غدا.. "الصحفيين" تحتفل بميلاد رواد المهنة وتكرم الحاصلين على الماجستير والدكتوراه    سعر الدينار الكويتي أمام الجنيه اليوم الثلاثاء 30-4-2024 في مصر    تصالح مخالفات البناء.. "الإجراءات والمتطلبات"    اليوم.. نظر استئناف دعوى إثبات نسب طفل ل"اللاعب إسلام جابر"    سعد الدين الهلالي يرد على تصريحات زاهي حواس حول وجود الأنبياء في مصر    انهيار أسعار الفراخ اليوم نهاية أبريل.. البيضاء نزلت 20 جنيه    مجلس الشيوخ يستأنف جلساته العامة اليوم    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    بكاء ريهام عبد الغفور أثناء تسلمها تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور    ختام عروض «الإسكندرية للفيلم القصير» بحضور جماهيري كامل العدد ومناقشة ساخنة    «طب قناة السويس» تعقد ندوة توعوية حول ما بعد السكتة الدماغية    حقيقة نشوب حريق بالحديقة الدولية بمدينة الفيوم    اليوم.. محكمة جنح القاهرة الاقتصادية تنظر 8 دعاوى ضد مرتضى منصور    الجيش الأمريكي ينشر الصور الأولى للرصيف العائم في غزة    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    اندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في مخيم عسكر القديم شرق نابلس    مباراة من العيار الثقيل| هل يفعلها ريال مدريد بإقصاء بايرن ميونخ الجريح؟.. الموعد والقنوات الناقلة    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    تعرف على أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منه    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    حبس 4 مسجلين خطر بحوزتهم 16 كيلو هيروين بالقاهرة    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    لتلوثها ببكتيريا برازية، إتلاف مليوني عبوة مياه معدنية في فرنسا    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    مصدران: محققون من المحكمة الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية بغزة    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    الأهلي يفعل تجديد عقد كولر بعد النهائي الإفريقي بزيادة 30٪    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أحمد كريمة : جماعة الإخوان خرجت من عباءة السلفية
نشر في الوفد يوم 16 - 12 - 2020

التيار السلفى أساس المصائب.. والجماعة تستهدف الشعوب لخدمة الكيان الصهيونى
اتهام الأزهر بتفريخ الإرهابيين والمتطرفين.. افتراء كاذب
تجديد الخطاب الدينى دعوة نبوية.. والانقلاب على ثوابت الدين مرفوض
فترة «مبارك» ساعدت على تأصيل التيار السلفى.. وأحذر من تصاعد الإرهاب
الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية، مواليد 1951، عمل بالتدريس بالأزهر الشريف قرابة 40 سنة، ما بين المعاهد والجامعة، زار العديد من الدول العربية والأجنبية فى مهام علمية ودعوية، وأسس ورأس مؤسسة «التآلف بين الناس» الخيرية لخدمة صحيح الدين من الوسطية والتسامح وإغاثة ذوى الحاجات.
له العديد من المؤلفات العلمية منها كتاب «الجهاد فى الإسلام» و«القدس والمسجد الأقصى» و«مواجهة منكرى السنة النبوية» و«السنة النبوية بين الاجتراء والافتراء» و«الاعتداءات الأثيمة على السنة النبوية القويمة» و«قضية التكفير فى الفقه الإسلامى» و«قضية الحكم بغير ما أنزل الله تعالى» و«فتنة التكفير» و«السلفية بين الأصيل والدخيل» و«جماعة الإخوان.. رؤية نقدية» و«الإرهاب داء ودواء» و«تهافت السلفية» و«الإسلام وظاهرة العنف المعاصر».
«الوفد» التقت فضيلة الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف فى هذا الحوار.
