الحمل خارج الرحم هو زراعة كيس في أي مكان آخر غير بطانة الرحم، وتقدر نسبة الحمل خارج الرحم إلي ما يقرب من 1: 200 حالة من نسبة الحمل الصحيح. تقول الدكتورة لبني عبدالعزيز، اخصائي النساء والتوليد: ارتفعت هذه النسبة عن الماضي وذلك لعدة أسباب أهمها زيادة نسبة الإصابة بالأمراض التناسلية المعدية وهذا بسبب العلاقات غير المشروعة، وزيادة استخدام وسائل منع العمل التي لها علاقة مباشرة بحركة أنابيب فالوب مثل الحبوب التي تستخدم أثناء الرضاعة وحقن منع الحمل وكذلك استخدام اللولب كوسيلة لمنع الحمل بدون الكشف الدوري عليه، ويحدث الحمل خارج الرحم في 99٪ من الحالات في أنابيب فالوب موزعة بين المبيض وتجويف البطن وعنق الرحم أو قناة المهبل، و50٪ من حالات الحمل خارج الرحم قد تحدث بدون أعراض، أو أعراض بسيطة حيث يحدث لها إجهاض داخل تجويف البطن فيموت الجنين ويتحلل داخل تجويف البطن وغالباً ما يحدث هذا النوع من الحمل والإجهاض عندما يحدث داخل فوهة الأنبوبة «أوسع جزء من الأنبوبة» وهذا الجزء يتحمل تمدد الجنين نظراً لأن الوسط غير مناسب لنمو الجنين، يؤدي إلي موت الجنين وانفصاله عن الأنبوبة دون حدوث مشاكل أو بمشاكل قليلة لا تحتاج إلي تدخل جراحي وإنما تحتاج لمتابعة بالأشعة التليفزيونية وقياس نسبة هرمون الحمل في الدم فقط، أما 50٪ الباقية وهي الأهم فتحدث في الجزء الضيق من الأنبوبة، و40٪ منها يحدث بصورة مفاجئة، و60٪ منها يحدث بصورة متدرجة مزمنة، أما ال 40٪ التي تحدث بصورة مفاجئة فيحدث في الجزء الضيق الضعيف من الأنبوبة لا يتحمل تمدد الجنين لذلك يحدث انفجار للأنبوبة مبكراً جداً من الحمل قد يحدث أحياناً قبل ميعاد الدورة الشهرية المفترض نزولها، لذلك فغالباً ما يصعب تشخيص هذه الحالات وتحدث مصحوبة بالألم الشديد في إحدي جانبي الرحم مصحوباً بالإغماء المفاجئ مع حدوث نزيف داخلي يؤدي إلي فقدان الوعي، يسبب في بعض الأحيان وفاة المريض إذ لم يتم التشخيص مبكراً، أما في ال 60٪ الأخري فتحدث عملية الحمل خارج الرحم بصورة متدرجة بحيث يحدث انفجار بسيط متدرج في الأنبوبة مصحوباً بتجمعات دموية داخل وحول الأنبوبة فقط «بدون نزيف داخلي»، ويكبر بالتدريج إلي أن يكون كيساً كبيراً علي أحد جوانب الرحم ويسبب ضعفاً علي الأعضاء التي حوله، لذلك فهو يسبب آلاماً مزمنة تزداد حدتها وتختفي أحياناً وهذه الحالة تكون مصحوبة بالنزيف المهبلي المتقطع ويسبقها فترة قصيرة من انقطاع الدورة وغالباً ما يكون هناك إحساس دائم بالغثيان، ويحدث أحياناً قيء مع حدوث إغماء متكرر من شدة الألم، وقد يتطور الأمر إلي حدوث التهاب في الأنبوبة المنفجرة بالتجمعات الدموية المحيطة بها يؤدي إلي خُراج داخل الحوض. وتضيف الدكتورة لبني عبدالعزيز: هناك صورة أخري من صور الحمل خارج الرحم حيث تنفجر الأنبوبة بدون نزيف داخلي ويخرج الحمل إلي تجويف البطن ويلتصق بأي جزء من أعضاء البطن وهي حالات نادرة جداً يكتمل الحمل ويكون جنيناً كاملاً، وقد يكتشف الحمل خارج الرحم مبكراً جداً قبل حدوث أي مشاكل في الأنبوبة ويرجع هذا الكشف المبكر إلي زيادة وعي الأطباء بالحمل خارج الرحم وإلي عمل أشعة تليفزيونية مبكراً في أول الحمل، ويعتمد تشخيص الحمل خارج الرحم علي عاملين أساسيين إلي جانب الأعراض السابقة، الأول هو عمل اختبار حمل «غالباً ما تكون نسبته تتراوح بين 1000: 1500 مم وحدة» مع أشعة تليفزيونية ولابد أن تكون مهبلية وتختلف صورة الأشعة باختلاف فترة اكتشاف هذا الحمل وكذلك مكان حدوثه، فقد نجد كيساً صغيراً علي أحد جانبي الرحم حجمه أقل من 3 سم أو قد نجد ورماً كبيراً نوعاً ما بداخله تجمعات دموية وقد نجد سائلاً في تجويف الحوض علامة علي وجود النزيف الداخلي في جميع الحالات لا نجد كيس الحمل داخل الرحم. وتري الدكتورة لبني عبدالعزيز، أن علاج الحمل خارج الرحم ينقسم إلي قسمين كبيرين، حسب حالة المريض، القسم الأول هو العلاج الجراحي وفيه نبدأ بعلاج الحالة العامة للمريضة بإعطاء المحاليل ونقل الدم مع التحضير لعملية فتح البطن ويتم استئصال الأنبوبة المنفجرة مع شفط الدم الموجود داخل تجويف الحوض والبطن - وحديثاً تتم هذه العملية بمنظار البطن - أما إذا تم الكشف المبكر قبل انفجار الأنبوبة فالعلاج يعتمد علي حجم كيس الحمل ونسبة هرمون الحمل في الدم معاً، فإذا كان كيس الحمل أكبر من 3 سم ونسبة الهرمون أكبر من 1500 مم وحدة في هذه الحالة يتم فتح البطن «أو بالمنظار» وفتح الأنبوبة واستئصال كيس الحمل منها والتأكد من عدم وجود نزيف بعد استئصال الكيس ثم نترك الأنبوبة، أما إذا كان كيس الحمل أقل من 3 سم ونسبة هرمون الحمل أقل من 1500 مم وحدة فمن الممكن استبدال العلاج الجراحي بعلاج كيميائي لقتل الجنين وخلايا الحمل حتي يتوقف النمو والتأكد من ذلك بمتابعة نسبة هرمون الحمل بتحليل الدم حتي تصل النسبة إلي النسبة الطبيعية.