21 جندياً آخرين بمفرده وهذه سابقة لم تحدث من قبل وتوالت الكلمات من المنصة وبعدها تم تسليم كل من البطل أيمن حسن والبطل الحاج محمد العباسى والإعلامى ثروت شلبى درع الشهيد سليمان خاطر. وتعيش أسرة الشهيد البطل سليمان خاطر في قرية أكياد مركز فاقوس بمحافظة الشرقية علي ذكراه ومازالت الأسرة تحتفظ بكل ما نشر عنه من أخبار في كافة وسائل الإعلام رافضين فكرة انتحاره محملين مسئولية قتله للنظام السابق إرضاء لإسرائيل وأمريكا وفي جلسة حوارية بمنزل الشهيد فتحت أسرة الشهيد قلبها للحديث عن واقعة استشهاد البطل سليمان خاطر. في البداية تقول السيدة سعدية عبدالمنعم خاطر شقيقة البطل سليمان خاطر: حصل أخي الشهيد علي الثانوية العامة والتحق بكلية الحقوق جامعة الزقازيق وكان في الفرقة الثالثة ونظراً لانشغال إخوته بالعمل في دولة الكويت واعتمادنا علي الشهيد بشكل أساسي اضطر «سليمان» إلي تأجيل دخول الامتحانات عدة مرات مما تسبب في فصله من الكلية واستدعائه لأداء الخدمة العسكرية. وأضافت قائلة: التحق سليمان بجهاز الأمن المركزي بسيناء ليؤدي الخدمة العسكرية وفي السادس من أكتوبر 1985 سمعنا من الإذاعة الإسرائيلية أن جندياً مصرياً قام بقتل سياح إسرائيليين كان هذا الجندي هو أخي سليمان ولكن من أسمتهم الصحيفة بالسياح كانوا جواسيس تابعين للموساد الإسرائيلي وصعدوا إلي المنطقة التي كان يؤدي عليها أخي خدمته العسكرية وذلك بغرض التصنت علي الأجهزة العسكرية المصرية فقتلهم جميعاً بعد أن حذرهم من الاقتراب فرفضوا وقاموا بإهانة العلم المصري. وتضيف «إنصاف» شقيقة الشهيد قائلة: لم يكن الموضوع بالسهل علينا فقد رأينا ألواناً من العذاب أثناء حبس سليمان فعندما كنا نذهب لزيارة شقيقي كان لابد لنا من استصدار إذن من القوات المسلحة بالسويس ثم بعد ذلك نتوجه برفقة حراسة مشددة إلي سجن الفنارة بالإسماعيلية وأمامنا وخلفنا الجنود كما لو كنا أسري حرب. أما أحمد العوضي زوج شقيقة الشهيد فيحدثنا عن الزيارة الأخيرة التي رأوا فيها الشهيد فيقول زرنا سليمان قبل وفاته بيوم واحد وكان بحالة نفسية وصحية عالية وطلب منا أن نحضر له ملابسه وكتبه الدراسية ولكننا فوجئنا في اليوم التالي لزيارتنا له بإعلان نبأ انتحاره فنزل علينا الخبر كالصاعقة ويستطرد قائلاً: بعد ذلك تأكدنا من الحقيقة التي علمناها من جندي كان من بين الحراس الذين حرسوا غرفته حيث أخبرنا بأنه في هذا اليوم طلب منهم أن يبتعدوا عن الغرفة وبعد أن ابتعدوا دخل رجال ليسوا مصريين ومعهم كاميرات تصوير وأجهزة لم يشهدوها من قبل وقضوا حوالي ساعتين ثم خرجوا وبعد دخولهم إلي الغرفة وجدوا سليمان جثة هامدة ملقاة علي الأرض. ويكمل الحديث السيد عبدالمنعم خاطر شقيق الشهيد قائلاً: كنا نشاهد الدوري المصري وتم قطع الإرسال لنفاجأ بإذاعة خبر وفاة شقيقي سليمان خاطر ويستطرد قائلاً: توجهنا علي الفور إلي السجن الحربي لنفاجأ بحالة طوارئ في السجن كله استمرت طيلة تواجدنا لاستلام جثة الشهيد. أكدت أسرة خاطر أن والدة الشهيد سليمان خاطر ظلت تدعي طيلة حياتها قائلة «اللهم أرني فيمن قتلوه يوماً أسود» لتقوم ثورة يناير قبل وفاتها بشهور وتري بعينها ما فعل بالمخلوع مبارك ورئيس مخابراته عمر سليمان. رحم الله شهيد العروبة «سليمان خاطر» شهيد مصر ومحافظة الشرقية.