بداية هل ترى أن فيروس «كورونا» وباء أم ابتلاء؟ وما تقييمكم لتحرك الدولة لمواجهة هذه الجائحة؟
- هى جائحة وليست وباء، فالجوائح أو الأوبئة قديمة قدم البشرية، فما خلا عصر من وباء أو جائحة فقد قدم على البشرية السل والجدرى والجذام، والطاعون وهكذا، ففى عهد سيدنا عمر بن الخطاب حدث الطاعون مرتين فى الشام آخرهما كان طاعون «عمواس»، فالأوبئة والجوائح لا علاقة لهما بالتدين أو عدم التدين، وليست لهما علاقة بإيمان أو كفر، ولا توحيد ولا شرك ولا طاعة ولا معصية ولا التزام ولا عزم التزام، نهائيًا، فسيدنا عمر بن الخطاب كان رجلًا عادلًا يُضرب به المثل فى العدل، وخيار الصحابة كانوا فى الشام، فالجائحة من سنن الله الكونية فالله عز وجل يقول فى سورة الإسراء «وما نرسل بالآيات إلى تخويفا» فجلد الذات غير مطلوب، وقد ينبرى أناس يقولون إنها معاص وانتقام، فالله عز وجل لا ينتقم من أحد، فالانتقام يكون من الملاحدة، أما هذا العالم فيه مسلمون وأهل كتاب وعصاة وطائعون، فهل جائحة كورونا، خاصة بغير المسلمين، فقد شملت المسلمين وغيرهم، وبطبيعة الحال الدولة مشكورة كان لها دور استباقى وهذا ما قلل حجم التأثر، ففى مصر يعيش ما لا يقل عن 110 ملايين مصرى ووافد، ومع ذلك معدل الإصابات كان قليلًا بالنسبة لهذا العدد، والدولة أقامت مستشفيات للعزل، والتوعية ووزارة الصحة كان بها استنفار، لكن يبقى الأمر فى أيدى الناس أنفسهم، فهناك ثقافة شعب أيضاً، والدولة قامت بجهود كبيرة فى حدود المتاح من إمكانات.
هناك تصريح صدر على ألسنة بعض العلماء ومنهم مفتى الجمهورية بأن موتى كورونا شهداء فما صحة ذلك؟
- لدينا فى الفقه أو التشريع الإسلامى الشهداء على ثلاثة أقسام، فهناك شهيد الدنيا والآخرة «الجهاد المشروع»، لأنه بحسب الظاهر لنا شهيد وبنيته السليمة شهيد، فالراجح أنه لا يغسل ويدفن فى ملابسه، فلا يكفن ويصلى عليه رفعًا لدرجاته، مثل الشهداء فى بدر وأحد والخندق، لا نقصرهم على الأمر الدينى، حتى معارك التحرر الوطنى مثل حروبنا ضد الكيان الصهيونى، فكل من قتل فى هذه المعارك من العرب شهداء، ثانيًا هناك شهداء الدنيا فقط، وهو من خرج ليس لله ولكن خرج طمعًا أو حمية أو رياء، فنقول إنه بحسب الظاهر شهيد، أما بينه وبين الله فأمره يرجع إلى الله، ولكن لابد أن تجرى عليه أحكام الشهداء، أما القسم الثالث وهو المقصود هنا فهناك شهيد الآخرة وهو كل من مات حتف أنفه، فالرسول صلى الله عليه وسلم بيّن ذلك فى حديث المبطون والحرق والغريق وصاحب الهدم والنفساء، فالرسول عدهم خمسة، واليوم جائحة أو كوفيد 19 أو المعروف إعلاميًا بكورونا- بلا شك- هو مبطون إذن فهو شهيد، وهؤلاء كلهم شهداء يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم ويدفنون ولهم جزاء الشهداء عند الله عز وجل، وجائحة كورونا مرض يدخل فى المبطون الذى جاء فى الحديث النبوى الشريف.
