مر عام 2012 على الأسرة المصرية بكثير من الدموع والألم، مليئا بالأحداث الحزينة التي أدمت القلوب، مابين أمهات ثكالى، وثورة غضب المرأة المصرية والتي اكتشفت أنها مازالت تعانى من التهميش والقهر بعد دورها المجيد في ثورة 25 يناير 2011 والتي توسم المجتمع المصري بعدها زيادة دور المرأة فى المجتمع والحفاظ على مكتسباتها، ولكن جاءت رياح 2012 بما لا تشتهي حواء مصر. حادثة بورسعيد وأمهات الشهداء جاءت بداية العام ثقيلة ومفجعة مع حادثة استاد بورسعيد وضحاياها من الشباب والصغار والتي وقعت أحداثها مساء الأربعاء 1 فبراير 2012 عقب مباراة كرة قدم بين المصري والأهلي، وراح ضحيتها أكثر من 73 قتيلا ومئات المصابين، وتم اعتبارها أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية، ووقفت مصر تشهد صراخ وعويل أمهات وشقيقات الضحايا اللائى ارتدين الملابس السوداء حزنا على فراق ذويهن، واحتشدوا أمام مشرحة زينهم فى انتظار فلذات أكبادهن، مطالبات بالقصاص لأرواحهم الطاهرة، ووسط الأسماء العديدة من الضحايا، وكان الطفل أنس محيى الدين من أشهر هذه الأسماء باعتباره أصغرهم عمرًا، والذي ترك وصيته على هاتفه المحمول والتى كان يتوقع فيها قتله أثناء المباراة موصيا فيها بخروج الجنازة الخاصه به من ميدان التحرير، وأن يصلى عليه فى الميدان، وأن يتم تكفينه بعلم مصر. استشهاد جنود رفح وجاء حادث استشهاد جنود رفح ليعيد الألم مرة اخرى، فكانت الأسرة المصرية على موعد مع حزن جديد بعد استشهاد 16 جنديًا من الأمن المركزى في يوم الأحد 5 أغسطس فى شهر رمضان ساعة الإفطار، بعد هجوم مجموعة من الإرهابيين على معسكرهم، وهو ما ادانه جميع طوائف الشعب المصري كما ادانته الجبهة النسائية المصرية رافضة أن يمر هذا العدوان الإجرامي دون قصاص من القتلة المجرمين, وكان المشهد الاكثر حزنا بطبيعة الحال لحظة تشييع جثامين شهداء الهجوم الإرهابي وسط انهيار أهالي وأقارب الشهداء وجلوس أمهات الشهداء على الأرض فى حالة من البكاء الشديد. كارثة قطار أسيوط وفى نوفمبر 2012 كانت حادثة قطار أسيوط التى وصفت بأنها أكثر الحوادث دموية، كونها حدثت لأطفال صغار في عمر الزهور، وكشفت عن تقصير وإهمال حاد فى أحد أهم مرافق الدولة، وهو قطاع النقل والمواصلات حيث اصطدم قطار أسيوط رقم 165بحافلة مدارس معهد النور الأزهرى، مما أدى إلى مصرع 55 طفلا في عمر الزهور من أبناء قرية المندرة، حيث تناثرت أشلاء وجثث تلاميذ علي المزلقان، وسط نحيب الأمهات، واتشحت اسيوط بالسواد في تشييع جثامين الشهداء فى جنازة شعبية مهيبة. استشهاد جيكا وإسلام وكأن مصر قد كتب عليها أن تخلع ملابس الحداد لترتدى آخر، فقد تلا فاجعة أطفال أسيوط، استشهاد عضو حركة 6 أبريل جابر صلاح الشهير ب"جيكا"، والذي استشهد خلال الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين في الذكرى الأولى لأحداث محمد محمود، ما ادى الى اندلاع احداث عنف جديدة اعقبها إحراق وتخريب لمقرات حزب الحرية والعدالة فى عدد من المحافظات، والتي استشهد على إثرها فى البحيرة الشاب إسلام مسعود بعد المواجهات التى حدثت امام مقر حزب الحرية والعدالة فى دمنهور. عام الغضب للمرأة المصرية وعلى الصعيد السياسي الذي لم يكن أقل ارتباكاً من الصعيد الإنساني على مستوى 2012 للاسرة المصرية فقد تم إلغاء نظام الكوتة أو نظام الحصص الذي كان يضمن للمرأة الحصول على 64 مقعداً في البرلمان، ليحل محله قانون انتخابي جديد لم يسفر عنه سوى نجاح تسع نساء فقط فى الحصول على مقاعد فى مجلس الشعب المنحل ثم عيَّن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المجلس العسكري الحاكم سابقاً، سيدتين أخريين، وبهذا أصبحت حصة النساء في عضوية مجلس الشعب نحو 2% فقط. وبالرغم من إعادة هيكلة عدة مؤسسات للمرأة، و إنشاء عدد من الائتلافات المكونة من جمعيات أهلية نسائية، إلا انها لم تصل الى الحد الادني الذي طالبت به الناشطات فى مجال العمل النسائي اللاتي تكررت وقفاتهن الاحتجاجية الرافضة لتمثيل المرأة في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور سواء الأولى أو الثانية، وهو ما أنتهى الى تجمع عدد من السيدات أمام مجمع التحرير ليقمن بقص شعورهن كنوع من الاعتراض على الدستور الجديد الذي اعتبرته العديد من الرموز النسائية مجحفا لحقوق المرأة، مطالبين بإعادة تشكيل جمعية تأسيسية جديدة منتخبة، ودستور مصري جديد. هي والتحرش أشتهر عام 2012 أو عام التحرش كما أطلق عليه بإستمرار ظاهرة التحرش الجنسي، وأشارت دراسة للمركز المصري لحقوق المرأة عن التحرش الجنسي تحت عنوان "غيوم في سماء مصر"، إلى زيادة تعرض المحجبات للتحرش، وكشفت عن أن 64.1% من المصريات، يتعرضن للتحرش بصفة يومية. كما اكد تقرير لمكتب شكاوي المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر لعام 2012 أن حوالي 64 % من نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسي سواء باللفظ أو بالفعل في الشوارع والميادين العامة. وهو ما جعل مصر تحتل المرتبة الثانية علي العالم بعد أفغانستان في التحرش الجنسي . وكان أشهر حوادث التحرش ذلك الحادث الذي تعرضت له الفتاة إيمان بأسيوط إثر قيامها بالدفاع عن نفسها ضد أحد المتحرشين فقام بقتلها ببندقية آلية. و تعرضت الفنانة بسمة زوجة الدكتور عمرو حمزاوي، عضو مجلس الشعب السابق، للتحرش أثناء مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية المنددة بحبس الصحفيين في قضايا نشر. وفى اكتوبر تعرضت سونيا دريدي مراسلة قناة "فرانس 24" في مصر للتحرش الجنسي في ميدان التحرير بوسط القاهرة أثناء تأديتها لعملها، ووفقا للأرقام والإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية أصبح التحرش الجنسى يمثل 13٪ من مجمل الجرائم التى ترتكب بعد أن كانت لا تتعدى 6٪ فقط، وهو ما جعل البعض يسمونه بوباء 2012 .