يتحول بعض البشر الي ذئاب ويتربصون لضحاياهم، ينتهزون الفرصة السانحة للانقضاض علي الفريسة وتكون المأساة. دقت الساعة العاشرة صباحاً »شيماء« من نومها وحملت طفلتها »سما« التي لم تتجاوز عامها الخامس وتزينت واستأذنت زوجها في الذهاب الي والدها لزيارته بمدينة »6أكتوبر«، واستقلت سيارة أجرة من موقف كرداسة لكنها لم تكن تعلم ما يخبئه فيه لها القدر من لطماته.. فور نزولها من السيارة بموقف الحي الحادي عشر تتبعها ذئبان بشريان يستقلان دراجة بخارية وأمطرها بكلام الغزل، وتطور الأمر الي التحرش بها.. وعندما أعربت عن رفضها طلباتهما الدنيئة، ألقيا عليها البنزين وأشعلا فيها النيران وفروا هاربين. تدخل القدر لينقذ الطفلة التي كانت تحملها وتدخل بعض الشباب لاطفاء النيران من علي جسدها ونقلوها الي المستشفي لتستيقظ شيماء حامد يحيي »25سنة« وتجد نفسها علي سرير داخل قسم »8« للحروق في مستشفي قصر العيني وجسدها يخفيه القطن والشاش ومجموعة من الاطباء حولها يحاولون علاج الحروق التي التهمت رقبتها وصدرها وبطنها وقدميها ووصلت نسبتها الي»70٪«. انتقلت »الوفد« الي المستشفي والتقينا ب»شيماء« لتروي لنا المأساة.. وبدأت بقولها.. طلبت من زوجي اصطحاب طفلتي»سما« 4 سنوات والذهاب الي مدينة »6أكتوبر« لزيارة والدي بشقته في الحي الحادي عشر يوم الجمعة رابع ايام العيد قبل أذان الظهر واستقلت سيارة ميكروباص من موقف كرداسة، وعندما وصلت الي شقة والدي وطرقت الباب لم يجبني احد فاصطحبت طفلتي وذهبنا الي مطعم قريب لتناول وجبة الغداء وعندما فرغنا من الطعام وخرجنا الي الشارع فوجئت بشخصين لا أعرفهما يستقلان دراجة بخارية ويسيران خلفي وأخذا يلقيان علي مسامعي مثل »تعالي معانا الشقة فاضية« و»وانتي عايزة كام« فنظرت حولي ابحث عن احد المارة لأستغيث به ولمحت كشك سجائر فذهبت الي صاحبه واخبرته فقال لي اذا حاولا معاكستك مرة أخري تعالي وأنا أحميك فذهبت باتجاه منزل والدي لعله يكون عاد لكن وانا في الطريق اعترضني احدهما بالدراجة البخارية وحاول ان يضع يده علي جسدي فصفعته علي وجهه فألقي علي البنزين واشعل الاخر النيران فدفعت طفلتي بعيداً عني فتجمع المارة حولي وأطفأوا النيران ولم أشعر بشيء الا وانا في مستشفي »6 أكتوبر« ومن حولي بعض الضباط وسألني رئيس مباحث قسم ثاني اكتوبر ويدعي أيمن الشرقاوي عن اوصاف المتهمين وعاد مرة أخري ومعه صور بعض الاشخاص وتعرفت عليهما واخبروني بانهم تمكنوا من ضبط احدهما ثم تم نقلي بعد ذلك الي مستشفي قصر العيني.. لكن عند سؤالي ماذا سوف يكون عقابهما بعد ان شوهاني والله أعلم سوف يتم شفائي أم لا.. أطلب من القاضي أن يحكم عليهما بالتعذيب كم عذباني لأن الاعدام راحة ولن يطفئ ناري. التقط الزوج المكلوم محمد عبدالحفيظ »38 سنة« عامل طرف الحديث وتحدث بحرقة من شدة ما حدث لزوجته واصفاً ما حدث لها بالوحشية وانه يحمد الله علي نجاتها وطفلته »سما« التي اصبحت لا تذوق النوم ودائمة البكاء جراء مشاهدتها امها تحترق امام عينيها ومنذ ذلك اليوم كان تسألني عن امها أين ذهبت وأنا لا أستطيع الرد. كان اللواء أسامة المراسي مساعد أول وزير الداخلية لأمن »6 أكتوبر« بلاغ من المقدم ايمن الشرقاوي رئيس مباحث قسم ثاني أكتوبر بقيام مجهولين باشعال النيران في شيماء حامد »25 سنة« ربة منزل اثناء سيرها بالحي الحادي عشر فكلف بسرعة ضبط المتهمين وتبين من تحريات العميد محمد ابوزيد رئيس مباحث المديرية والعقيد رضا العمدة ان وراء ارتكاب الحادث كلاً من سمير صبري وقرني سيد معوض مسجلين خطر. تم اعداد كمين لضبطهما وتمكن الرائدان فوزي عامر واحمد سمير معاوني المباحث من ضبط الأول وبمواجهته بالتحريات اعترف امام اللواء احمد عبدالعال مدير ادارة البحث الجنائي بارتكاب الواقعة مع شريكه الهارب. تمت احالة المتهم الي النيابة وتولي محمد سلطان وكيل اول نيابة أكتوبر ثاني التحقيق معه باشراف محمد ابومسلم مدير النيابة وقرر حبسه »15« يوماً علي ذمة التحقيق، جددها قاضي المعارضات كما طلبت النيابة من المباحث سرعة ضبط المتهم الثاني.