البعض يتصدر الحديث فى أمور الدين بغير ضوابط.. فما تقييمكم لخطورة ذلك ممن لا يملكون أدوات التجديد فى علوم الشريعة وخطابها؟
- هذا من أشراط الساعة، فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: إن من أشراط الساعة أن يتكلم الرويبضة فى أمور الدين، قالوا وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم فى أمور العامة «الناس»، فعندما ننظر فى القرن الماضى فقد حدثت به ملابسات غريبة لكنها ليست مصادفة لكنها كانت مرتبة، فالأزمة تمثلت فى حدوث فراغ روحى هائل، فصار الميدان خاليًا وعلى مدى مراحل متعاقبة ظهرت ثلاثة اتجاهات، الأول تيار سلفى فى عشرينيات القرن الماضى، وبعدها بسنوات ليلة جماعة الإخوان، ثم الجمعية الشرعية التى تجمع ما بين السلفية الدعوية والصوفية الحقيقية تتسم بالاعتدال، وهذه الاتجاهات الثلاثة جاءت فى وقت متقارب فى ظل الاحتلال البريطانى لمصر تنفيذًا لأهداف قوى مخابراتية عالمية لوأد الحركة الوطنية المصرية ولتكون هذه الاتجاهات بديلًا فى مراحل أخرى عن الأزهر الشريف، وعندما ننظر للتيار السلفى نجد أنه أساس المصائب، وهذا الفكر السلفى الإخوانى الذى جاء بتخطيط إنجليزى وتمويل أوروبى وزاد عليه فى وقتنا الراهن التمويل الأمريكى، ولا يزال هذا الفكر يستهدف تأصيل العنف الفكرى والسلوكى واستنزاف طاقات الشعوب لخدمة الكيان الصهيونى، وهناك خطأ يتم تداوله فى الإعلام أن جماعة الإخوان خرج من رحمها جميع التيارات التكفيرية، وهذا خطأ شائع، فالإخوان خرجوا من السلفية، فحسن البنا عندما عرَّف جماعته قال: «إنها جماعة سلفية صوفية.. شراكة رياضية اجتماعية» فقد أقر «البنا» نفسه أنها سلفية، فالسلفية موجودة قبل جماعة الإخوان.
إذن الإخوان جماعة خرجت من رحم السلفية وليس العكس؟
- نعم.. هذه هى الحقيقة، ثانيًا سيد قطب فى تعاليمه قلَّد «المودودى» وهو سلفى فى شبه القارة الهندية، وفكرة تأسيس جماعة الإخوان أتت من أحمد السكرى وهو من السودان وليس مصريًا، فحسن البنا سرق الفكرة كعادة الإخوان فى السطو على ابتكار الآخرين، ونسبها لنفسه، فقد سرق «البنا» فكرة قيام الإخوان ونسبها لنفسه، ولكن يعنينا أنها جماعة لا تمثل الدعوة الإسلامية لا من قريب ولا من بعيد، أما التيار السلفى فقد ألغى الدين كدين واحتكم إلى مذهب فى الدين.
والله عز وجل يقول: «ومن يتبغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه» و«إن الدين عند الله الإسلام»، «هو سماكم المسلمين» فالتحاكم إلى الدين، لكن الاتجاهات الثلاثة الإخوان والسلفية والشيعة وما يتفرع فيما يأتى يتحاكمون إلى مذهب فى الدين وليس الدين كله.
أطلقت مصطلح الخوارج على كل من الإخوان والسلفية الوهابية فلماذا؟
- نعم.. كنت من أطلق مصطلح «الخوارج» على الإخوان والسلفية منذ عدة سنوات، وكتبت ذلك فى العديد
من مؤلفاتى مثل «قضية التكفير فى الفقه الإسلامى» و«قضية الحكم بما أنزل الله عز وجل» و«فتنة التكفير» وقررت فى هذه المؤلفات كما قلت فى وسائل الإعلام إن هذه الفئة ينطبق عليها ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم أنهم خوارج والحديث النبوى الشريف واضح قال عليه الصلاة والسلام «سيخرج فى أواخر الزمان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يدعون إلى كتاب الله وهم ليسوا منه فى شىء، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وقراءتكم إلى قراءتهم.. إلى أن قال صلى الله عليه وسلم فاعتزل تلك الفرق.. قال ذلك صراحة على أنهم خوارج هذا الزمان وهذا من إعجاز النبى صلى الله عليه وسلم.
وما مدى صدق شعارات الإخوان والشيعة والسلفية؟
- هذه الفصائل الثلاث رفعت شعارات كاذبة، أولاها الإخوان الذين رفعوا شعار «الخلافة» للضحك على الشعب، والثانية: الشيعة يرفعون شعار «الإمامة» والسلفية يرفعون شعار «الصحابة»، والثلاثة كاذبون فلا هم يعنيهم الخلافة أو الصحابة أو الإمامة، بل يعنيهم الكرسى واللقمة الهنية.
