أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة لقاحات فيروس كورونا «كوفاكس» العالمى منذ بداية تطوير اللقاحات لفيروس كورونا، وهو برنامج مصمم لتجميع الأموال من البلدان الغنية والمنظمات غير الربحية لتطوير لقاح كورونا وتوزيعه بشكل عادل فى جميع أنحاء العالم هدفها هو تقديم مليارى جرعة من لقاحات فيروس كورونا الفعالة والمعتمدة بحلول نهاية عام 2021. ما هو «كوفاكس»؟ كوفاكس عبارة عن مبادرة تقودها منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمى من أجل اللقاحات «جافي» والائتلاف المعنى بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة. والهدف من مبادرة «كوفاكس»، هو ضمان التوفير العالمى العادل للقاحات كوفيد19 بمجرد تطويرها والتصريح باستخدامها وتغطى المبادرة حاليا 9 لقاحات مرشحة كورونا المستجد وتستهدف تأمين الإمدادات وتسليم مليارى جرعة للدول الموقعة بنهاية عام 2021. ويتمثل دور آلية كوفاكس فى المراقبة المستمرة لتطوير لقاحات مرض كوفيد لتحديد أنسب اللقاحات المرشحة وتعمل المبادرة مع المُصَنِّعين لتحفيزهم على توسيع طاقتهم الإنتاجية قبل الترخيص القانونى للقاحات. وتضمّ مبادرة كوفاكس (التحالف العالمى من أجل اللقاحات) تسعة لقاحات مرشحة مدعومة من الائتلاف المعنى بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، بالإضافة إلى تسعة لقاحات مرشحة أخرى فى طور التقييم، مما يتيح لمبادرة «كوفاكس» لتصبح أكبر محفظة من اللقاحات المضادة لمرض كوفيد19 وأكثرها تنوعاً فى العالم. ومبادرة «كوفاكس» هى المسئولة عن دعم وتوزيع اللقاحات على مستوى العالم، حيث إن المبادرة تم إنشاؤها فى مارس 2020 وأطلقتها منظمة الصحة العالمية فى أبريل بهدف تمكين البلدان منخفضة الدخل والأقل قدرة على الوصول وتعزيز فرصتها فى الحصول على حصة ملائمة من اللقاح فور جاهزيته للتوزيع بما يغطى أولوياتها العاجلة والملحة. تحديات وصعوبات وعلى الرغم من أن الدول الغنية لا تمثل سوى 14٪ من سكان العالم إلا أنها اشترت 53٪ من اللقاحات المعتمدة حتى الآن وفقًا لبيانات خاصة بثمانية لقاحات فى المرحلة الثالثة من التجارب. وأشارت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها، إلى أن قادة الدول الغنية ركزوا على تأمين اللقاحات لمواطنيهم وعقدوا صفقات للجرعات الأولى حتى فى الوقت الذى لم تثبت فيه البيانات فعالية اللقاحات، وأنفقت الحكومات بما فى ذلك الولاياتالمتحدة، والمملكة المتحدة، واليابان، والاتحاد الأوروبى عشرات المليارات من الدولارات على صفقات مع صانعى اللقاحات مثل فايزر، وجونسون، واسترازينيكا وغيرها. لقد خصصت الولاياتالمتحدة وحدها ما يقرب من 11 مليار دولار، لتطوير واختبار وتصنيع وتخزين مئات الملايين من الجرعات. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من أن الدول الأكثر ثراءً التى تخزن اللقاحات لمواطنيها قد تعرقل الجهود المبذولة للقضاء على الوباء. ودعت منظمة الصحة العالمية إلى مزيد من التضامن بشأن اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، وطالبت الدول الغنية بالتوقف عن إبرام «اتفاقات ثنائية» مع شركات الأدوية. وأكد قادة منظمة الصحة العالمية، أن تطوير نظام توزيع عالمى منسق للقاحات فيروس كورونا يعطى الأولوية لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بالمرض، مثل العاملين فى مجال