قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن التصريحات التي أدلى بها الدكتور "عصام العريان"، القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين ومستشار الرئيس "محمد مرسي"، حول حق العودة لليهود المصريين في إسرائيل إلى موطنهم الأصلي، أثارت أزمة سياسية وجدلًا واسعًا طال مؤسسة الرئاسة وكيان الإخوان المسلمين. وأوضحت الصحيفة أن تصريحات "العريان" بشأن عودة اليهود إلى مصر، بعد أن باتت تتمتع بالديمقراطية الشاملة ولأنه يرى أن الدولة اليهودية إلى زوال، وضعت جماعة الإخوان التي تتولى السلطة في مهب الريح، لاسيما بعد أن فتحت تلك التصريحات الباب على مصرعيه للحلفاء والمعارضين للتنديد بالسياسة الجديدة التي باتت الجماعة تتبعها. ومن جانبه، سارع مكتب الرئيس "مرسي" لينأى بنفسه عن تلك التصريحات، قائلًا: "إنها تمثل رأي الدكتور "عصام العريان" الشخصي ولا تمثل مؤسسة الرئاسة". وندد البعض بجماعة الإخوان في محاولتهم لطرح أرضية من التسامح من خلال دعوة اليهود للعودة، في حين ما زالت الأقليات الدينية في مصر، وعلى رأسهم المسيحيين، تشعر بقلق متزايد بشأن اضطهادهم وحول مستقبلهم في ظل الحكم الإسلامي الجديد والدستور الذي يميل إلى الترسيخ لدولة دينية. ولفتت الصحيفة إلى أن بعض المحللين نظروا إلى هذه التعليقات على أنها نوع من التواصل مع الصهاينة، وكمثال جديد على الوقت العصيب الذي مضوا فيه الإخوان يمزجون بين الخطابات المعادية لإسرائيل والمعادية لليهود وبين مسؤولياتهم الجديدة منذ وصولهم إلى السلطة. وحذر آخرون من أن تصريحات "العريان" فتحت الباب أمام اليهود المصريين للمطالبة بتعويضات عن الممتلكات التي اخذت منهم أو تركوها في مصر، بل من شانها أن تقوض حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم في إسرائيل. وذكرت الصحيفة أن مصر كانت فيما مضى أحد البلاد المزدهرة بالمجتمع اليهودي، وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 65 ألف يهودي غادروا البلاد منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، ومعظمهم ذهبوا إلى أوروبا والغرب ونسبة بسيطة استوطنت في إسرائيل. وقال "يوسف الحسيني" مقدم أحد برامج التوك شو "إن العريان يظهر وجه التسامح لليهود في محاولة لاسترضاء إسرائيل والولايات المتحدة، واعتقد أنه لو خرجت تلك التصريحات من شخصية ليبرالية سيصفونها "بالخائنة".