كثيرون يرون أن السلفيين أخطر من الإخوان فما تعقيبك؟
- نعم.. السلفية أخطر من الإخوان، لأنهم يريدون القفز على كرسى الحكم بعيدًا عن قولهم بتطبيق الشريعة الإسلامية، فقد كان هناك مشروع لتقنين الشريعة الإسلامية قدمه الدكتور صوفى أبوطالب رئيس مجلس الشعب الأسبق، فلماذا لم يستخرج الإخوان هذا المشروع ليناقشوه، لأنها كانت سبوبة وأكذوبة، يضحكون بها على الناس، فهم كانوا يتسارعون على الحكم، إنما السلفية تغير فى الدين، وهذا أخطر، والنتيجة أن المسلمين أصبحوا يتعبدون بمذاهب فى الدين على حساب الدين، والشيخ محمود شلتوت- رحمه الله- قال عبارة فى كتاب «التغريب» وهى: «ما كانت شريعة الله تابعة لمذهب، وما كانت مقصورة على مذهب، لأن ربنا يقول: إن الدين عند الله الإسلام»، وأريد أن مصر تتطهر ولا تتمذهب.
مؤخرًا صدر لكم كتاب «التطرف.. المنسوب إلى الدين وتداعياته»، فماذا تقصد بذلك؟ وماذا عن فكرة الكتاب؟
- فكرة الكتاب تدور حول الكلمة التى لم يتفق عليها وهى التطرف، ثانيًا للأسف أن هناك مصطلحات إعلامية خطأ، مثل التطرف الدينى، فقد نسبت التطرف إلى الدين، والدين ليس به تطرف، ولذك احتطت لنفسى فقلت «التطرف المنسوب إلى الدين وتداعياته»، هذه هى التى أحذر منها الدول والشعوب والنظم والمجتمعات، وهذا الكتاب ذكرت فيه: لماذا نشأ التطرف، وهذا أهم شىء، فهذه عملية استقرائية فى المنهج الأكاديمى العلمى تحليلية، فالمنهج استقرائى تحليلى، فلماذا ظهر التطرف من بعض المنسوبين أو المشتغلين أو المحسوبين على الدين، ثم تحدثت عن القواسم المشتركة للجماعات المعاصرة، وتحدثت عن أربع جماعات أو اتجاهات، أولها الفرق السلفية، الدعوية الحركية والجهادية، وثانيًا جماعة الإخوان، وثالث تنظيم الدولة الإسلامية «الدواعش» ورابعًا «غلاة الشيعة»، ومن هنا فقد شخصنا المرض أو الداء، أما العلاج فقد ذكرته فهناك علاج فى العملية التعليمية الدينية، وهناك علاج للعملية الدعوية، وهناك علاج لمعالجة الطائفية الإسلامية، وهناك معالجة إعلامية ويقع الكتاب فيما يقرب من 350 أو 400 ورقة.
البعض يوجه اتهامات عديدة إلى جامعة الأزهر بأنها تفرخ إرهابيين أو متطرفين من كلياتها.. فما ردك على هذه الاتهامات؟ وماذا عن مشروعك لمواجهة الجماعات المتطرفة؟
- هذه افتراءات كاذبة، فإذا نظرنا إلى تاريخ الأزهر منذ ألف وسبعين عامًا.. فكم إرهابى تخرج أمثال عمر عبدالرحمن وعبدالرحمن البر وعدد من الإخوان والسلفيين، لم نجدهم يزيدون على ال20 فرداً، وهو عدد قليل جداً بالمقارنة بملايين أصحاب الفكر الوسطى المعتدل الذين تخرجوا فى جامعة الأزهر، فلا شىء، ولا يصل إلى الآن إلى 1٪ من عدد الخريجين، وسيظل الأزهر الشريف منارة الفكر الإسلامى والصحيح، وبعد دراستى الفقه المقارن وحسبما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم، أجده فى الأزهر، والفهم الإسلامى السليم لن يخرج عن الأزهر، والأزهر بخير، والدليل ثقة العالم به وبإمامه، لكن للأسف فإن طعن الأزهر يأتى من الداخل ولا نعرف قيمته ونطعن فيه ونقلل من جهوده، وهذا أمر لا يليق وغير مقبول، وحالياً يقوم الأزهر الشريف بجهود حثيثة لمراجعة المناهج وضمان الجودة التعليمية الإسلامية، وقد أخرجت مشروعاً للنور هو «المحجة البيضاء» لنقض شبهات العنف الفكرى المسلح، وهو عبارة عن 20 بحثاً علمياً، ولكن لا نجد الدعم المالى من الدولة لطباعته، كما أصدرت كتباً عن السلفية، ولدى كتاب طبع مرتين اسمه «جماعة الإخوان.. رؤية نقدية».
