رأت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الهجوم على ملحق الكنيسة المصرية في مدينة "مصراته" بليبيا. يمكن أن يكون علامة على أن العنف بدأ يأخذ بُعدًا جديدًا في بلد يترنح بالفعل نتيجة المواجهات الدامية بين القبائل والميليشيات والأجهزة الأمنية، خاصة وأن هذا الحادث يأخذ طابعًا دينيًا. وقالت الصحيفة إن هذا الحادث أسفر عن مقتل اثنين من المسيحيين المصريين في انفجار قنبلة في كنيسة بالقرب من مدينة مصراتة الليبية في أحدث سلسلة من الهجمات ذات الدوافع الدينية من قبل متشددين إسلاميين فيما يبدو. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية في ليبيا، أن مجهولين ألقوا عبوة ناسفة عند المدخل الرئيسي لمبنى الكنيسة يوم السبت أثناء خروج المصلين، وقال شاهد عيان إن من بين الذين قتلوا أحد موظفي الكنيسة. وأدان المسئولون المصريون والليبيون الهجوم. وطالب "محمد صوان"، رئيس حزب الإخوان المسلمين الليبي، الحكومة بسرعة العثور على الجناة، ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الحادث. الجدير بالذكر أن السلفيين المحافظين، هاجموا على مدى العامين الماضيين عشرات المواقع المرتبطة بالأقليات الدينية في ليبيا ودول شمال أفريقيا. وشن متشددون إسلاميون هجومًا على كنيسة "القديسيين" المسيحية القبطية في الإسكندرية ليلة رأس السنة الجديدة 2011، مما أسفر عن مقتل 23. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن المسلمين أغلبية في ليبيا، إلا أن الأقلية المسيحية الصغيرة تتألف في معظمها من المغتربين من شرق أوروبا وآسيا والآلاف من العمال المهاجرين المصريين. وتعد مدينة "مصراتة" المحافظة، واحدة من جبهات القتال الرئيسية في الانتفاضة المسلحة ضد نظام العقيد السابق "معمر القذافي"، وبها كنيستين بُنيت خلال الاحتلال الإيطالي لليبيا. وقالت الصحيفة: إن هذا الحادث أصيب أقباط مصر بمزيد من الحسرة والخوف والرهبة من وقوع المزيد من الهجمات على المواقع المسيحية خلال الاحتفالات التي تسبق احتفالات عيد الميلاد الخاصة بهم، والتي تجري يوم 7 يناير. وذكرت صحيفة "هيرالد" الليبية الناطقة بالإنجليزية، إن الدبلوماسيين المصريين يطالبون بتشديد الإجراءات الأمنية حول ترتيبات الكنائس المسيحية القبطية في ليبيا.