كما توقعت الوفد في تقاريرها بأن نسبة التغيير في تشكيلة مجلس الأمة الكويتي سوف تتجاوز نسبة ال 50 % ، وكشفت النتائج الاخيرة بأن نسبة التغيير في تركيبة المجلس بلغت 62 %. وأكد أمير الكويت الشيخ نواف الاحمد أن انتخابات مجلس الأمة 2020 جسَّدت الوجه الحضاري للكويت، مشيداً بجهود جهات الدولة لإنجاح هذا العرس الديموقراطي. جاء ذلك في رسائل شكرٍ، بعثها الأمير إلى كل من رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي، رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح، وزير الخارجية وزير الإعلام بالوكالة الشيخ د.أحمد الناصر، وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح، وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية د.فهد العفاسي، وعدد من الوزراء والمسئولين. وأعرب عن بالغ تقديره لجميع الوزارات والجهات الحكومية التي شاركت في الإعداد والتنظيم لانتخابات مجلس الأمة 2020، على ما أبدوه من تعاون وتكاتف وتنسيق وتنظيم بنّاء لإجراء عملية الانتخابات ووفق الاشتراطات الصحية المطلوبة واتخاذ كل الاحترازات والاحتياطات التي تتطلبها الظروف الصحية الراهنة، حفاظاً على سلامة الجميع. كما أشاد الشيخ نواف الاحمد بما تحلّى به المواطنون من حس وطني، تجسّد في مشاركتهم الفاعلة في ممارسة حقهم الدستوري في الانتخابات، وما أبدوه من التزام الإرشادات، التي أسهمت في تمكينهم من الإدلاء بأصواتهم بكل سهولة ويسر، الأمر الذي جسّد الوجه الحضاري للوطن العزيز في هذا العرس الديموقراطي. كما عبّر عن بالغ تقديره وخالص ثنائه لأعضاء اللجنة القضائية العليا المشرفة على سير الانتخابات، وعلى جهودهم المقدّرة، التي يسّرت عملية الانتخابات بكل كفاءة وشفافية. ومع انتهاء عملية فرز الاصوات في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أعلن عن سقوط عدد من الرموز الكبيرة كان يصعب وضعها في قائمة المتوقع سقوطهم. ومن بين أبرز الذين لم يحالفهم الحظ النائب الاسلامي محمد هايف المطيري، والنائب علي الدقباسي الذي كان يراس في السابق البرلمان العربي، والنائب خلف دميثير الذي لم يغب عن قاعة المجلس منذ اكثر من 40 عاما، والنائب الحميدي السبيعي الذي استجوب اربعة وزراء، والنائب أحمد الفضل وغيرهم من الاسماء المعروفة برلمانيا. ومن ابرز الخارجين من تشكيلة المجلس الحالي النائب صفاء الهاشم المعروف عنها عنصريتها الشديدة الوافدين وخاصة الجالية المصرية ولم تكتف بالزام الوافدين بدفع رسوم مرور في الطرق العامة فقط بل طالبت بدفع رسوم أبعد من ذلك بكثير. وباعلان السقوط الكبير للهاشم ضجت وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر الوسيلة الاكثر استخداما بالنسبة للكويتيين بحملة سخرية كبيرة جدا قادها عدد كبير من الكويتيين وشاركهم فيها عدد من المصريين. ومع غياب الهاشم غابت معها العناصر النسائية ليصيح مجلس أمة 2020 ذكوريا 100 %. ولم ينجح من أعضاء مجلس 2016 إلا 19 نائباً في سيناريو مكرر للانتخابات التي أجريت في 2016، وغلبت الوجوه الجديدة على معظم الدوائر بنسبة تجاوزت %42. وكانت أعلى نسب التغيير في الدائرتين الأولى والثالثة ب%70 لكل منهما، في حين تساوت الدائرتان الرابعة والخامسة بتغيير بلغ %60، أما الدائرة الثانية فكانت الأقل تغييراً بنسبة %50. وأخفق التجمع الإسلامي السلفي للمرة الثانية على التوالي في التمثيل داخل مجلس الأمة بخسارة مرشحيه في الدائرتين الثانية والثالثة فهد المسعود وحمد العبيد، في حين نجحت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) في الفوز ب3 مقاعد في البرلمان، رغم خسارة النائب عبدالله فهاد. وكان لافتاً غياب الوجوه النسائية عن مجلس 2020، وذلك للمرة الأولى منذ بداية تطبيق نظام الصوت الواحد في ديسمبر 2012، بعد أن خسرت النائبة صفاء الهاشم مقعدها الذي حافظت عليه لأكثر من دورة برلمانية. وتشير التقارير الصحفية الى انه وعلى الرغم من تبدل الوجوه، ثبت التمثيل الشيعي في مجلس الأمة عند 6 نواب، 3 منهم في الدائرة الأولى، ونائبان في الثانية ونائب عن الدائرة الثالثة، وتراجع تمثيل التحالف الإسلامي الوطني إلى نائب وحيد بعد سقوط النائب خليل أبل. وعلى الرغم من الحملة الشعواء التي تعرض لها بشكل كبير جدا قبل وخلال الحملة الانتخابية حقق مرزوق الغانم انتصارا كاسحا، وجاء في المركز الاول في الدائرة الثانية وعلى أعلى الأصوات في الدوائر الخمس كنسبة وتناسب مع حجم الأصوات في الدائرة، في حين يعد الرقم الذي حصل عليه النائب حمدان العازمي هو الأعلى على مستوى الدوائر الخمس. وقال الغانم إن المركز الذي حصده، وكذا الرقم الذي حصل عليه، مسؤولية كبيرة وأمانة. وأخفق التجمع السلفي في تعويض خسارته في مجلس 2016 في الدائرة بخسارة مرشحه فهد المسعود، بينما تمكن مرشح «حدس» النائب السابق حمد المطر من العودة إلى عضوية المجلس. وكانت المفاجأة خسارة النائب رياض العدساني بعد أن حل في المركز الثاني في انتخابات مجلس 2016، في حين حافظ النائب خليل الصالح على وجوده في المراكز الأولى، وخسر النائب خلف دميثير مقعده للمرة الأولى منذ 40 عاماً. وتراجع التمثيل الشيعي في الدائرة الأولى من 4 إلى 3 نواب فقط، مع تغيير الوجوه، بدخول النائب حسن جوهر الذي حقق المركز الأول، والنائب علي القطان، في وقت احتفظ النائب عدنان عبدالصمد بمقعده، وذلك بعد خسارة النواب خالد الشطي وصالح عاشور، وصلاح خورشيد. إلى ذلك، احتضنت الدائرة الأولى وجوهاً شبابية جديدة، منها النائبان حمد روح الدين، وعبدالله جاسم المضف. «الخامسة». وحصدت قبيلة العوازم 4 مقاعد في الدائرة، بينها مقعدان من خارج «التشاوريات»، حصل عليهما النائبان بدر الداهوم وحمدان العازمي، وذلك بعد أن كانت ممثلة في مقعد واحد بمجلس 2016. وكان من اللافت امس الإقبال الكبير من قبل كبار السن والنساء والذين توافدت أعداد كبيرة منهم في ساعة مبكرة قبل فتح اللجان، ما يجسد الحرص على المشاركة في العرس الديموقراطي الكويتي وتكريس الإيجابية المأمولة، لا سيما من الشباب الذين صوتوا بكثافة وزخم عقب اغلاق صناديق الاقتراع.