وما ردك على الفتاوى الشاذة التى تخرج من آن لآخر التى تثير العديد من التساؤلات والجدل؟
- نشجب هذه الفتاوى الشاذة، والفتيا فى الدين خطر، مصداقاً لقوله تعالى: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون»، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار»، وقد سئل مالك فى 50 مسألة فأجاب فى 4 فقط، وقال فى البقية: «لا أدرى»، ومن قال لا أدرى فقد أفتى.. ونحن نجد أشياخ السلفية يفتون فى الدين على الرغم من أنه لا يوجد لديهم فقيه.
تنقيح التراث بات ضرورة ملحة كما يرى البعض.. فماذا عن رأيك؟
- التراث ذاكرة الأمة، وهو فى مجمله نتاج بشرى، ولكن الثواب فيه أكثر من الخطأ، كما قال ابن تيمية إنه لم يتعمد أحد أن يخطئ فى دين الله، ولكن هناك فقيه أو عالم اجتهد على حسب معطيات عصره، ولم يقل إن كلامى مقدس، والمسألة ليست متعلقة بالتراث فحسب، ولكن يجب تحرير الخطاب الإسلامى من أية مؤثرات أو توجيهات أو توجهات سنصل إلى خطاب إسلامى متوازن، ولكن يكون بأيدى العلماء والفقهاء الثقات.. وهذا ما يحدث فى مصر، فالأزهر يبنى والسلفية تهدم، وهناك كيانات سلفية يتحصلون على أموال بالدولار من الخارج
لدعم أفكارهم، وأتساءل: لماذا تبقى مثل هذه الكيانات السلفية فى مصر بالرغم من أنها تشكل خطرًا على المجتمع بأسره، ورغم أن الدستور المصرى أقر بأن الأزهر وحده المسئول عن الشئون الإسلامية.
ما تفسيركم لمفهوم تجديد الخطاب الدينى؟
- تجديد الخطاب الدينى دعوة نبوية محمدية فى المقام الأول، لأنه صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها، والذى يعنيه التجديد هو حُسن فهم الإسلام، ومن ثمَّ حسن عرضه، ولأن هذا الدين حركة حياة فمن البديهى أنه حينما يظهر أمر مستجد أو قضية مستحدثة أو تنزل بالناس نازلة يأتى دور أهل الاجتهاد الذين قال الله عز وجل فيهم: «ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم» (النساء: 83) ويجب مراعاة أمر رئيسى فى تجديد الخطاب الدينى وهو أن التجديد يكون فى الفرعيات، لكن الأصول والمعلوم من الدين بالضرورة لا وألف لا، ومن غير المقبول المساس بها لأن الانقلاب على ثوابت الإسلام مرفوض شكلًا ومضمونًا، ولو حدث هذا سنكون أمام تبديد وليس تجديدًا، وهناك فارق كبير بين التحديث والمحو وبين الحضارة والذوبان.
وهل المؤسسة الدينية وحدها والفقهاء هم المعنيون وحدهم بتجديد الخطاب الدينى وإنتاج فقه معاصر.. أم أن هناك مسئولية جماعية لتحقيق ذلك؟
- لابد من وجود إرادة وتعاون مجتمعى شامل، أما أن نضع مسئولية تجديد الخطاب الدينى والرد على شبهات الجماعات الإرهابية فى رقبة المؤسسة الدينية وحدها فهذا غير معقول، ولنا تساؤل: أين دور وزارة الثقافة.. وأين دور مراكز الشباب فلديهما إمكانيات تفوق إمكانات الأزهر نفسه؟ وأين دور مؤسسات المجتمع المدنى، فلابد من المشاركة المجتمعية، وأن يشترك المجتمع كله فى هذه القضية، لكنهم يتركون كل المؤسسات ويمسكون فى خناق الأزهر وحده، فهل الأزهر كان مسئولًا عن السماح ل12 قناة سلفية بالبث فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟ وهذه القنوات هى التى أدخلت الفكر الوهابى الذى هو أساس الإرهاب إلى النجوع والكفور والعزب، فالأزهر ليس مسئولًا عن هذا ولكن المسئولية مشتركة يقع عبئها على الجميع.
