ما وظيفة التحالفات الانتخابية؟، ومن المستفيد الأكبر منها؟، ولماذا تقدم عليها بعض الأحزاب؟، وهل تحقق الهدف المرجو منها؟، ومتى تلجأ الأحزاب الكبيرة إليها؟ وهل هى النموذج الأمثل للتحالف السياسي؟ ما نعرفه أن التحالفات الانتخابية تعقد بين أحزاب أو قوى سياسية صغيرة لا تمتلك قاعدة كبيرة في الشارع، أو تعقد بين أحزاب أو قوى سياسية لا تمتلك كوادر مؤهلة تغطى جميع أو معظم الدوائر الانتخابية، شريطة أن تشترك جميعها فى الأيديولوجية أو الرؤية السياسية، لكن ماذا عن التحالفات التى تقام بين أحزاب وقوى سياسية مختلفة فى الرؤى أو الأيديولوجية؟، ماذا عن التحالفات التى تعقد بين أحزاب وقوى سياسية لا تعانى من فقر فى كوادر تغطى معظم الدوائر على مستوى الوطن؟، لماذا تتحالف هذه الأحزاب وتغلق الباب أمام بعض كوادرها؟ لماذا تخوض الانتخابات ضمن تحالف وهى قادرة على خوضها بمفردها؟ لماذا ارتضت ان تتنازل عن بعض المقاعد لأحزاب أخرى أقل منها فى الحجم والتاريخ والقواعد والكوادر والشعبية؟. غير خفي عن أحد أن القوى السياسية المتحالفة تحت عنوان: جبهة الإنقاذ، والتي تضم أحزاباً مثل الوفد والناصري والتجمع والدستور وغيرها، تفكر بشكل جاد فى خوض الانتخابات البرلمانية في جبهة واحدة أو كما يقال على قائمة واحدة فى مواجهة التيار الإسلامي، بصياغة أخرى بقائمة مدنية ضد القائمة الإسلامية، والهدف؟ مواجهة جماعة الإخوان وتوابعها من الأحزاب والتيارات الإسلامية ومنعها من السيطرة على أغلب مقاعد البرلمان، والهدف الثاني حصول القائمة المدنية على أغلبية تمكنها من إسقاط أو تعديل الدستور الإخوانى، والهدف الثالث وقف مشروع أخونة الدولة الذي تقوم به جماعة الإخوان المسلمين من خلال الرئيس المؤمن المنتخب محمد مرسى رئيس دولة العشيرة. عندما فكر حزب الوفد وحزب الحرية والعدالة فى خوض الانتخابات البرلمانية الماضية على قائمة واحدة مع العديد من الأحزاب الإسلامية والمدنية، تحت عنوان التحالف الديمقراطي، اختاروا د.وحيد عبدالمجيد منسقا لهذا التحالف، وقبل بدء العملية الانتخابية بأيام جلس قيادات التحالف المدني الإسلامي، واكتشفوا أن النزول بجميع أحزاب التحالف على قائمة واحدة عملية صعبة جدا، وأنهم عليهم إيجاد صيغة للمحاصصة عادلة أو تتناسب وحجم وتاريخ وشعبية وقواعد الأحزاب داخل القائمة، وهذه المشكلة لم تكن العقبة الوحيدة أمام القائمة المدنية الإسلامية الموحدة، بل واجهتهم كذلك مشكلة ثانية وهى أن بعض الأحزاب بالغت فى حجمها وشعبيتها وسعت للحصول على حصة توازى أحزاباً أقدم وأوسع انتشارا. وقد حاولت اللجنة المشتركة حل هذه المشكلات وفشلت لأسباب عديدة منها أن قيادات الإخوان لم تكن مقتنعة بالمحاصصة ولا بقائمة تجمع أحزاباً مدنية، وكانت ترغب فى رفع راية الإسلام هو الحل لكى تسيطر على أفئدة الجماهير البسيطة، فقامت بترويج أفكار معادية للقائمة الموحدة، وجميع هذه الأفكار وجهتها لحزب الوفد لكى تدفعه للانسحاب وتحميله مسئولية إفشال القائمة الموحدة، اتهمته (على لسان مروجيها) انه تأسلم، وأنه خان أفكاره ومبادئه الليبرالية، وأنه بتحالفه هذا وضع يده فى يد التكفيريين والمتشددين، وقيل كذلك إن حزب الوفد أو بيت الأمة جعل نفسه مطية يعبر عليها الإسلاميون إلى الحياة السياسية. وقد انتهت المعركة بإعلان الوفد انسحابه من القائمة المدنية الإسلامية الموحدة ليس لكي لا يكون الغطاء المدني للتيارات الإسلامية، بل لأسباب أخرى عديدة، أهمها ان قيادات الوفد لم تكن تأمن جانب قيادات الإخوان، وأنها كانت على يقين أنهم سوف يخونونه فى أي لحظة، كما أن قيادات الوفد كانت تعلم من البداية استحالة نزول كل أحزاب التحالف على قائمة واحدة، وأن عملية القسمة سوف تكون صعبة ومستحيلة. اليوم كيف توزع أحزاب وقوى جبهة الإنقاذ حصصها فى القائمة الواحدة؟، هل ستنجح فى وضع كل حزب فى حجمه؟ ولماذا عرفوا قائمتهم الانتخابية بالوطنية واتهموا القائمة القديمة (المدنية الإسلامية) بالشيطانية؟ لماذا ارتضوا أن تجتمع أحزاب مختلفة ومتضادة فى الرؤى والأيديولوجية فى قائمة واحدة بعد أن سبق ورفضوها فى البرلمان المنحل؟، لماذا ارتضوا الجمع بين الاشتراكي والليبرالي والناصرى والقومى ولم يرتضوا بالجمع بين الليبرالى والإسلامي؟، لماذا تخوض مصر الانتخابات البرلمانية القادمة منقسمة إلى قائمتين: مدنية وإسلامية؟ قائمة لشرع الله كما سيطلقون وقائمة للشيطان؟