الأحداث الأخيرة التي وقعت، سواء من منع قضاة المحكمة الدستورية العليا والحيلولة دون أداء عملهم. أو محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي ومحاولة الاعتداء علي بعض الإعلاميين وضيوفهم وتهشيم سياراتهم. وأخيرا الاعتداء الغاشم، علي مقر حزب الوفد وجريدته، ومحاولة إحراقه وتحطيم مبني الجريدة، فضلا عن إصابة البعض من ضباط وأفراد الشرطة وأيضا أعضاء الحزب. هذا فضلا عن الأفعال الهمجية الأخرى التي سبق أن وقعت علي مقار الإخوان المسلمين ومحاولات حرقها، وكذا الاعتداءات المتبادلة بين قيادات الإخوان والأحزاب الأخرى. هذا كله نذير خطر داهم بالبلاد. وبادئ ذي بدئ، أقول لأبوإسماعيل، ولأبو سبع رجلين، ولأبو رجل مسلوخة: إن أمثالكم لن ترهبنا أفعالهم الهمجية، ولن تثنينا عن مبادئنا وأفكارنا، بل وأضيف، إن كل من سولت له نفسه أن يهدد ويتوعد المعارضة ويشير إلي أن لديهم مليون شهيد سيقدمونهم قربانا لمقعد الحكم والسيطرة علي البلاد. أقول لمثل هؤلاء إن كان لديكم مليون شهيد فالمعارضة لديها الملايين والملايين من الشهداء، وإن كان لديكم الأسلحة، فما أسهل الحصول علي السلاح في هذه الأيام، خاصة أن مصر قد امتلأت به من أقصاها إلي أقصاها. إذا كان هذا هو مقصدكم أو سبيلكم الوحيد للاستمرار في الحكم، كمحاولة للتشبه بما فعله شمشون حين هدم المعبد عليه وعلي عشيرته، فنحن لن ندخر وسعا في الدفاع عن أنفسنا وعن وطننا، فالعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم. أقول هذا لأن البادي أننا انتقلنا من دولة القانون ودولة العقل والحكمة والضمير، إلي دولة استعراض العضلات وصولا لشريعة الغاب. السيد وزير الداخلية صرح يوم الاثنين الماضي - بأنه ليس لديه سلاح أو أفراد يكفون لمواجهة هذا النوع من الهمجية، وأن الكيل طفح به من كثرة التدخلات في شئون عمله - والجدير بالذكر أن السيد خيرت الشاطر قد توجه يوم الأحد الماضي إلي وزارة الداخلية ومكث مع سيادة الوزير لأكثر من ساعتين، ربما كان هذا وغيره من التدخلات التي لا نعلم عنها شيئا هي من وراء طفح الكيل بالوزير. كذلك لا يغيب عن أحد أن أحداث الاتحادية التي تم تصويرها تليفزيونيا، وظهرت فيها ميليشيات الإخوان المسلمين جهارا نهارا حاملين السيوف والسنج والشوم وانطلقوا نحو المعتصمين العزل، وأمطروهم قذفا بالحجارة وطعنا بالسيوف والسنج وضربا بالعصي، كل هذا تم أمام أعين جميع الشعب المصري في البلد ولم نسمع أن واحدا منهم قد تم تقديمه للمحاكمة حتى يومنا هذا. تماما كما حدث من اعتداء غاشم علي مقر حزب الوفد، لقد وردت المعلومات إلي الحزب عن نية الهجوم عليه، فأخطرت الشرطة وجاءت إلي مقر الحزب بكثافة، إلا أنها كانت عاجزة تماما عن صد هذا الهجوم التتاري الذي ترتب عليه إصابة ضابطين من رجال الشرطة وبعض من افرادها، فضلا عن تحطيم مقر الجريدة تماما، ورغم تواجد رجال الشرطة بكثافة ومشاهدتهم للمعتدين، إلا أنهم حتى كتابة هذا المقال لم نسمع عن القبض علي أحد وتقديمه للمحاكمة رغم مطالبة النائب العام بذلك. وما زاد الطين بلة، أن هؤلاء الهمج، حاولوا الوصول إلي قسم شرطة الدقي للاعتداء عليه وعلي رجاله، ولكن رجال الشرطة تنبهوا إلي ذلك واحضروا قوات كبيرة جدا بما في ذلك تواجد وزير الداخلية بنفسه داخل قسم الشرطة انتظارا لهذه الهجمة. والبادي أن هؤلاء الهمج قد عرفوا وشاهدوا القوة الكبيرة فعدلوا عن مهاجمة القسم. أعود فأقول: إن حالة البلاد في الوقت الحاضر سوف تؤدي بنا إلي شبه حرب أهلية لا محالة إذا ما استمرت هذه الاعتداءات الغاشمة، خاصة أن هناك بعض الشائعات بوجود رجال من تنظيم القاعدة وآخرين من منظمة حماس متواجدين في سيناء، انتظارا لساعة الصفر التي وعد بها زعماء الهمجية. يا ناس..... إن مصر الآن علي حافة الهاوية، فهل من مجير؟ لك الله يا مصر ومن بعده قواتنا المسلحة التي وعدت مرارا وتكرارا بالوقوف إلي جانب الشعب.. ولسه ياما هنشوف.