وما آليات التجديد فى رأيك؟
- الأزهر يقوم برسالته على أكمل وجه، ولا ننسى أن ورث تركة مثقلة منذ خمسين عامًا منذ أن أدخل السادات الدين فى السياسة ولعب بهذه الورقة وأعطى قبلة الحياة للإخوان وأعادهم للمشهد، مبارك فى عهده نما السلفيون وكبروا وظهرت عشر قنوات سلفية، ودخلوا كل بيت وقرية وحارة، وزرعوا غلوهم وأفكارهم المتطرفة، أسكنوا الله فى المكان مع أنه خارج المكان، وتحدثوا عن توحيد الألوهية 20 عامًا، يسىء السلفيون للإسلام، مبارك أسهم فى تأصيل السلفية فى مصر، ويريدون أن يغير الأزهر ذلك فى يوم وليلة دون أن تكون له قناة تليفزيونية واحدة، والأزهر قادر على القيام بدوره بأكمل وجه يؤدى رسالته لكن لابد أن نوقف النيران التى فتحت عليه، لأن هذا يضر بنا ويعطى المساحة للسلفيين والمتطرفين، وأنا أحذر من ردة الفعل ومن تنامى الإرهاب، لابد من أن نسهم فى نشر ثقافة وسطية لكن ما يحدث إما تشددًا أو انفلاتًا، وما يقومون به سيجعل الناس تحن إلى الفاشية الدينية.
سبق أن قلت فى تصريح لك إن الإخوان والسلفيين والشيعة ثالوث أفرز فكرًا إرهابيًا تكفيريًا فى المنطقة؟
- نعم، هذا صحيح، لأن الفكر السلفى هو فكر دعوى وحركى وجهادى متدرج، والسلفى الجهادى أفرخ لنا تنظيم القاعدة وطالبان والأجناد والنصرة وداعش وبوكوحرام والسلفية الجهادية، والإخوان أفرخت لنا التنظيم الخاص للاغتيالات والتفجيرات بتأسيس حسن البنا وعبدالرحمن السندى وبتنظير سيد قطب والآن بتنظير محمد عبدالمقصود ويوسف القرضاوى.. أما الشيعة الإمامية أفرخت لنا حزب الله اللبنانى، والشيعة اليزيدية أفرخت «الحوثيين».
البعض يرى أن التطرف الذى نشهده الآن وفى العقود السابقة استقى فكره ومعلوماته من كتب وفتاوى ابن تيمية.. والبعض الآخر يؤكد أن الرجل ظلم كثيرًا، فإلى أى الفريقين تميل؟
- هذا صحيح، فابن تيمية له وعليه، لكن عليه أكثر، لماذا، فإذا رجعنا إلى «منهاج السنة» وقد تم تغيير الاسم إلى فتاوى ابن تيمية ومسائله، فابن تيمية كفّر الأشاعرة وهو مذهب الأزهر كفرًا صريحًا، فقال: الأشاعرة «مخانيس» المعتزلة، و«المعتزلة» «مخانيس» الفلاسفة، أيضاً مجلة التوحيد التى تصدر عن أنصار السنة قالت عن الفكر الأشعرى الأزهرى فى نظرهم كفر وشرك، وابن تيمية كفّر أهل مصر كفرًا صريحًا وكفّر الصوفية، وهو أول من ابتدع تكفير المعين فتاوى ماردين بحمل السلاح على النظم، إراقة الدماء، فابن تيمية تله كتاب فى الدعوة إلى هدم كنائس مصر، فمن أراد أن يعرف فكر ابن تيمية فليقرأ «منهاج السنة».
