"زينب" طفلة تركية لم يتجاوز عمرها 12 شهرا تصدرت نشرات الأخبار الرئيسية، أجبرت عائلات بأكملها أن تجهش بالبكاء وهي تستمع الى تراجيديا "الموت والحياة" التي رافقت انقاذ زينب من نهاية وادي سحيق بعمق تجاوز ال 100 متر. كان العسكري "أحمد مراد بيردانه" برفقة زوجته وابنته، يستقلون سيارتهم الخاصة، ويستمتعون بإجازة حصل عليها مؤخرا.. كانت العائلة على موعد مع الموت...لحظات قاسية واجهتها ثلاثتهم، عندما انقلبت بهم السيارة واستقرت على عمق 100 متر في وادي سحيق، في مدينة موغلا، المطلّة على بحر إيجة، غرب تركيا،فاختفوا مع السيارة عن أنظار المارة. ويسجل لفرق الانقاذ التركية خبرتها الواسعة وسرعة العثور على المفقودين، إلا أنهم في حالة هذه العائلة احتاجت عناصر الدرك برفقة طاقم طبي الى 25 ساعة كي يعثروا على الطفلة "زينب" على قيد الحياة، فيما فقد أباها وأمها حياتهما في الحادث المروع. كانت زينب مع قدر الحياة فيما كان والداها مع قدر الموت... بقيت الطفلة الأعجوبة على قيد الحياة مع إصابات بسيطة رغم تدرحج السيارة عشرات المرات وارتطامها بالكتل الصخرية على طرف الوادي السحيق، مع كل هذا، ومع درجات الحرارة التي تصل ليلا الى ما دون الصفر المئوين علاوة على فقدان حليب الرضاعة، الا ان قدر الحياة التي كتبت لزينب كان كافيا لفرق البحث أن تجدها تتنفس طبيعيا. وما أن علمت رئيس هيئة الأركان التركية، نجدت أوزال، بالحادثة حتى أمرت بإرسال طائرة إسعاف، لإخلاء الطفلة "زينب" الى مشفى في العاصمة أنقرة لإستكمال علاجها من رضوض اصيبت بها، وللتأكد من عدم وجود نزيف باطني، لا يكتشف إلا من خلال الفحوص السريرية والمخبرية. نقلت زينب إلى أكاديمية "غول هانه" الطبية العسكرية ، في أنقرة، وذلك من مطار عسكري في ولاية موغلا جنوب غربي تركيا، بعد استكمال الإسعافات والفحوصات الأولية. في حفل وداع مهيب من قبل ثلة من الجنود العسكريين ودعها من زملاء والدها الذي كان رتبة ضابط مساعد.