رغم انطباق الشروط المطلوبة لتعيين المدرسين بالإسماعيلية على أكثر من 1750 من خريجي كليات التربية والحاصلين على مؤهلات تربوية بتقديرات عالية، إلا أن محافظة الإسماعيلية قامت باستبعادهم من كشوف التعينات في مسابقة التربية والتعليم بالإسماعيلية تحت زعم أنهم ليسوا من مواليد الإسماعيلية. ويرى المستبعدون أن الشروط مجحفة لأنهم ليس لهم ذنب في اختيار محل ميلادهم فمنهم من ولد خارج مصر في إحدى الدول العربية أثناء عمل الوالدين هناك ومنهم من ولد بمحافظة أخرى لارتباط ظروف ميلاده بارتباطات عائلية، لكن هذا الشرط اعتبره القائمون على التعيين ضروريا وفاصلا في تمييز أبناء المحافظة بالوظائف بعدما ظلت لسنوات طويلة ملجأ لأبناء المحافظات المجاورة دون أهلها . وقالت "سحر وليد"، أحد المتضررات: "حصلت على الشهادة الابتدائية والإعدادية والثانوية وقضيت دراستي الجامعية طوال أربعة سنوات بالإسماعيلية وتخرجت بتقدير جيد جدا في ليسانس الآداب والتربية شعبة اللغة الانجليزية، ورغم ذلك تم استبعادي من التعينات بحجة انني لست من مواليد المحافظة". واستنكرت سحر قائلة: "كيف يتم حرماني من التعيين؟ وانا من أبناء الإسماعيلية ولمجرد ان محل ميلادي خارج المحافظة، ولظروف عائلية تعلقت وقتها بسفر والدتي تم اعتباري انني من الغرباء، كيف يعقل هذا وانا حصلت على جميع شهاداتي الدراسية من الإسماعيلية وقضيت عمري هنا؟". ويقول "سعيد عبد الحميد" والد الخريجة إيمان والحاصلة على بكالريوس تربية لغة عربية بتقدير عام جيد جدا بنسبة 77.5% إنه من مواليد الإسماعيلية وزوجته هي الأخرى من مواليد الإسماعيلية ولظروف عمله خارج مصر ولدت ابنته إيمان في ليبيا واثناء التعيينات تم استبعاد أوراقها لأنها من مواليد ليبيا وبقول الوالد"اين حق ابنتي هل اذهب بها الى ليبيا لاعينها هناك وهي تربت وحصلت على شهاداتها حتى الجامعية من الإسماعيلية وانا والدها وجذور عائلتها جميها من الإسماعيلية" وأكد أن تطبيق هذا القرار يعد مجحفا لحقوق ابنائنا الذين اضطرت ظروف حياة عائلاتهم ان يولدوا خارج البلاد. وقال إن هناك نحو 15 من المستبعدين من التعيينات محل ميلادهم خارج البلاد لظروف عائلية تم رفض اوراقهم دون مراعاة لهم. وقال: "إن كان هذا القرار ملزما لتطبيقه فيجب تطبيقه بمرونة وحيادية وبحث الحالات التي اضطرت ظروف ميلادها خارج البلاد عن ميلادهم في محافظات اخرى". ويقول أحمد يوسف حاصل على تقدير عام جيد تربية رياضية إن جميع زملائه ممن هم اقل منه في التقدير ومجموع الدرجات تم قبولهم وتم استبعاد ورفض اوراقي لمجرد انني من مواليد محافظة الدقهلية رغم اني منذ سنواتي الاولى وانا اعيش في الاسماعيلية وتخرجت من مدارس الإسماعيلية وجامعة قناة السويس ومحل ميلادي في الدقهلية لان والدتي اثناء والدتها لي سافرت عند اقاربها لتولي رعايتها هناك ." وقال "عادل عبد العظيم" وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسماعيلية في مكالمة هاتفية مع بوابة الوفد إن شرط أن يكون المعين من مواليد الإسماعيلية كان ضمن اللائحة التي وضعتها المحافظة منذ عدة سنوات للحد من تعيين من هم قادمين من خارج المحافظة والحصول على وظائف ابناء الاسماعيلية. أكد أن ابنته حرمت هي الاخرى من التعيين بسبب هذا القرار رغم انطباق جميع الشروط عليها إلا أن محل ميلادها بمحافظة الشرقية لظروف عائلية ارتبطت وقتها بوالدتها حرمها من الالتحاق بالوظيفية . ويقول صلاح الصايغ عضو مجلس الشورى عن حزب الوفد "إنه استطاع ان يتواصل مع وزبر المالية ممتاز السعيد لجلب 2615 درجة وظيفية في التربية والتعليم لتعيين ابناء الإسماعيلية وسد العجز في التخصصات الدراسية المختلفة. واكد الصايغ انه تم وضع الشروط والمعايير الحاكمة ومنها ان يكون من مواليد الإسماعيلية كفرصة لان تكون الاسماعيلية لابنائها وليس لابناء الوافدين اليها. واكد اننا اردنا ان نرسي مبدءا اساسيا بأن اهل الاسماعيلية هم الاحق بوظائف وخيرات بلادهم وتحقيقا لمبدأ العدالة الاجتماعية. وقال سعيد الصباح امين عام نقابة المعلمين بالاسماعيلية في تصريحات ل "بوابة الوفد": "إن أكثر من 1750 من المتقدمين تم استبعادهم لهذا الشرط . وتابع ان شرط ان يكون المعين من ابناء الاسماعيلية ضروري للتعيين ولكن ان يكون المحدد انه من ابناء الاسماعيلية ان يكون محل ميلاده المحافظة فهذا ليس معقولا لان هناك الكثير من ابناء الاسماعيلية ولدوا في اماكن خارج المحافظة ومنهم من ولد خارج البلاد سواء عربية او اوروبية لظروف تتعلق بعمل عائلاتهم" واكد ان النقابة سعت لوضع محدد آخر يضمن حصر الوظائف على ابناء الاسماعيلية دون التقيد بمحل الميلاد لانه ليس دليل على انه من ابناء المحافظة من عدمه .