ماذا عن تصوركم لشكل الخطاب الإسلامى المعاصر، الذى يجمع بين مقاصد الشريعة ويحقق مصالح العباد؟ وماذا عن أزمة الفكر الإسلامى حاليًا؟
- بالنسبة للخطاب الدينى الإسلامى هناك خلط بين الخطاب الدينى، فليس هناك ما يسمى خطابًا دينيًا لأنه سيجمع الدين المسيحى واليهودى، إنما الدقة استخدام مصطلح الخطاب الإسلامى «لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا» لا شأن باليهود أو المسيحيين، والخطاب الإسلامى يحتاج إلى مجهودات خارقة، أولًا تنقية التراث وقد شكلنا لجنة علمية من أساتذة أزاهرة وجمعنا بعض الأحاديث الموجودة فى كتب الفقه «الحنفى، المالكى، الشافعى، الحنبلى، الظاهرى»، واستخرجنا 1300 حديث لا يستدل بها ولا يستشهد بها وهى ملء السمع والبصر وهو مجلد عن الفقه، وهناك مجلد آخر وقد أطلقنا اسم «تنبيهات الأخيار على أخبار وآثار»، وهذا ما نادى به الشيخ محمد الغزالى فى كتابه «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث»، فالخطاب الإسلامى يحتاج إلى تنقية التراث، ثانيًا نحن فى حاجة إلى ضبط المصطلحات وثالثًا احترام الدستور، فالمادة 7 تقول: الأزهر الشريف وحده المسئول عن الشئون الإسلامية، وهذا نص دستورى فماذا عن الكيان السلفى الموجود حاليًا؟، فوجود السلفيين يهدر المادة الدستورية، فالإعلام يسمح للفتاوى السلفية، والمساجد بعضها يسيطر عليها السلفيون ولهم أنشطة، فإذا كان الأزهر سيد قراره ووسد الأمر للأكفاء وواجهت الأمور دون أنصاف حلول، فسنحيى الخطاب الإسلامى الذى وأده وسنعود إلى صفاء الإسلام.
ما مدى أهمية فقه الأولويات.. وماذا عن فقه النوازل؟
- نحن فى عالم متغير فبدلًا من أن تستنفد طاقة الناس فى ثقافة الشعور والثياب والنقاب والإسدال ولون الجلباب، وفقه الأولويات هو الحديث فى القضايا المهمة جدًا لحياة الإنسان، مثل الإخاء الدينى والإخاء الإنسانى ووسائل العلم والمعرفة والتكنولوجيا حتى لا نكون عالة على الأمم، ونأكل من غرس أيدينا، لكننا عالة على الأمم، نأخذ المنتجات الطبية من ألمانيا والتكنولوجيا من اليابان، ونلبس من الصين وبنجلاديش وهذه مشكلة، أما فقه النوازل فهو يعنى بالمستجدات مثل نقل الأعضاء ومعاملات البنوك والمعاهدات الدولية، ولكن أكبر عقبة الآن هم السلفية فهم لا يريدون جيشًا وطنيًا ولا شرطة ولا سلامًا وطنيًا ولا برلمانًا.
كيف ترى خطورة أطماع المشروع الفارسى فى المنطقة العربية السنية؟
- من المعروف أن هناك سنة تسمى سنة التدافع، ففى سورة الحج «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيه اسم الله» فالصراع الفارسى العربى قديم وليس جديدًا، فالفرس مثل الأتراك لديهم نزعة الكبر والغرور والاستعلاء، وهو نفس التفكير فهم «الفرس والأتراك» ينظرون نظرة دونية للعرب، فهذا صراع قوميات، لكننا نريد أن نستبعد الإسلام من هذه اللعبة من الصراع الفارسى العربى أو العربى التركى، فهى صراع قوميات.
أخيرًا.. بعض التنظيمات الإرهابية أصدرت بعض الفتاوى التكفيرية على صفحات التواصل الاجتماعى، فما دور المؤسسات الدينية فى الرد على هذه الفتاوى؟
- بأمانة.. مرصد الفتاوى فى دار الإفتاء المصرية يعد رقم واحد وفى مشيخة الأزهر رقم 2 يقومون بجهود مكثفة فى تفنيد هذه الآراء، لكن بقى شىء، نريد أن تصل هذه الجهود للمواطن العادى، فلا تكون حبيسة هذه المؤسسات، فهى تعمل، وأثمن ما تفعله دار الإفتاء المصرية ومشيخة الأزهر من الجهود الإلكترونية، لكن ليس كل الناس يتعاملون مع الإلكترونيات، وليس كل الناس يتعاملون باللغة العربية، فمن المفترض أن يكون هناك زخم شعبى، وعليهم أن يخاطبوا المواطن العادى، وأتساءل: لماذا لم تصنع وزارة الأوقاف قناة فضائية لصحيح الدعوة الإسلامية حتى الآن، خاصة أن أموالًا كثيرة ترصد لخدمة الدعوة، فالشيعة والسلفية يعربدون فى المنطقة وهناك عدة قنوات للإخوان، تركيا وقطر تعربدان فى المنطقة، وماذا لو دعا الأزهر الشريف الشعب المصرى للاكتتاب لإنشاء قناة أزهرية؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.