الرعاية الصحية، من شأنه أن يساعد فى الحد من انتشار فيروس كورونا فى جميع أنحاء العالم. وفى تصريح لمدير منظمة الصحة العالمية «تيدروس أدهانوم» أشار إلى أن مبادرة «كوفاكس» التى تهدف إلى ضمان الوصول المتكافئ إلى لقاحات كوفيد 19 لجميع الدول المشاركة حصلت على عقود بمليارى جرعة من لقاحات كورونا الآمنة والفعالة موضحا أنه سيتم طرح هذه الجرعات بعد فترة وجيزة من تسلمها. وأضاف أن «البلدان الغنية اشترت غالبية إمدادات اللقاحات المتعددة. والآن نشهد أيضا بلدانا مرتفعة ومتوسطة الدخل، وهى جزء من «كوفاكس»، تعقد صفقات ثنائية إضافية. وحذر مدير منظمة الصحة العالمية من أن العالم مهدد بفشل أخلاقى كارثى بسبب عدم تكافؤ سياسات توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وأنه ليس من العدالة أن يحصل الشباب الأصحاء فى الدول الغنية على اللقاحات قبل أولئك الأكثر عرضة للخطر فى الدول الفقيرة. كما أثيرت مخاوف بشأن حقيقة أن العديد من الموقعين على «كوفاكس» بما فى ذلك بريطانيا وكندا، يتفاوضون بشكل مباشر على صفقاتهم الخاصة مع شركات الأدوية. وأوضح الدكتور محمد عز العرب أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومى للكبد والأمراض المعدية والمستشار الطبى للمركز المصرى للحق فى الدواء أن آلية «كوفاكس» «تواجه صعوبات ومشاكل فى أن الدول الغنية منذ فترة عقدت اتفاقيات ممولة مع شركات انتاج اللقاحات حتى قبل إنتهاء المرحلة الثالثة من التجارب الاكلينيكية على اللقاحات على سبيل المثال الولاياتالمتحدة عقدت اتفاقا ممولًا مع شركة فايزر بقيمة 1.92 مليار دولار لدعم الأبحاث للشركة وتزويدها ب100 مليون جرعة من اللقاح، ونفس الأمر مع معظم الدول الغنية وبعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات، وبالفعل وصلت دفعات اللقاحات من هذه الشركات إلى هذه الدول ولكن هناك طاقة انتاجية لكل شركة يتم توزيعها حسب الاتفاقيات الممولة لها ومنظمة الصحة العالمية وفرت 2 مليار دولار لدعم آلية «كوفاكس» وخطتها لزيادة المبلغ إلى 50 مليار خلال الفترة القادمة ووضعت معايير معينة لتزويد الدول بنسب الحصص والتوقيتات منها نسبة المصابين بتلك الدول وبالنسبة لعدد السكان منها مدى احتياج تلك الدول لهذه اللقاحات وعدم وجود القدرة المالية لتوفير اللقاحات وتوفير الأوضاع اللوجستية بهذه الدول من حيث التخزين وتوزيع اللقاحات بصورة عادلة لمواطنى تلك الدول. 20 مليون لقاح لمصر من «كوفاكس» ستتلقى مصر نحو 20 مليون جرعة من لقاح كورونا خلال الربع الأول من عام 2021 بموجب مبادرة «كوفاكس» الدولية التى تنظم توزيع اللقاحات على الدول الفقيرة والنامية. وكشفت الدكتورة مها الرباط وزير الصحة الأسبق والمبعوث الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن مصر ضمن الدول التى سجلت فى مبادرة «كوفاكس»، للحصول على لقاحات فيروس كورونا، والتى ستحصل على حصتها من اللقاح مثل جميع الدول التى سجلت فى المبادرة، كما أنها دخلت فى تجارب لقاحات فيروس كورونا مثل باقى دول العالم. ويرى الدكتور محمد عزالعرب أن مصر تحتاج لكى تكافح الوباء أن يكون 70% من مواطنيها قد تم تطعيمهم ضد الوباء باللقاحات أو تم إصابتهم عن طريق»مناعة القطيع» التى لا نرجوها ومن لا يتحمل المرض سيموت مثل كبار السن وال70% من المواطنين يحتاجون إلى 150 مليون جرعة على الأقل من مختلف الشركات.